فى الذكرى 75 لمعركة العلمين.. منسق الأمم المتحدة يعلن تطهير ثلث الأراضى من الألغام بالساحل الشمالى الغربى.. ويؤكد: المنطقة يمكنها جذب استثمارات بـ50 مليار دولار.. وسفير الاتحاد الأوروبى: ساهمنا بـ4.7 مليون يورو

السبت، 21 أكتوبر 2017 03:04 م
فى الذكرى 75 لمعركة العلمين.. منسق الأمم المتحدة يعلن تطهير ثلث الأراضى من الألغام بالساحل الشمالى الغربى.. ويؤكد: المنطقة يمكنها جذب استثمارات بـ50 مليار دولار.. وسفير الاتحاد الأوروبى: ساهمنا بـ4.7 مليون يورو جانب من الفعالية بمناسبة ذكرى معركة العلمين
رسالة العلمين - رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا تزال مشكلة الألغام تمثل تحديا كبيرا أمام تنمية وتطوير الساحل الشمالى الغربى، فبعد مرور 75 عاما على معركة العلمين الكبرى إبان الحرب العالمية الثانية، تلك المعركة التى خلفت ورائها كم هائل من مخلفات الحرب والألغام فى مساحة تقدر بـ5000 كليومتر مربع، لا يزال هناك أكثر من 2680 كيلومترا مربع من هذه الأراضى موبوءا بتلك الألغام. 

 

ويقول ريتشارد ديكتس، المنسق المقيم للأمم المتحدة فى القاهرة، بمناسبة مرور 75 عاما على معركة العلمين إن برنامج الأمم المتحدة الإنمائى فخور بما تم إنجازه حتى الآن فيما يتعلق بإزالة الألغام من الساحل الشمالى الغربى منذ عام 2007 بالتعاون مع الاتحاد الأوروبى، وذلك بعد توقيع اتفاقية مع الحكومة المصرية حيث تمكنت الأمانة التنفيذية لإزالة الألغام –الجهة المسئولة عن عملية تطهير الأراضى من الألغام- من تطهير 1454 كيلومتر حتى سبتمبر 2017.

 

 

ريتشارد ديكتس - منسق الأمم المتحدة بالقاهرة
ريتشارد ديكتس - منسق الأمم المتحدة بالقاهرة

 

وأضاف فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن برنامج إزالة الألغام هدفه الرئيسى ضمان أن الأرض يمكن البناء عليها دون خوف من انفجار لغم أو أى متفجرات من مخلفات الحرب، موضحا أن عمل البرنامج – الذى انضم إليه الاتحاد الأوروبى عام 2014 وقدم منحة تقدر بـ4.7 مليون يورو تستمر 3 أعوام- ساهم فى ضمان أن أرض مدينة العلمين الجديدة خالية من الألغام، وذلك من خلال عمل المهندسين العسكريين المعنيين بتطهير الأراضى.

 

وتابع قائلا إن تمويل الاتحاد الأوروبى ضمن تطهير 700 كليو متر مربع من أرض مدينة العلمين الجديدة لتصبح جاهزة للبناء والتعمير،مشيرا إلى هذه المدينة ستصبح جاذبة للاستثمارات بشكل كبير وذلك لأن المشروع طهر كذلك 900 كليومتر مربع من الأراضى الموجودة بطول الساحل، مما يسهل عمليات التنقيب عن الغاز والبترول، قائلا إن ما يقرب من 50 مليار دولار من الاستثمارات يمكن أن تشهدها هذه المنطقة بسبب اكتشافات النفط، وهو ما سيصب فى نهاية المطاف فى صالح المنطقة ككل، ولاسيما المدينة الجديدة.

 

وأوضح أنه بعد 7 عقود على الحرب العالمية الثانية والصراع الذى وقع فى العلمين، أصبح ثلث الأراضى الملوثة بالألغام فى مصر جاهزا للاستخدام، إذ تبلغ مساحة الأرض الملوثة بالألغام حوالى 5000 كليومتر مربع، معتبرا أن هذا إنجاز كبير لأنه يؤثر بشكل مباشر على حياة المصريين الذين يعيشون فى وعلى تنمية هذه المناطق.

 

وبسؤاله عن المدة الزمنية التى يمكن أن تستغرقها عملية تطهير أراضى الساحل الشمالى الغربى، أشار ديكتس إلى أن هذا يعتمد بشكل أساسى على استمرار التمويل، موضحا أن الأمانة التنفيذية تمكنت من تطهير ثلث الأرض فى وقت قصير نسبيا وبمستوى غير مسبوق فى مصر، وذلك بسبب المنحة المقدمة من الاتحاد الأوروبى عام 2014، مما يعنى أن عملية التطهير يمكن أن تستغرق من 3-4 أعوام فى حال وجود التمويل.

 

جانب من الفاعلية
جانب من الفاعلية

ومن جانبه، قال إيفان سوركوش، سفير وفد الاتحاد الأوروبى فى مصر بمناسبة ذكرى معركة العلمين، إن تلك المعارك التى جرت فى يوليو 1942، قبل 75 عاما على الأرض المصرية، لها أهمية كبيرة على مسار الحرب العالمية الثانية، ومع ذلك، فقد تركت وراءها أيضا كمية كبيرة من الذخائر غير المنفجرة، إذ لا يزال هناك 2680 كيلومترا مربعا من الأراضى فى الساحل الشمالى الغربى ملوثة بتلك المخلفات اليوم.

 

ايفان سوركوش سفير الاتحاد الاوروبى بالقاهرة
ايفان سوركوش سفير الاتحاد الاوروبى بالقاهرة

 

وأضاف فى كلمة بمناسبة ذكرى المعركة خلال حفل استقبال فى مدينة العلمين مساء أمس الجمعة أن هذه المساحة تعادل 36,216 ميدان تحرير مجتمعين معا، موضحا أن مخلفات الحرب تشكل  خطرا كبيرا على السكان، وبصورة أعم، على تنمية المنطقة.

 

وأشار إلى أن هذه المخلفات تسببت حتى الآن فى وقوع أكثر من 8 آلاف إصابة، ثلثيهم من المدنيين، ورغم تراجع عدد الإصابات الجديدة السنوات الأخيرة، إلا أن التهديد لا يزال قائما إلى حد كبير، بحسب سوركوش.

وأضاف قائلا، إنه من الناحية الاقتصادية، رغم أن الساحل الشمالى الغربى وصحرائه الداخلية تمثل أكثر من 16 % من المنطقة الجغرافية فى مصر، إلا أنها تسهم فى أقل من 1%  من الناتج المحلى الإجمالى للبلاد.

جانب من الفاعلية بمناسبة ذكرى معركة العلمين
جانب من الفاعلية بمناسبة ذكرى معركة العلمين

 

واستعرض إنجازات المشروع الذى يموله الاتحاد الأوروبى تحت عنوان "دعم خطة تنمية الساحل الشمالى الغربى والأعمال المتعلقة بالألغام - المرحلة الثانية" منذ 3 أعوام بموجب منحة تقدر بـ4.7 مليون يورو.

 

ومن ناحية أخرى، قال السفير البريطانى، جون كاسن الذى يشارك فى إحياء الذكرى 75 على معركة العلمين الكبرى من خلال مراسم فى المقبرة التابعة لهيئة الكومنولث لمقابر الحرب بمدينة العلمين اليوم، السبت، بحضور وزير الدولة لشئون الشرق الأوسط وأفريقيا، أليستر بيرت؛ ونائب رئيس هيئة الأركان الجنرال/ جوردون ماسنجر؛ ونائب الأدميرال  تيم لورانس، نائب رئيس هيئة الكومنولث لمقابر الحرب، إن الأراضى التى شهدت أشرس المعارك قبل 75 عاما تشهد تطورا كبيرا متمثل فى مدينة العلمين الجديدة، موضحا أن بريطانيا، الشريك الاقتصادى الأول والأكبر مع مصر – إلى جانب الدول الـ35 التى تحيى ذكرى الحرب-  رسالتهم جميعا أنهم يقفون بجانب مصر وأنهم سند لمصر، ولأى مشروع يجعلها أكثر سلاما ورفاهية وديمقراطية.

 

وأضاف فى تصريحات صحفية: "نحن فخون بالتقدم فى إزالة الألغام وتطوير المدينة الجديدة، موضحا أن إزالة الألغام مسئولية مشتركة بين الحكومة المصرية والدول المتحاربة، واضاف أن بريطانيا أحد ممولى برنامج الأمم المتحدة الذى حقق انجازات خلال العقد الماضى أكثر من أى وقت منذ معركة العلمين فيما يتعلق بإزالة الألغام، إذ تم تطهير ما يقرب من 1400 كيلومتر مربع وتم نشر التوعية بين 160 ألف شخص فى مرسى مطروح، كما تم بناء مركز الأطراف الصناعية وأهم معايير نجاح المشروع خفض معدل الضحايا الجدد من الألغام"، وبسبب هذا المشروع، أتيحت الفرصة لبداية جديدة فى الاقتصاد متمثلة فى مدينة العلمين الجديدة، موضحا أن بريطانيا تقف إلى جانب مصر فى التطوير الاقتصادى.

 

وأضاف: "نحن واثقون أننا سوف ننتصر سويا على الإرهاب كما انتصرنا على الشر منذ 75 عاما خلال معركة العلمين الكبرى إبان الحرب العالمية الثانية".

 

وأوضح أن وفدا بريطانيا ضخما يضم مسئولى شركات بريطانية كبرى زار مصر الشهر الماضي، وضم الوفد الشركات المعنية بالطاقة والنقل والصحة وغيرها، ويتطلعون للفرص التى تتيحها مدينة العلمين الجديدة، فهناك تناسق كبير بين مميزات الاقتصاد البريطانى والاقتصاد المصرى فى المرحلة الحالية التى يتحرك فيها اقتصاد مصر نحو التطور والازدهار من خلال مشروعات ضخمة.

 

وقال جون كاسن - على هامش الاحتفال بالذكرى 75 على معركة العلمين - إن أهمية ذكرى هذه المعركة الكبرى اليوم أننا نسلط الضوء على أهمية تضافر الجهود المشتركة الآن للتغلب على الشر.. مشيرا إلى أن الدول المشاركة فى احتفالات هذه الذكرى كانوا منذ 75 عاما يقاتلون بعضهم البعض فى هذه المنطقة لكنهم الآن يقفون بجانب بعضهم البعض ويقفون بجانب مصر للدفاع عن قيم الحرية والتعايش والديمقراطية فى مواجهة الإرهاب، العدو الجديد الذى يمثل نوعا جديدا من الشر.

 

وكشف السفير جون كاسن، النقاب عن أن بريطانيا قدمت لمصر كافة الخرائط الموجودة لديها والخاصة بالألغام فى الساحل الشمالى والتى تم زرعها من جانب قوات بلاده إبان معركة العلمين خلال الحرب العالمية الثانية .. وقال "كل الخرائط الموجودة لدينا بشأن هذه المعركة سلمناها لمصر بالفعل منذ عشر سنوات".

 

 

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة