النور مكانه القلوب.. "نجاة رضوان" 30 سنة خدمة لفتيات النور والأمل الكفيفات

الأحد، 22 أكتوبر 2017 06:00 ص
النور مكانه القلوب.. "نجاة رضوان" 30 سنة خدمة لفتيات النور والأمل الكفيفات نجاة رضوان مع الفتيات
إسراء عبد القادر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

وسط زحام الحياة بتفاصيلها الكثيرة ومشاغلها يلعب القدر والصدفة دور كبير فى ترتيب الأحداث وتقابل الوجوه فى طريق الحياة، ولكن أن تلعب الصدفة دور البطولة فى حياتك وتجذبك للذهاب للمكان الذى يغير مسار حياتك ذلك هو عنوان مشوار حياة المرأة المصرية"نجاة رضوان صاحبة الـ 50 عاما.

عندما كانت فى عامها الدراسى الثالث فى دراستها بجامعة الأزهر لم تعرف أن زيارة واحدة لجلب ابنة أختها من مدرستها بالنور والأمل للمكفوفين ستغير مجرى حياتها بالكامل، فبسبب مرض أختها ذهبت نجاة لجلب ابنة أختها من المدرسة "بالصدفة" لتجد شيئا إلهيا يسحبها نحو ذلك المكان وتشعر بطاقة دفينة بداخلها تحمل رسالة حب ومساعدة لتلك الفتيات اللاتى وجدتهن فى المدرسة.

وبالفعل بعد انصرافها من المدرسة تلقت دعوة من مديرة الجمعية تدعوها للتواجد مع الفتيات لمساعدتهن وتتولى منصب "مشرفة " عليهن، وبالرغم من رفض أسرتها فى بادئ الأمر بسبب دراستها الجامعية إلا أنها عبرت عن رغبتها فى تولى مهمة مساعدة الفتيات فى النور والأمل.

أصبحت" نجاة رضوان" أصغر مشرفة على الفتيات بالجمعية عام 1989، تتوالى الأحداث لتتلقى نجاة بعد مرور شهر على تواجدها فى ذلك المكان دعوة من مايسترو  أوركسترا النور والأمل لتتولى مهمة المديرة التنفيذية للفريق لما لاحظه من ارتباط بينها وبين فتيات الأوركسترا لتوافق وتصبح  رفيقتهم أينما ذهبن.

تتحدث نجاة رضوان لليوم السابع عن علاقتها بفتيات فريق الموسيقى بالجمعية منذ 30 عاما قائلة: علاقتى بيهم أم وبناتها، بسافر معاهم كل مكان وبحل معاهم مشاكلهم الشخصية".

فكأنما قدر الله لتلك الفتيات أن يرسل لهن نجاة رضوان لتكون سندهم وعينهن فى هذه الحياة، فعلاقتها بهن وثيقة وقائمة على الحب والثقة ففى اللقاءات الرسمية علاقتهن جدية أما فى الرحلات وداخل الجمعية تسود حالة من المرح والدعابة حتى تدعيها إحدى الفتيات"جوجو".

43 فتاة تتراوح أعمارهن بين 15 و60 عاما يعزفن موسيقى دون نوتة موسيقية ولكن استشعروها بقلبهن وتركن الفرصة لأحاسيسهن تلون العالم، فبحسب ما تقول نجاة رضوان إن رعاية الفتيات  وعلاقتها الوثيقة بهن تكونت بناء على رعاية كاملة من مديرة الجمعية الأستاذة آمال فكرى "هى اللى علمتنى إزاى أعامل البنات وأقرب منهم، هكذا وصفت نجاة رضوان آمال فكرى.

فتبذل مديرة الجمعية مجهودات كبيرة لتسافر الفتيات دولا عديدة وتشارك فى كبرى الحفلات الموسيقية على مستوى العالم، إذ سافرت نجاة بصحبة فريق الموسيقى ل 30 دولة كانت آخرها الصين والتى وقف الجمهور من حضور الحفل يبكون ويصفقون للفتيات تقديراً لعزفهن الرائع، وفى الكواليس كانت تقف نجاة تصف للفتيات المشهد فهى عينيهن والدعم والاهتمام لهن، إذ كان يمسك الحضور من الصينيين بتماثيل صغيرة للأهرامات وأبو الهول الملونة يلوحون بها تشجيعاً للأوركسترا المصرى.

وبنبرة تخللها الفخر والإعجاب تتحدث نجاة عما تعلمته من الفتيات على مدار 30 عاما فقالت تعلمت منهن الكفاح والصبر والإصرار على إثبات مواهبهن أمام الجميع وتسرد مواقف وقفت فيها مندهشة من براعة عزف الفتيات فى بعض الحفلات فتقول" اتعلمت منهن إن مفيش مستحيل".

العلاقة ليست مجرد علاقة مشرفة ببعض الفتيات فهى صديقة وأم لهن جميعاً، تساوى فى الحب والاهتمام  وتساعد من تحتاج المساعدة من الفتيات فبعض فتيات الجمعية يستعين بها لحل بعض المشكلات الشخصية فلا تتأخر معبرة عن مدى ارتباطها بهن جميعاً قائلة"بنفضل مع البنات من صغرهن لحد تجهيز شققهن.. هن بناتى وأصحابى".

30 عاما هو عمر مشوار نجاة كمديرة تنفيذية لأوركسترا النور والأمل للمكفوفات، مشوار كتبت حروفه بالنور والصبر والثقة والمحبة بينها وبين الفتيات، علاقة عنوانها العطاء وتحدى المستحيل.

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة