يروى فيلم "ماتيلدا" من إخراج الروسى أليكسى أوتشيتيل، ويروى قصة الحب بين آخر القياصرة الروس نيقولاى الثانى فى شبابه، وراقصة الباليه البولندية ماتيلدا كشيسينسكايا، وأثار الفيلم استياء ناشطين من الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، الذين اعتبروا أن الفيلم يسىء إلى القيصر نيقولاى، الذى رفعته الكنيسة الأرثوذكسية الروسية إلى مرتبة الشهداء ومتكبدى الآلام.
توالت الأحداث، فأحرق مجهول سيارة محامى المخرج، انتقاما لتصويره الفيلم، وحاول مجهولون حرق الأستوديو.
يستند ناشطو الكنيسة فى هجومهم على فيلم "ماتيلدا" إلى المادة 148 من قانون انتهاك حرية الضمير والعقيدة الذى أصدره مجلس الدوما الروسى عام 2013، والذى يحظر إيذاء المشاعر الدينية، ويعاقب المعتدين عليها.
وكان الفيلم قد أثار موجة من الأصداء فى روسيا حتى قبل عرضه، وبصورة خاصة من جانب النائب فى مجلس الدوما (البرلمان الروسي) ناتاليا بوكلونسكايا، التى أعلنت أن الفيلم يسيء إلى الصورة البريئة للقيصر نيقولاى الثانى الذى قامت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية بتقديسه.
فى سياق مواز، تقدمت نائب رئيس مجلس الدوما يلينا درابينكو بمشروع طلب لطرحه للتصويت فى مجلس الدوما، لعرض فيلم "ماتيلدا" داخل أروقة المجلس، نظرا لما أثاره من ضجة مجتمعية لا تهدأ، وعلى الرغم من أن الطلب تم تجاهله فى البداية، إلا أن نواب المجلس تمكنوا، يوم الخميس 28 سبتمبر، من مشاهدة الفيلم، وجاءت الآراء جميعها داعمة للفيلم، بما فى ذلك رأى النائب يلينا درابينكو شخصيا، والتى قالت عن الفيلم: "الجميع يجب أن يشاهدوا هذا الفيلم، لأنه يعرض جزءا هاما من تاريخ روسيا فى القرن الماضى".
هذا وسبق لشبكتى السينما الكبيرتين فى روسيا "فورمولا كينو" و"سينما بارك" أن أبلغتا الحكومة رفضهما عرض الفيلم لتهديدات قد وجهت إليهما.
وماتيلدا كشيسينسكايا أبهرت الجمهور على خشبة مسرح ماريينسكى فى القرنين الـ19 و20.
يروى الفيلم قصة علاقات ولى العهد الروسى الإمبراطور نيكولاى الثانى مستقبلاً وراقصة الباليه ماتيلدا كشيسينسكايا على خلفية أحداث التاريخ الروسي. صوّرت مشاهد الفيلم فى أماكن وقوع الأحداث: فى المسارح بولشوى وماريينسكى وآلكسندروفسكي، وكذلك فى قصور حقيقية جرت فيها أحداث القصة.
