أين ذهبت كتب المعارك الفكرية؟.. مثقفون: زمن طه حسين انتهى.. وليس كل ضجة مفيدة.. البرامج التليفزيونية أصبحت البديل لإثارة الجدل.. ويؤكدون: المؤلفون مشغولون بالجوائز

الإثنين، 16 أكتوبر 2017 08:40 م
أين ذهبت كتب المعارك الفكرية؟.. مثقفون: زمن طه حسين انتهى.. وليس كل ضجة مفيدة.. البرامج التليفزيونية أصبحت البديل لإثارة الجدل.. ويؤكدون: المؤلفون مشغولون بالجوائز كتاب الإسلام وأصول الحكم
كتبت بسنت جميل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل يمكن القول إن الكتاب الأزمة اختفى، أو على الأقل تراجع؟ ولم نعد نسمع عن أزمة فكرية تثيرها رواية أو كتاب تاريخ.. طرحنا هذه السؤال على عدد من الكتاب والنقاد والذين اتفقوا على ذلك لكنهم اختلفوا فى أسبابه.
 
قال الناقد الدكتور حسين حمودة، إن غياب كتاب الأزمة حاليًا ملحوظة صحيحة، هناك كتب عربية متعددة طرحت ونشرت فى فترات مختلفة، وأثارت قضايا كبيرة ومهمة، وحركت المياه الراكدة أحيانا، بعضها استدعى الوصول إلى شاحات القضاء.
 
 
وأوضح حسين حمودة، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع" بعض هذه الكتب كانت مهما جداً،  مثل كتاب طه حسين "فى الشعر الجاهلى" وكتاب على عبد الرازق  "الإسلام وأصول الحكم"، ورواية نجيب محفوظ "أولادنا حارتنا، وهناك كتابات أخرى أثارت ضجة من نوع آخر، عندما اصطدمت بالرقابة المهتمة بالسياسية أو الجنس أو الدين مثل مسرحية عبد الرحمن الشرقاوى "الحسين ثاثراً"، ورواية حيدر حيدر "وليمة لإعشاب البحر"، وراوية أحمد ناجى "استخدام الحياة"، هذه الكتابات الأخيرة كان صدامها مع الرقابة جزئيا إلى حد ما.
 
وفسر حسين حمودة، غياب الكتب التى تعمد إلى قضايا كبرى، وتؤدى إلى صدام كبير، بأن كثيرًا من المفكرين والمثقفين والمبدعين الآن مشغولون بقضايا الواقع الراهن القائم أكثر مما هم مشغولون بالأسئلة الكبرى، وبعض المنظرين يرون أن هذا العصر، ليس عصر القضايا والأسئلة والكبرى.
 
ولفت حسين حمودة، إلى أن الأسئلة والقضايا التى راودت الإنسان فى أزمنة قديمة سابقة سوف تظل تراوده فى الأزمنة القادمة، ومن يدرى؟ ربما تطرح وتنشر كتب جديدة تحرك المياه الراكدة. 
 
ومن جانبه، قال الدكتور الروائى والمفكر السياسى عمار على حسن، إن الكتب التى تثير ضجة تظهر على فترات متباعدة ولا نقيس الأمر على سنة أو ثلاثة سنوات. 
 
وأوضح عمار على حسن، أن الكثير من الأمور الدينية التى كان ينظر إليها باعتبارها أمرًا غير مقبول لم تعد على حالها الآن، كما أن حالة التقديس المزيف التى كانت سائدة لبعض الأفكار لم تعد على حالها الآن. 
 
 
 
وأكد عمار على حسن، أنه تم كسر شوكة التيارات الدينية، ولم تعد على حالها، علاوة على ذلك أن هناك منبرًا آخر يثير الجدل وليس الكتب فقط، فالبرامج التليفزيونية يعلق عليها الناس بدل من الكتب. 
 
وتابع عمار على حسن: "هناك قرارات سياسية معينة تثير الجدل مثل قرار المساواة بين الرجال والنساء فى الميراث بدولة تونس، فهذا القرار آثار جدلاً أكبر  بكثير من الكتب التى تناقش قضية معينة". 
 
وأضاف عمار على حسن، الأمر لم ينته تمامًا فهناك بعض الكتب يلاحظ أنها تكسر حدود المسموح فى السلطة بالطرح السياسى وليس الدينى.  
 
وفى السياق ذاته، قال القاص الكبير سعيد الكفراوى، إن هناك أسبابًا موضوعية لغياب الكتب التى تثير أزمة حقيقة، فأولاً الثقافة  المصرية كتاريخ وتراث خلال السنوات الماضية توقفت عن تجديد نفسها، فهى تمارس الآن إعادة إنتاج  ما قدمته سابقا بسبب البيروقراطية لم تعد تضيف جديدًا. 
 
 وأوضح سعيد الكفراوى، أن الكتب التى تثير الجدل وتمارس النقد وتسعى إلى المعرفة من ثم تسبب الخلاف لا تجد المناخ الليبرالى الحر لكى تتنفس فيه، مضيفًا أن الكتابة جميعها الآن سواء التى تناقش فكرة سياسية أو إبداعية أو نقدية يكون مؤلفها منشغلاً فى وقت تأليفها بالجوائز.
 
 
ولفت سعيد الكفراوى، إلى أن غياب الحوارات بين الأحزاب والمؤسسات وعدم وجود تيارات فكرية جديدة، عمل على غياب المعارك الفكرية وغياب الأفكار العظمية مثل التى قدمها طه حسين قديمًا. 
 
وأضاف سعيد الكفراوى، أن الخلاف الثقافى قادر على إنتاج الأفكار الكبيرة، التى تخلق التيارات، لهذا نحن نحتاج إلى مناخ عام وثورة فكرية لتجديد الأفكار والدخول فى زمن الحداثة. 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة