طارق الخولى

رسائل منتدى شباب العالم "1-2"

الإثنين، 30 أكتوبر 2017 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
#WeNeedToTalk هو شعار منتدى شباب العالم المقرر انعقاده فى شرم الشيخ 4 نوفمبر المقبل، بحيث نكون أمام منتدى شبابى جامع يعظم من الحوار، من أجل إرساء قيم المحبة والسلام والتنمية، ففكرة المنتدى تدور حول أهمية الحوار والتواصل من أجل وضع حلول لحل المشاكل التى تواجه العالم مثل مكافحة الإرهاب، وسبل تحقيق التنمية المستدامة وغيرها، فالمنتدى يمثل رسالة سامية وغير مسبوقة وفكرة عبقرية لفتح آفاق رحبة وجسور صلة بين أبناء الجيل الواحد من مختلف البلدان والأعراق والحضارات واللغات.
كما أن نجاح المؤتمرات السابقة هى رسالة واضحة للجميع، فى السعى نحو تحقيق منتدى شباب العالم لأهدافه، خاصة أن المؤتمرات السابقة قد خرجت بتوصيات نفذت على أرض الواقع التى كانت على رأسها تعديل قانون التظاهر، وتشكيل لجنة العفو الرئاسى، والاستعداد لتأسيس الأكاديمية الشباب لتأهيلهم وغيرها، فهذا المنتدى سوف يوجه رسائل عديدة فى فتح الحوار الدولى بين الشباب، بل سيتخطى مرحلة الحوار إلى أكثر فى فتح العلاقات بين مصر والدول المختلفة، فالمؤتمر يحظى باهتمام شديد لدى طوائف الشباب، كما سيكون له اهتمام دولى ملحوظ، حيث يعد فرصة للشباب من جميع دول العالم للحوار الجاد والمباشر سواء مع بعضه البعض أو مع صناع القرار والمسؤولين حول العالم، حيث يتم من خلاله مناقشة كل القضايا التى تهم الشباب، بهدف الوصول لصيغة حوار مشتركة تُسهم فى جعل العالم مكاناً أفضل.
 
ومن المنتظر أن يضم برنامج منتدى شباب العالم خمسة محاور رئيسية ستناقش قضايا وموضوعات تهم مختلف الفئات الشبابية حول العالم، التى من خلال جلساتها سيعبر شباب العالم عن رؤاهم ويطرحون أفكارهم ويتبادلوا تجاربهم وهى: «محور قضايا شبابية عالمية» ويتضمن مناقشة قضايا الإرهاب ودور الشباب فى مواجهتها، ومشكلة تغير المناخ والهجرة غير المنتظمة واللاجئين، ومساهمة الشباب فى بناء وحفظ ‏السلام فى مناطق الصراع، وكيفية توظيف طاقات الشباب من أجل التنمية–«محور التنمية المستدامة والتكنولوجيا وريادة الأعمال» الذى من خلاله سيتم التعرف على رؤى الشباب لتحقيق التنمية المستدامة حول العالم، واستعراض التجارب الدولية فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وعرض تجارب شبابية مبتكرة فى مجال ريادة الأعمال، مع مناقشة تأثير التكنولوجيا على واقع الشباب.
 
كما سيتناول المنتدى «محور الحضارات والثقافات» ويضم موضوعات خاصة بالفنون والآداب والهوية الثقافية، وكيفية تكامل الحضارات والثقافات والاستفادة من تنوعها واختلافها، وكيف تصلح الآداب والفنون ما تفسده ‏الصراعات والحروب‏، بالإضافة إلى البعد الثقافى للعولمة وآثره على ‏الهوية الثقافية للشباب، «محور صناعة قادة المستقبل» ويتم فيه استعراض التجارب الدولية البارزة فى تأهيل وتدريب الشباب، ودور الدول والمجتمعات فى صناعة قادة المستقبل، «نموذج محاكاة الأمم المتحدة» كما يشهد المنتدى تنظيم نموذج محاكاة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والذى يشارك به أكثر من 60 شاب من مختلف الدول ومن خلال مشاركتهم فى هذا النموذج، سيتمكن هؤلاء الشباب من معايشة تجربة حية لما يختبره ممثلى دول مجلس الأمن فى الأمم المتحدة، والتعرف على مختلف وجهات النظر والحلول أثناء مناقشة موضوعات متنوعة تدور حول مجابهة المخاطر التى تهدد السلم والأمن العالمى، والتحديات التى تواجهه الدول نتيجة لموجات الهجرة غير المنتظمة، والحروب وتهديدها لأمن الدول.
 
هذا المنتدى بات إحدى أهم القنوات التى يعبر فيها الشباب عن أنفسهم، فعندما سجل آلاف الشباب، فى البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة، فهذا لم يكن محض صدفة، وإنما إرادة حقيقية لدى كثيرين، لإيجاد قنوات يستطيعون من خلالها التعبير عن أنفسهم وتطلعاتهم، والمشاركة فى صناعة حاضرهم ومستقبلهم، إلا أن ضعف المشاركة الشبابية، فى الإقبال على التصويت فى العمليات الانتخابية، تقول إننا مازلنا أمام جيل يعانى، فأين يستطيع أن يجد نفسه، أفى أحزاب أصابها الضعف، أم فى حركات احتجاجية، لا تجيد العمل السياسى المحترف، كيف يستطيعون أن يبنوا أحزابا جديدة، بعيداً عن دكاكين الماضى، فى ظل توحش المال السياسى، وعجزهم المادى، أين يجدون مساحة بناء، فى ظل صراعات سياسية دامية، بين ساسة المعاشات، لقد أخذ بالفعل بعض أبناء جيلى المبادرة، فى الترشح للانتخابات، ليجدوا أنفسهم، فى حرب دهماء فى مرمى نيران من يملك من المال، ما يغدق به ملايين الأمتار من الدعاية، ليصابوا بحالة من الإحباط واليأس بعد خسارتهم، رغم تقارب نتائجهم مع المنافسين، فى ظل تفاوت شرس، فى الدعاية الانتخابية، إلا أن عدداً منهم، شباباً وشابات، قد دخلوا إلى جولة الإعادة، ليسجلوا ملحمة إرادة حقيقية، فمن السهل أن تجلس متكأ لتعارض، وتصدر البيانات الإعلامية، لكن بالتأكيد الأصعب، هو أن تتحرك لتصنع شيئا مغايرا، فالتجارب لا تمنح وإنما تنتزع.
 
الفارق كبير، بين عزوف الناخبين ومنهم الشباب، للأسباب السابقة، وبين المقاطعة، التى روج لانتصارها قوى الظلام، التى تجيد الاصطياد فى الماء العكر، التى لم تشارك فى أى استحقاق منذ 30 يونيو، ويتبنون شعار المقاطعة دوماً، فهؤلاء ليس لديهم أى نوايا فى بناء مصر، فهم ساسة الولولة ومتطلعى الخراب، شراذم الفشل، فى صناعة بديل فراغ، أليس من مسؤولية الساسة ألا يحتار الناس، أو يصعب عليهم متاهة الاختيار، فهؤلاء لا يجيدون سوى الاحتجاج فقط، ليداروا على عجزهم، ويعلقوا شماعة فشلهم على الآخرين، ليثبتوا لأنفسهم أنهم الصواب فى الوضع الخطأ، ولكن الحقيقة أنهم الفشل فى الوضع الصعب، فهؤلاء المتربصون كانوا على عهدهم شامتين وخائضين فى ليالى السمر البلهاء، على مواقع التواصل الاجتماعى، فى صولات من الهيصة والبهجة والمتعة، ظناً فى انتصار العزة بالإثم، ونجاح دعواتهم، وهم قادة التأثير الوهمى، فليس بأمنيات وتطلعات الخراب يمكن أن تبنى الأمم، وليس بالشماتة الجاهلية يصنع أى نجاح.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة