غدا.. انطلاق محادثات أستانة بين الحكومة السورية والفصائل المقاتلة وسط غياب عربى.. تثبيت وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات أبرز الأفكار المطروحة.. وتخوف من محاولة إيران عرقلة جهود تسوية الأزمة السورية

الأحد، 22 يناير 2017 10:16 م
غدا.. انطلاق محادثات أستانة بين الحكومة السورية والفصائل المقاتلة وسط غياب عربى.. تثبيت وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات أبرز الأفكار المطروحة.. وتخوف من محاولة إيران عرقلة جهود تسوية الأزمة السورية بشار الأسد ورجب طيب أردوغان وبوتين
كتب أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تنطلق غدا الإثنين فى العاصمة الكازاخستانية أستانة المفاوضات بين وفد المعارضة والحكومة السورية برعاية روسية تركية وحضور إيرانى، وذلك لبحث تثبيت وقف إطلاق النار فى كامل الأراضى السورية عقب نجاح الهدنة التى وقعت عليها تركيا نيابة عن الفصائل المسلحة والحكومة الروسية، نيابة عن دمشق نهاية ديسمبر الماضى.

 

وأعلنت وزارة الخارجية الكازاخستانية أن المفاوضات ستجرى فى أحد الفنادق الكبرى فى العاصمة، على أن تعقد جلسات مغلقة بعد غد الثلاثاء لبحث سبل تطبيق وقف إطلاق النار وانخراط المعارضة فى العملية السياسية، والمشاركة فى المفاوضات المقبلة فى جنيف للدفع نحو الحل السياسى فى سوريا، وذلك عقب مقتل ما يقرب من نصف مليون مواطن سورى، وتشريد ما يقرب من 11 مليون مواطن سورى فى شتى دول العالم.

 

وتنعقد محادثات أستانة وسط غياب عربى كامل عن الحل السياسى للأزمة السورية وحضور إيرانى يثير غضب دول الخليج الداعمة للمعارضة السورية المسلحة، وبدأت وفود المشاركين فى الوصول إلى أستانة اليوم الأحد للمشاركة فى المحادثات التى من المقرر أن تنطلق غدا الإثنين.

 

وأعلنت وزارة الخارجية الكازاخستانية، اليوم الأحد، أن المفاوضات حول التسوية السورية فى أستانة ستنطلق غدا الإثنين، وستستمر حتى يوم الثلاثاء وراء أبواب مغلقة.

 

ووصل نائب وزير الخارجية الإيرانى حسين جابرى أنصارى، فى حين وصل وفد الفصائل المسلحة برئاسة محمد علوش، يرافقه عدد كبير من المستشارين القانونيين للهيئة العليا للمفاوضات، ووصل عدد من المشاركين من وفد المعارضة إلى أكثر من 40 شخصا.

 

ووصل وفد الحكومة السورية برئاسة مندوب سوريا الدائم فى الأمم المتحدة بشار الجعفرى، وعضوية المستشار أحمد عرنوس، وعضو مجلس الشعب السورى أحمد الكزبرى، وسفير سوريا لدى روسيا رياض حداد، وأمجد عيسى، والدبلوماسيون أسامة على وحيدر على أحمد وضابط أمن وضباط عسكريون. وبدأت أيضاً الوفود الإعلامية بالوصول إلى أستانة، حيث يتوقع أن يصل عددهم إلى المئات من مختلف أرجاء العالم.

 

ويشارك فى اجتماع أستانة أيضا المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دى ميستورا وعدد من مساعديه، فى حين أعلن الاتحاد الأوروبى أيضا مشاركته على مستوى السفراء.

 

ومن المقرر أن يلقى الرئيس الكازاخستانى نور سلطان نزارباييف خلال الجلسة الافتتاحية كلمة ترحيبية بالوفود المشاركة، وقد تتضمن الجلسة كلمات لباقى الوفود المشاركة.

 

وتبدأ أولى جلسات المباحثات بين وفد الحكومة السورية ووفد الفصائل المقاتلة، وذلك من خلال ستيفان دى ميستورا شخصيا أو مساعده رمزى عز الدين رمزى.

 

ومن المقرر أن يشارك عن الجانب التركى نائب وزير الخارجية سيدات أونال، ويرافقه ممثل عن جهاز الاستخبارات التركية وممثل عن هيئة الأركان، أما الجانب الروسى فيمثله المبعوث الخاص للرئيس بوتين لعملية السلام فى سوريا ألكسندر لافرانتيف ونائب وزير الخارجية ميخائيل بوجدانوف.

 

فيما أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عدم إرسالها وفدا للمشاركة فى أستانة، وأن سفيرها فى كازاخستان هو الذى سيمثلها خلال الاجتماع.

 

وتأتى مفاوضات أستانة بعدما تحول ميزان القتال فى سوريا تحولا كبيرا على الأرض لصالح الحكومة السورية عقب تحرير حلب، الأمر الذى دفع تركيا للضغط على الفصائل المسلحة للتوقيع على اتفاق الهدنة نهاية ديسمبر الماضى.

 

وتحاول إيران إفشال محادثات السلام فى أستانة عبر مواقفها الرافضة لمشاركة الولايات المتحدة فى جولة المفاوضات ومحاولتها فرض أجندتها على طاولة المحادثات، ونجحت روسيا فى ترويض التحركات الإيرانية التى تسعى لحرف مسار السلام السورى.

 

ومن المقرر أن يتباحث المشاركون فى مفاوضات أستانة حول إيجاد اتفاق على وقف الأعمال القتالية وبحث المبادئ الأساسية للحل السياسى، على أن يصدر بيان ختامى عن الاجتماع بضمانة من الدول الثالث الراعية بشكل أساسى للمحادثات.

 

وأكد الرئيس السورى بشار الأسد، خلال حديث تليفزيونى، أن دمشق لديها آمال فى أن تشكل محادثات أستانة منبرا لمفاوضات بين مختلف الأطراف السورية حول كل شىء، موضحا أن أولوية الملفات هو التوصل إلى وقف إطلاق النار، وذلك لحماية الناس والسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى مختلف المناطق السورية، مضيفا: "ليس من الواضح إذا ما كان هذا المؤتمر سيتناول أى حوار سياسى.. نعتقد أن المؤتمر سيكون على شكل محادثات بين الحكومة والمجموعات الإرهابية من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار، والسماح لتلك المجموعات بالانضمام إلى المصالحات فى سوريا، ما يعنى تخليها عن أسلحتها والحصول على عفو من الحكومة، وهذا هو الشىء الوحيد الذى نستطيع توقعه فى هذا الوقت".

 

يذكر أن مخرجات اجتماع أستانة ستحدد مصير المحادثات المقبلة فى جنيف حول آليات الحل السياسى، وفرص ضم الفصائل المقاتلة على الأرض إلى المحادثات التى تسعى للدفع نحو حل الأزمة بشكل سلمى، ووقف نزيف الدماء والتوصل لصيغة توافقية ترضى كل الأطراف.

 

ولا تعول المعارضة السورية كثيرا على محادثات أستانة وتعتبرها أمرا واقعا لا بد من التعامل معه خلال المرحلة الراهنة التى شهدت تحولا كبيرا على الأرض لصالح الحكومة السورية وموسكو، فيما يظل الموقف الروسى متمسكا بالدفع نحو الحل السياسى مع الحفاظ على وحدة وسيادة الأراضى السورية، فيما يظل الموقف التركى مرتبطا بالموقف الروسى لعدة أسباب، أبرزها التخوف من تغول الأكراد شمال سوريا، وهو ما يشكل خطرا على أنقرة، إضافة لخلافات أردوغان مع الولايات المتحدة الأمريكية التى ترفض تسليم فتح الله جولن على خلفية التحركات الأخيرة للجيش التركى فى البلاد.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة