س و ج.. كل ما تريد معرفته عن أزمة المياه الجوفية بقرى إسنا وسبل مواجهتها

الخميس، 19 أكتوبر 2017 05:30 ص
س و ج.. كل ما تريد معرفته عن أزمة المياه الجوفية بقرى إسنا وسبل مواجهتها أزمة المياة الجوفية بقرى إسنا
الأقصر – أحمد مرعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تلاشت أزمة المياه الجوفية التى كادت أن تودى بحياة المئات من أهالى 10 قرى بمدينة إسنا جنوبى محافظة الأقصر بصورة تدريجية، والتى أحدثت ضجة كبيرة فى مختلف أنحاء الجمهورية بالتدخل الحكومى تارة وتدخل المؤسسات الخيرية لإنقاذ المواطنين، حيث إنها كانت تهدد أرواح أكثر من 50 ألف مواطن فى قرى جنوبى هويس إسنا.

 

ومع ظهور بوادر حل الأزمة وانطلاق محافظة الأقصر فى خطوات جادة لمواجهتها للحفاظ على أرواح المواطنين، يرصد "اليوم السابع" فيما يلى كافة التفاصيل لأزمة المياه الجوفية بإسنا وخطوات المحافظة ووزارة الرى لحلها قريباً.

 

1- ما السبب فى ظهور المياه الجوفية وإحداث أزمة بقرى مدينة إسنا؟

المياه الجوفية بقرى مدينة إسنا أزمة سببها الرئيسى ظهر مع بناء قناطر إسنا الجديد فى عام 1994 والتى تبعد حوالى 1200 متر من القناطر القديمة بهدف توفير المياه اللازمة لسد الاحتياجات المتزايدة للرى، وكذلك لإمكانية توليد طاقة كهربائية تقدر بحوالى 635 جيجاوات ساعة سنويًا، وتطوير الملاحة النهرية عن طريق إنشاء هويس يسمح بمرور وحدتين ملاحيتين كبيرتين فى وقت واحد، وكذلك زيادة الحمولة على الطريق الذى يربط بين ضفتى نهر النيل إلى 70 طنًا بدلاً من 20 طنًا.

ولكن بناء القناطر الجديدة بإسنا تسبب فى انفجار أزمة فى 10 قرى تقع جنوب القناطر الجديدة وبدأت المياه الجوفية بالنشع أسفل منازلهم بصورة خفيفة وكانت تزيد فى كل سنة عن السابقة، ومع ارتفاع منسوب مياه "ترعة الرمادى" تظهر المياه بصورة كبيرة داخل المنازل وخارجها وتتسبب فى ظهور برك ومستنقعات بصورة كبيرة تهدد أرواح المواطنين.

 

2- ما القرى التى غمرتها المياه الجوفية على مدار السنوات الماضية؟

يقول خميس الضوى عمدة قرية المساوية، أن أزمة "المياه الجوفية" ظهرت مع بناء "هويس إسنا الجديد" فى 10 قرى تقع بالناحية القبلية للهويس الجديد وهى المنطقة الجنوبية لمدينة إسنا، وتشمل قرى "القرايا والنمسا والمساوية والعضايمة، وحاجر كومير والسريب والدقيرة والترعة وباويل ونجع الشيخ فضيل"، حيث يرتفع منسوب المياه التى يحجزها الهويس سنوياً لمدة 6 شهور فيتسبب فى ارتفاع منسوب ترعة الرمادى المحيطة بتلك القرى وتبدأ الكارثة السنوية بتهدم المنازل عليهم أو الماس الكهربائى لكثرة المياه حول المنازل، وكذلك الهجرة السنوية لعدد كبير من الأهالى بعيداً عن المنازل فى الجبال.

 

3. لماذا لم تظهر المياه الجوفية فى قرى أخرى بالمنطقة البحرية لإسنا؟

فى هذا الصدد يقول عثمان محمد العريان، إن المنطقة البحرية من الهويس لم تتـأثر بالمياه فمنسوب المياه منخفض ولم يحجزه الهويس الجديد كما فعل بقرى الجنوب، مؤكداً أنه مع حلول شهر سبتمبر حتى نهاية فصل الشتاء يرتفع منسوب مياه ترعة الرمادى ويزيد 50 سم خلال تلك الفترة، وذلك لوجود ترع فرعية من الرمادى تسحب المياه للوصول لأراضى المزارعين، وتدخل كافة القرى الـ10 فى الكارثة، ولا توقع أية أضرار على القرى الأخرى.

 

4- كيف واجهت المحافظة تلك الأزمة.. وماذا فعل محمد بدر المحافظ للأهالى؟

محمد بدر محافظ الأقصر قام بعدة تحركات بعد ورود شكاوى موثقة وانتقل لعدد من تلك القرى برفقة مهندسين وفنيين متخصصين لبحث سبل حل أزمة المياه الجوفية، كما التقى وفدًا من أهالى قرية أصفون المتضررة من تلك الأزمة، وأكد لهم استكمال مشروعات الصرف الصحى الذى يساعد كثيراً فى حل الأزمة.

كما قام محافظ الأقصر بعدة جولات أخرى بعد لقاءات الأهالى، وقرر تشكيل لجنة عاجلة بالتنسيق مع شركة مياه الشرب والصرف الصحى لحل المشكلة، ووجه بسرعة سحب كميات الصرف الصحى المتسربة إلى أحد الشوارع فى المنطقة، حيث طالب رئيس مدينة إسنا بتوافد عربات الكسح للصرف بصورة يومية على القرى المتضررة، مشدداً على أنها ستنتهى تماماً فور الانتهاء من محطات الصرف المغطى الخاصة بخدمة تلك القرى فى جنوب إسنا، وهو مقرر له خلال الميزانية بالعام الجارى.

 

5- كيف تحركت شركة المياه بالأقصر عقب اندلاع أزمة المياه الجوفية؟

بعد ظهور الأزمة وتقدم الأهالى بعدة شكاوى توجهت لجنة من إدارة التسريب بشركة المياه والصرف الصحى إلى قرية أصفون، وقامت بعملية مسح لشبكات المياه، حيث أكد وليد الأدفاوى المسئول الإعلامى بالشركة، أن عملية مسح شبكات المياه استمرت 4 ساعات، بأحدث الأجهزة التى تكشف عن وجود تسريبات من عدمه.

كما أعلن اللواء محمد يحى رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى بالأقصر، عن البدء فى دراسة تنفيذ مشروع الصرف الصحى المتكامل الممول من البنك الإفريقى، حيث تم اختيار 8 قرى تابعة لمركز ومدينة إسنا وهى قرى الشغب والدبابية والمعلة بشرق إسنا وقرى الغريرة والكيمان وطفنيس وتوماس وأصفون غرب إسنا، بتكلفة حوالى 250 مليون جنيه، وجارى إعداد الدراسات التصميمية ودراسات الجدوى من قبل المكاتب الاستشارية، تمهيدًا للطرح والتنفيذ فى أقرب وقت ممكن.

 

6- ماذا فعلت وزارة الرى فى تلك الأزمة وتحركاتها على مدار الشهور الماضية؟

زارت لجنة من وزارة الرى تحت إشراف الدكتور محمد عبد العاطى وزير الموارد المائية والرى، عددًا من القرى المتضررة من أزمة المياه الجوفية، وتفقدت المواقع المتضررة من أزمة المياه الجوفية فى مدينة إسنا بقرى "أصفون - القرايا - النمسا - المساوية - العضايمة - كومير - وغيرها من القرى المتضررة"، لدراسة مشاكل ارتفاع منسوب المياه والعمل على حلها فى القريب العاجل.

وفى السياق نفسه، اجتمع الدكتور محمد عبد العاطى وزير الموارد المائية والرى، مع كل من فيصل عبد الرحمن راجح وخالد عبد المنعم مجاهد نواب مجلس الشعب بإسنا، وعدد من قطاعات الوزارة، لدراسة وبحث حلول لمشاكل ارتفاع منسوب المياه ببعض القرى بمحافظة الأقصر، وقرر تكليف مركز بحوث الرى بأخذ عينات من مياه البرك فى قرية العضايمة والمناطق المحيطة بها وتحليلها وتحديد مصدرها، ووضع مشروع متكامل للقضاء على تلك الظاهرة بشكل نهائى.

 

7- كيف شارك مجلس مدينة إسنا فى مواجهة أزمة المياه الجوفية؟

رغم شكاوى المواطنين من عدم استعداد مجلس المدينة بصورة سنوية لتلك الأزمة مع ارتفاع منسوب المياه بترعة الرمادى، إلا أن مجلس المدينة كان يرسل سيارات لشفط المياه بسيارات الكسح أو وضع الرمال لمواجهة المياه.

كما توجه المهندس أشرف الحويحى رئيس الوحدة المحلية لمدينة إسنا، بزيارة تفقدية إلى قرية أصفون برفقة وفد من شباب المهندسين بالأقصر، للوقوف على أسباب انتشار المياه الجوفية أسفل المنازل، والعمل على تحديد سبب هذه المياه سواء كان سببها الترعة أو تهالك شبكات المياه، ووضع تصورات لحلها فى السريع العاجل.

وقام الوفد الذى رافق رئيس المدينة، الذى ضم كل من حازم راغب رئيس قرية أصفون وسكرتير الوحدة، والمهندس مصطفى أحمد من شباب إسنا وبعض شباب اللقرية واللجنة المتطوعة عن الصرف، بعقد لقاءات موسعة مع الأهالى، واستمعوا لمطالبهم التى تمثلت فى ضرورة إنشاء وحدة الصرف الصحى وإحلال وتجديد شبكة المياه، والذين وعدوهم بوجود حلول فى القريب العاجل.

 

8- ما الحلول التى بدأت فيها محافظة الأقصر لمواجهة تلك الأزمة؟

بعد ارتفاع سقف أزمة المياه الجوفية وتحرك الأهالى بصورة كبيرة بشكاوى متكررة وعدة لقاءات مع محمد بدر محافظ الأقصر، أعدت المحافظة تصوراً كاملاً للبدء فى حلها قريباً، وذلك عبر مشروعات الصرف الصحى واستكمالها بالخطة الاستثمارية للمحافظة، وكذلك تشغيل مشروع آبار الصرف لسحب المياه من أسفل المنازل.

كما تقوم حالياً أجهزة المحافظة بالتعاون مع وزارة الرى وهيئة الصرف الصحى وشركة المقاولون العرب بعدة محاولات لتخفيض منسوب المياه حيث يتم حفر 20 بئرًا، ومد خمسة خطوط صرف بتكلفة حوالى 5 ملايين جنيه كل خط صرف يمر على أربعة آبار وذلك لسحب المياه الجوفية من الخطوط وإلقائها فى ترعة الرمادى، ما يعمل على تخفيض منسوب المياه وشفطها للقضاء على المشكلة، كما جرى البدء فى التشغيل التجريبى لخطوط السحب وذلك عقب شراء مولدات كهربائية لأن ماكينات السحب تعمل بالكهرباء، لتشغيل الخطوط للعمل على إنهاء المشكلة فى أسرع وقت وخلال أقل من أسبوعين ستتم عملية السحب عن طريق الآبار التى يجرى العمل بها على قدم وساق.

كما قرر المحافظ إرسال سيارات كسح بالمجان لأهالى القرى المتضررة لسحب المياه، وإزالة آثار الضرر التى وقعت على منازلهم جراء المنسوب المرتفع للمياه الجوفية، وللتخفيف عن المواطنين تقرر تخفيض سعر سيارة الكسح للنقلة الواحدة إلى 10 جنيهات، وذلك فى المناطق غير المتضررة بعد أن كانت بـ15 و20 جنيهًا، مشددًا على سرعة إنجاز الخطوات التى تم اتخاذها للقضاء على هذه المشكلة.

 

أزمة المياة الجوفية بقري إسنا  (1)
أزمة المياه الجوفية بقرى إسنا

 

أزمة المياة الجوفية بقري إسنا  (2)
أزمة المياه الجوفية بقرى إسنا

 

أزمة المياة الجوفية بقري إسنا  (3)
أزمة المياه الجوفية بقرى إسنا

 

أزمة المياة الجوفية بقري إسنا  (4)
أزمة المياه الجوفية بقري إسنا

 

أزمة المياة الجوفية بقري إسنا  (5)
أزمة المياه الجوفية بقرى إسنا

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

صبرى يحيى ـ توماس النوبة

متى يتنهى مشروع الصرف بالمدينة؟

أغفل تقريركم الاجابة عن موعد انتهاء مشروع الصرف الصحى بالمدينة نفسها ، والذى بدأ العمل به منذ اكثر من 12 سنة تقريبا ... وهى أيضا تعانى من ذات المشكلة كقرى الجنوب

عدد الردود 0

بواسطة:

عماد

مسكنات

جميع الحلول التي تم تنفيذها هي مسكنات واذا اهمل رقابتها او انقطاع الكهرباء عنها تعود الأزمة من جديد. أما الحلول الدائمة فمتأخرة ولم تنفذ من تاريخ انشاء الهويس منذ اكثر من عشرين عاما وظهور الأزمة أساسا هو قصور واضح في دراسة جدوى المشروع من استشاري المشروع الذي كان يجب عليه توقع المشكلة تماما مثل توقع مشكلة غمر القرى والآثار خلف السد العالي قبل انشاؤه. عاش أهل هذه القرى في جحيم طوال هذه المده ولما يصل إليهم الحل الناجع بعد.

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة