تستيقظان فى الخامسة فجرا تستقلان سيارة ربع نقل تحملهما إلى منطقة سوق الأربعاء بمركز دشنا شمال محافظة قنا، تحملان بضاعتهما من الجبنة القريش والسمنة البلدى والجبنة "المش" والفطير لعرضه على زبائنهما الذين يأتون من القرى للتجمع فى السوق يوم الأربعاء من كل أسبوع بمجرد أن تصل إلى منطقة السوق تجدهم يجلسان لعرض بضائعهم على مقربة من سيارات الأجرة التى تنقل الراكبين من المركز إلى القرى المجاورة.
أم محمد وأم على حكاية من الكفاح لصديقتين جمعهن التنافس فى بيع بضائعهم من الجبنة عبر سنوات بلغت أكثر من 30 سنة يجلسان فى ذلك المكان، يتنقلان من سوق إلى آخر لبيع ما يصنعانه متحملين عناء المشقة والتعب لسيدات أجبرتها الظروف إلى النزول لأسواق جمع لقمة العيش بالحلال لتربية أبنائهما، فهما تسردان قصصهما من الكفاح فى أن يتعلم أولادهما ويدخلون الجامعات من تلك التجارة البسيطة.
تقول الحاجة أم محمد من مركز دشنا، بدأت أبيع الجبن لمساعدة زوجى المزارع لتربية أولادى، فكنت أربى الطيور لبيعها فى السوق، وكان هدفى هو شراء "جاموسة" حتى تكون مصدر رزقى فى بيع اللبن والجبنة والسمن البلدى، وكنت أقوم بتحويش الفلوس حتى تمكنت من شرائها وبدأ نشاطى يتغير بعد 4 سنوات، وكان نزولى للسوق هو التحدى الأكبر خاصة أن الصعيد له طبيعة خاصة، لكن أحنا ناس غلابة زوجى مش موظف وده أكل عيشى نزلت السوق فى مركز دشنا كل أربعاء.
وأضافت: "توسع نشاطى فى البيع ولما الجاموسة بتكون فى بداية وضعها بيكون الخير كتير، والحمد لله الرزق بيكون متوفر، فباضطر أنزل سوق الوقف وغيره من الأسواق الموجودة بالقرب من مركز دشنا وأنا الحمد لله ربنا رزقنى بالذرية الصالحة ومعايا 4 من البنات والأولاد كلهم فى الجامعة والتعليم بمراحل مختلفة، والحمد لله ربنا موسعها عليا وربنا رزقنى بصديقة موجودة معايا فى السوق منذ 30 سنة، لا نفترق أبداً كانت بداية تعارفى بها فى السوق حتى أصبحت صديقة عمرى، ولما سوق البضاعة يكون واقف معايا تأخذ منى الجبنة وتضعها فى فرشتها وتقوم ببيعها وتعطنى الأموال المتحصلة من بيع الجبنة، ولما بكون مريضة تقوم بتصنيع الجبن علشان تساعدنى.
أم على من قرية الشيخ على بمركز دشنا تقول: أنا ليا سنوات فى بيع الجبنة "المش" وأنا بقوم بشراء الجبنة من صديقتى وأقوم بتخزينها فى "بلاص" لعدة أشهر وبيعها فى السوق وأحنا الحمد لله بناكل من حلال وربينا ولادنا بالرزق الحلال، وعن سبب ارتفاع أسعار السمنة البلدى والتى بلغت 80 جنيها للكيلو أكدت أن السمن البلدى دى أفضل حاجة تدخل جسم الإنسان لأنها طبيعية، والأمراض دخلت أمعاء المصريين بسبب السمنة النباتى التى تباع فى الأسواق، فضلاً عن بيع الزيوت، وأن أسباب الارتفاع ناتج بسبب حالة الغلاء الموجودة فى أسعار "الحبوب".
وأضافت: "أن سعر الجبنه البلدى بترخص فى فصل الشتاء لأن أغلب البهائم بتنجب فى فصل الشتاء وبيكون اللبن الذى يصنع منه الجبنة متوفر، وأنا ببيع فى سوق الأربعاء فى مركز دشنا وغيره من المراكز والتنافس بيننا فى البيع بيكون بشرف لأن كل واحد بياخد رزقه، وأنا عايشة على صناعة الجبنة وهى يتم إنتاجها من اللبن بعد تخميره لعدة أيام ووضعه فى كأس عبارة على شكل مربع ثم وضعه فى الهواء قبل بيعه، والحمد لله مستورة وربيت ولادى بالحلال.
