سليمان شفيق

دور مصر الإقليمى والسلام الفلسطينى الإسرائيلى

الأحد، 01 أكتوبر 2017 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى خطابه الرئيس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضى قال الرئيس عبدالفتاح السيسى: إن الوقت قد حان لمعالجة شاملة ونهائية لأقدم الجروح الغائرة فى منطقتنا العربية، وهى القضية الفلسطينية، التى باتت الشاهد الأكبر على قصور النظام العالمى عن تطبيق سلسلة طويلة من قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن.. إن إغلاق هذا الملف، من خلال تسوية عادلة تقوم على الأسس والمرجعيات الدولية، وتنشئ الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، هو الشرط الضرورى للانتقال بالمنطقة كلها إلى مرحلة الاستقرار والتنمية، وأضاف السيسى مخاطبا سكرتير عام الأمم المتحدة.
 
وأضاف: «اسمح لى، سيدى الرئيس، أن أخرج عن النص المكتوب وأن أتوجه بكلمة ونداء إلى من يهمهم هذا الأمر، وأوجه ندائى الأول إلى الشعب الفلسطينى، وأقول له من المهم للغاية الاتحاد وارء الهدف، وعدم الاختلاف، وعدم إضاعة الفرصة، والاستعداد لقبول التعايش مع الآخر، مع الإسرائيليين فى أمان وسلام، وتحقيق الاستقرار والأمن للجميع.. وأوجه ندائى للشعب الإسرائيلى، وأقول لدينا فى مصر تجربة رائعة وعظيمة للسلام معكم منذ أكثر من أربعين سنة، ويمكن أن نكرر هذه التجربة والخطوة الرائعة مرة أخرى.. أمن وسلامة المواطن الإسرائيلبى جنبًا إلى جنب مع أمن وسلامة المواطن الفلسطينى. ندائى إليكم أن تقفوا خلف قيادتكم السياسية وتدعموها ولا تترددوا.. إننى أخاطب الرأى العام الإسرائيلى.. اطمئنوا نحن معكم جميعًا من أجل إنجاح هذه الخطوة، وهذه فرصة قد لا تتكرر مرة أخرى، وكلمتى الأخرى إلى كل الدول المحبة للسلام والاستقرار، إلى كل الدول العربية الشقيقة.. أن تساند هذه الخطوة الرائعة، وإلى باقى دول العالم أن تقف بجانب هذه الخطوة، التى إذا نجحت ستغير وجه التاريخ.. ونداءً إلى القيادة الأمريكية والرئيس الأمريكى، لدينا فرصة لكتابة صفحة جديدة فى تاريخ الإنسانية من أجل تحقيق السلام فى هذه المنطقة». وهذا كان محور لقاء السيسى وأبو مازن من جهة والرئيس الأمريكى ترامب من جهة أخرى.
 
هكذا تحدث السيسى فى خطابه، الذى يذكرنا بخطاب الرئيس الراحل السادات فى الكنيست الإسرائيلى فى نوفمبر 1977، وإن كان السادات قد ارتكز  على نصر أكتوبر 1973 فى تحريك المشهد، فإن الرئيس السيسى يرتكز على إنجاز  ثورة 30 يونيو وإسقاط حكم الإخوان، ومواجهة الإرهاب وتطويقه، وإنهاء خارطة الطريق، من دستور وبرلمان وانتخابات رئاسية، ولا ننسى جدول أعمال الرئيس والإدارة المصرية فى ترتيب أوراق الملف الفلسطينى طوال الشهور الثلاثة المنصرمة، وكيف سبق الرئيس الجميع قبل سفره إلى الولايات المتحدة الأمريكية من ترتيب أوراق الملف الفلسطينى، خاصة بعد أن غازلت حماس النظام السورى بعودة العلاقات فى مناورة انتهازية، الأمر الذى أدركت منه الدوائر المصرية والسعودية أن حماس ستنتقل إلى المعسكر الإيرانى القطرى فتم الإسراع باحتواء حماس.
 
هكذا أننا أمام رؤية مصرية استطاعت ليس فقط استرداد الملف، بل ووضع رؤية جديدة أنجزت أهم مصالحة بين فتح وحماس من جهة وتقريب وجهات النظر الحمساوية الإسرائيلية من جهة أخرى، وقد يرى البعض أن التقارب الحمساوى المصرى قد يؤدى إلى تقارب مصرى إخوانى، وبالطبع نجاح الإدارة المصرية الأخير فى التقارب مع حماس يعد منفصلا عن العلاقات التركية والقطرية الحمساوية، الأمر الذى يفصل بين حماس والإخوان فى «وحدة المصير»، وتباين المصالح، الأمر الذى دفع حماس لقبول الأمر الواقع والانفصال عن الإخوان وليس طلاق الإخوان، ومن ثم فإن التقارب المصرى الحمساوى على العكس سيكون له رد فعل لابتعاد حماس عن الإخوان إداريًا وسياسيًا على أمل الفوز فى الانتخابات التشريعية والرئاسية الفلسطينية القادمة، وإعادتها لصدارة المشهد مرة أخرى بعد أن رأت أن الحلفاء القطريين والأتراك والإيرانيين يدفعون بها إلى أن تلقى مصير التنظيم الأم الإخوان كلاجئين بالمهجر مع إفلاس سياسى ومالى.. ولكن كل تلك العوامل سوف تتوقف على المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية القادمة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة