مقعد رفسنجانى "الشاغر" يشغل الصراع بين "الإصلاحيين" و"المحافظين" لاقتناص عضوية "مجلس الخبراء".. منافسة شرسة لاختيار من يعين خليفة "خامنئى" حال وفاته.. وحفيد "الخمينى" يقترب من المشهد

الخميس، 19 يناير 2017 07:00 ص
مقعد رفسنجانى "الشاغر" يشغل الصراع بين "الإصلاحيين" و"المحافظين" لاقتناص عضوية "مجلس الخبراء".. منافسة شرسة لاختيار من يعين خليفة "خامنئى" حال وفاته.. وحفيد "الخمينى" يقترب من المشهد خامنئى وحسن روحانى
كتبت إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حالة من النقاش تدور فى الأوساط الإيرانية للبحث عمن يشغل العديد من المقاعد التى أصبحت شاغرة بوفاة الرئيس الإيرانى الأسبق، رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، هاشمى رفسنجانى، ومن بينها مقعده فى مجلس خبراء القيادة، الذى يقع على عاتقه مهمة تعيين المرشد الأعلى حال وفاة المرشد الحالى، بحسب المادة 107 من الدستور الإيرانى، وخلعه إذا ثبت عجزه عن أداء واجباته بحسب المادة 111.
 
وفى فبراير الماضى، شهدت انتخابات مجلس خبراء القيادة، منافسة حادة قبل أن يتمكن الرئيس الراحل، هاشمى رفسنجانى من حجز مقعده بين أعضائه. وبحسب مراقبين ربما يلعب المجلس دورًا مهمًا خلال الفترة المقبلة، فى ظل المشكلات الصحية التى يعانى منها المرشد الحالى آية الله خمانئى، البالغ من العمر 77 عامًا.
 
ويستعد المعسكر الإصلاحى، الذى كان ينتمى إليه رفسنجانى، إلى الاستحواذ على "المقعد الشاغر"، وقالت تقارير إعلامية إيرانية إن الإصلاحيين يعتزمون الدفع بحفيد آية الله خمينى، مؤسس الجمهورية الإسلامية، سيد حسن خمينى، فى انتخابات التجديد النصفى لمجلس الخبراء للترشح مجددًا على مقعد رفسنجانى، بعد أن تم رفض أهليته فى انتخابات المجلس العام الماضى بدعوى عدم التحقق بشكل كافٍ من أهليته الدينية، وهو ما أثار وقتها موجة من السخط داخل المعسكر الإصلاحى، جعلت رفسنجانى نفسه ينتقد علنيًا مجلس صيانة الدستور المتولى بمهام النظر فى أهلية المرشحين.
وقال عضو هيئة رئاسة مجلس خبراء القيادة آية الله السيد أحمد خاتمى، إنه سيتم تعيين كيفية انتخاب خليفة لرفسنجانى خلال جلسة مجلس الخبراء التى سيتم عقدها الشهر المقبل.
 
وينتاب المعسكر الإصلاحى مخاوف بعد أن فقد رمزه، من عودة الوجوه المتشددة التى خسرت انتخابات المجلس السابقة، وهو ما أخرج نشطاء هذا التيار البارزين عن صمتهم ودعوا التيار الإصلاحى بألا يظل مشاهدًا ومراقبًا للمستقبل السياسى فى ظل غياب رفسنجانى، ودعا النشطاء لبذل هذا التيار الجهود مثلما فعل فى الانتخابات التشريعية العام الماضى وانتخابات مجلس الخبراء.
 
خروج حفيد الخمينى إلى الحياة السياسية مجددًا وخوضه انتخابات الخبراء لإنقاذ التيار الإصلاحى من عودة الشخصيات المتشددة إلى الخبراء عبر عضوية رفسنجانى أصبحت أيضًا مطلبًا من قبل هؤلاء النشطاء الذين طالبوا الخمينى الشاب بالترشح مجددًا.
 
ويدور النقاش أيضًا حول شخصية أخرى من الممكن أن تلعب دور رفسنجانى فى مجلس الخبراء وهو "ناطق نورى"  لكنه لم يصدر إشارات للترشح وغير مستعد للمشاركة فى الانتخابات، كما أن الخيارات المتبقية أسماء لا تملك الشهرة ولا فرصة التأييد الأهلية التى يمتلكها هؤلاء.
 
فكرة عودة الخمينى الشاب إلى الحياة السياسية ودعمه للتيار الإصلاحى لم تبتعد عن الرئيس المعتدل حسن روحانى الذى شعر أنه يواجه التيار المتشدد وحيدًا بعد فقدان أكبر داعميه، ورفيقه فى عضوية الخبراء، هاشمى رفسنجانى، فعقب وفاة الأخير نشر روحانى صورة على حسابه على إنستجرام مليئة بالإشارات والرسائل السياسية، وهى صورة له وهو يمد يده إلى حفيد الخمينى ويتوسطهم رفسنجانى، صنفها إعلام طهران كإشارة سياسية تعنى حاجة هذا التيار للاتحاد مع عائلة الخمينى بعد رحيل الرئيس الأسبق، وهو ما أكد عليه الخبراء الإصلاحيين ومن بينهم المحلل السياسى المعروف "صادق زيباكلام"، الذى قال "إن التيار الاصلاحى فى الظروف الراهنة ينبغى عليه إصدار تكليف لأشخاص مثل ناطق نورى وسيد حسن خمينى للاستعداد لانتخابات الخبراء.. وقال إن التيار الإصلاحى فى حاجة إلى حسن خمينى فى مجلس الخبراء".
 
 على جانب أخر يستغل التيار المتشدد الفرصة، ويعتزم ـ بحسب تقارير ـ إعادة ترشيح شخصيات بارزة فى هذا التيار، تم إزاحتها فى الانتخابات السابقة من بينها آية الله محمد يزدى وآية الله محمد تقى مصباح يزدى، وأشارت تقارير إلى الأحزاب الأصولية سوف تطلب من تلك الشخصيات الترشح لنيل عضوية رفسنجانى.
 
ومن المتوقع أن تشتد المنافسة والصراع على كرسى رفسنجانى بين التيار المتشدد الذى يرغب فى إعادة كوادر بارزة فى المجلس، والمعسكر الإصلاحى الذى فقد أبوه الروحى، نظرًا للأهمية التى يتمتع بها مجلس خبراء القيادة فى اختيار مرشد أعلى، وهى تلك النقطة نفسها التى كانت تؤرق التيار المتشددين من عضوية رفسنجانى الذى طرح منذ سنوات قبل وفاته فكرة التعديل الدستورى "لتشكيل مجلس شورى القيادة بدلاً من تركز مهام الولى الفقيه (المرشد الأعلى) فى يد شخص واحد". وحين طرحت هذه الفكرة قوبل رفسنجانى بهجوم حاد من المتشددين،  رغم أنه كشف أن المرشد الحالى على خامنئى يوافقه الرأى آنذاك وكان يفضل تشكيل مجلس شورى القيادة، وبوفاة رفسنجانى تغيب هذه الفكرة التى أثارت مخاوف عديدة لدى هذا التيار على مدار السنوات الماضية.
 
ويضم مجلس الخبراء 86 عضوًا، من رجال الدين ممن يعرف عنهم التقوى والعلم يتم اختيارهم بالاستفتاء الشعبي المباشر لدورة واحدة كل ثماني سنوات، ويكلف بمهمة اختيار المرشد الأعلى حال فراغ المنصب، وقد قام أعضاء المجلس بهذا الدور مرة واحدة فقط، وذلك حينما اجتمعوا فورا فى أعقاب وفاة آية الله الخمينى ليختاروا آية الله على خامنئى خلفًا له عام 1989، كما يشرف مجلس الخبراء على أداء المرشد الأعلى للدولة الإسلامية وإقالته إذا فشل فى القيام بواجباته.
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة