"التشافيزية" التى لا تقهر.. بعد 18 عاما من السلطة.. رئيس فنزويلا يفوز فى الانتخابات الإقليمية رغم الانتفاضة الشعبية ضد نظامه.. المعارضة تشكك فى نتائج التصويت.. وتوقعات بتفاقم الأزمة الاقتصادية

الثلاثاء، 17 أكتوبر 2017 03:05 م
"التشافيزية" التى لا تقهر.. بعد 18 عاما من السلطة.. رئيس فنزويلا يفوز فى الانتخابات الإقليمية رغم الانتفاضة الشعبية ضد نظامه.. المعارضة تشكك فى نتائج التصويت.. وتوقعات بتفاقم الأزمة الاقتصادية رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو
كتبت فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بعد أربعة أشهر من الصراعات فى الشوارع ضد الحكومة الفنزويلية، وشهرين ونصف من الهدنة ، وانتخابات إقليمية، تدخل فنزويلا مرحلة جديدة، فبعد 18 عاما من السلطة يبدو أن التشافيزين لا يزالوا لا يقهروا، وأنه لا يمكن هزيمتهم فى الشارع أو صناديق الاقتراع، فهم فى مأمن من كل شئ بما فى ذلك أزمة فنزويلا التى هى فى طريقها إلى أن تصبح أسوأ، ولكن السؤال هو هل بعد الانتخابات وفوز حزب الرئيس الحالى نيكولاس مادورو بها، ستشهد فنزويلا احتجاجات جديدة مناهضة للحكومة، أو أنها ستنتظر مجموعة من العقوبات المفروضة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، أو فترة هدوء وحوار بين الحكومة والمعارضة الفنزويلية؟.

 

ففى الانتخابات الإقليمية التى عقدت الأحد، فاز بها  المجلس الوطنى وحصل حزب الرئيس نيكولاس مادورو على 17 ولاية من أصل 23 فى الاقتراع، فيما رفضت المعارضة النتائج منددة بوقوع عمليات تزوير.

رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو

وأعلن مادورو إثر صدور النتائج أنه حقق انتصارا حاسما فى هذا الاقتراع، قائلا: "إنه انتصار واضح، ولقد فرضت التشافيزية نفسها على نطاق واسع بالانتخابات مع 17 حاكم ولاية، والمعارضة حصلت على 5 ولايات. وشدد على أن حزبه قد يفرض نفسه أيضا فى الولاية الأخيرة التى لم تحسم فيها النتيجة بعد، ولكن من ناحية أخرى نددت المعارضة الفنزويلية بعمليات تزوير محتملة، ودعا تحالف المعارضة "طاولة الوحدة الديمقراطية" مادورو إلى طرد مستشارين من نيكاراجوا، على الفور، مؤكدا أنه تم استقدامهم إلى فنزويلا لتزوير الانتخابات.

 

ولكن هل ستعود الاحتجاجات كما كانت من قبل والتى أدت إلى ما يقرب من 120 قتيلا من أبريل إلى يوليو، أم على ستمدد العقوبات الدولية ضد حكومة ينظر إليها بشك فى عدد كبير من البلدان، و يموت جدول الحوار نهائيا، أم أنه سيتم البدء فى هدنة بين الحكومة والمعارضة؟.

صناديق انتخابات

وأظهر مؤيدو المعارضة دهشتهم وخيبة أملهم من النتائج الغير متوقعة فى الانتخابات الإقليمية خاصة وأن جميع استطلاعات الرأى أكدت أنه لا يقل عن 80% من الفنزويليين لا يرغبون فى استمرار حكم مادورو، ولذلك فإن هذه النتائج من شأنها أن تؤجج الأزمة، وأن تؤدى إلى المزيد من الجزاءات كما أنه سيؤدى تفاقم الاقتصاد الذى يسجل أعلى معدل للتضخم فى العالم  ويعانى من نقص الأغذية والأدوية والسلع الأخرى.

 

وقال لويس فيسينتى ليون الخبير الاقتصادى ومدير مركز الاقتراع فى معهد داتاناليسيس، إنه اسوأ سيناريو ممكن، حيث يعتبر ليون أن الانتخابات ليست شفافة، ولا يوجد صحة بيانات من المجلس الوطنى للانتخابات التى اتهمت المعارضة بالاحتيال، وقال ليون "إنها نتيجة لن تقبلها المعارضة ولا المجتمع الدولى".

 

وأعلن خيراردو بليد مدير حملة ائتلاف المعارضة "إننا لا نعترف حاليا بأى نتيجة، وإننا فى لحظة على قدر كبير من الخطورة للبلاد"، مطالبا بتدقيق شامل فى نتائج الانتخابات.

 

ولكن الخطوة القادمة التى تهدد الحكومة الفنزويلية أيضا، هو اعتزام الاتحاد الأوروبى النظر هذا الأسبوع فى عقوبات مثل التى تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، فهل الاتحاد الأوروبى سيستغل تلك الانتخابات المشكوك فيها لفرض تلك العقوبات.

 

وحول التأثير على الاقتصاد، فقال ليون إن "المعارضة تنتظر اجراءات دولية قابلة للنقاش لان العقوبات يمكن أن يكون لها تأثير شديد على البلاد وسكانها".، ولذلك فأن توقعات السيناريو الاقتصادى هى أيضا سيئة للغاية لفنزويلا، كما أنه من المتوقع ارتفاع نسبة البطالة بنسبة 30% والتى ستكون أعلى نسبة فى المنطقة، ولذلك فأن هذا التدهور سيزيد من حالة انعدام الثقة فى الحكومة، وبالتالى فتزداد المخاطر، مع المزيد من العقوبات والمزيد من الصراعات، واحتمالات قليلة للتفاوض"، ولذلك فإن المعركة الدولية هى المعركة الوحيدة التى يمكن للمعارضة الفوز بها.

 

والوضع فى فنزويلا يسير من سىء إلى أسوأ، وأصبحت البلاد تعانى من أزمة اقتصادية حيث بلغت معدلات التضخم 536.2% فى الأشهر التسعة الأولى من 2017، بعد الأزمة السياسية بين المعارضة والنظام الحاكم، والانخفاض السريع فى قيمة العملة المحلية بالسوق السوداء أحد أسباب تلك الأزمة.

 

كما أن الأسعار فى فنزويلا ارتفعت، وأصبحت البلاد تعانى من أعلى مستويات التضخم فى العالم بواقع 180.9% فى 2015، و274% فى 2016، بحسب البيانات الرسمية إلا أن الكثير من خبراء الاقتصاد يعتقدون أن البيانات الحقيقية أسوأ من ذلك.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة