الأزهر: تجنيد الأطفال فى الجماعات الإرهابية المختلفة يؤكد ارتباطها

الأربعاء، 18 يناير 2017 03:25 م
الأزهر: تجنيد الأطفال فى الجماعات الإرهابية المختلفة يؤكد ارتباطها مرصد الأزهر بالغات الأجنبية
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال مرصد الأزهر الشريف باللغات الأجنبية، فى تقرير له، إن تكرار أخبار تفخيخ الجماعات الإرهابية - على اختلاف أسمائها - للأطفال، واستخدامهم فى تنفيذ عمليات إرهابية ضد أهدافٍ مدنية، وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعى مقطعًا مصورًا لأحد أعضاء تنظيم داعش فى سوريا، يحث ابنتيه "فاطمة وإسلام" على تفجير نفسيهما وارتداء الأحزمة الناسفة، ويظهر الأب فى الفيديو - فى الخلفية علمًا أسود كُتب عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله يحرض ابنتيه على قتل الكفار ويقول: "نحن دين عزة لا دين ذلة... سوف تفجرين نفسك اليوم لا تخافى منهم"، ويخبرهما أن الجنة بانتظارهما، فى السياق ذاته نفذت جماعة بوكو حرام هجومًا إرهابيًا على سوق شعبى بمدينة مايدوجورى عاصمة ولاية بُرنو شمال نيجيريا، وقد أكدت الشرطة النيجيرية أن الطفلتين اللتين فجرتا نفسيهما هما فى السابعة والثامنة من العمر.

 

مما سبق يتضح أن الجماعات الإرهابية تتبع أساليب متشابهة رغم اختلاف أيدولوجياتها وتوجهاتها الفكرية، وهذه الظاهرة الجديدة هى واحدة من أبشع الصور الإرهابية ضد الإنسانية، كما أن لهذه الظاهرة وجود فى التاريخ الإيرانى المعاصر؛ حيث عمد النظام الإيرانى الوليد إلى تجنيد الأطفال وضمهم إلى صفوف القوات الإيرانية المقاتلة إبان الحرب العراقية الإيرانية، ذلك أن قوات الباسيج أو التعبئة الشعبية التى تخضع للحرس الثورى الإيرانى إنما تكونت من قبل متطوعين وشارك فيها أطفال فى سن الدراسة؛ بحسب تقرير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، ومعظم أعضائها صبية صغار، كذا تدعم إيران حزب الله، وهو جماعة مسلحة فى لبنان يقال إنها تدرب الأطفال على العمليات العسكرية، وقد اعترض البرلمان الإيرانى مؤخرًا على توقيع إيران على "البروتوكول الاختيارى لاتفاقية حقوق الطفل بشأن اشتراك الأطفال فى المنازعات" خوفًا من تعارض البروتوكول مع عضوية الباسيج.

 

وتابع التقرير أنه تجدر الإشارة أيضا إلى ظاهرة لا تقل خطورة عن الظاهرة، ألا وهى فرار النساء - وبعضهن حوامل أو بصحبة أبنائهن - من براثن جماعة داعش الإرهابية، وهل نجحن فعلاً فى الفرار من التنظيم أم أنهن عدن إلى بلادهن، فى إطار خطة استراتيجية أعدها التنظيم لتكوين خلايا نائمة جديدة تعتنق الفكر الإرهابى وتنتظر الفرصة لتنفيذ عمليات إرهابية جديدة، حيث إن هناك الكثير من المقاتلين الأجانب الذين تزوجوا وأنجبوا أطفالًا، هذا علاوة على من انضمّ منهم إلى الجماعات مع أطفاله وزوجته، الأمر الذى انتبهت إليه السلطات الأوروبية مثل فرنسا التى تقدر وجود نحو 400 من القاصرين فى المنطقة حاليًا لا تزيد أعمار بعضهم عن 12 عامًا.

 

وأوضح المرصد أن إساءة استخدام الأطفال وانتهاك براءتهم لا علاقة له بالدين الإسلامى مطلقًا، والإسلام برىء تمامًا من هذه الظاهرة السلبية التى تهدد كيان أى مجتمع، فغرس الأفكار الإرهابية الهدامة فى عقول الناشئة، إضافة إلى أن التلقين الخاطئ لصحيح الدين سبب إلحاد البعض وتطرف البعض الآخر وعزوف الغالبية عن اتباع النهج الإسلامى الوسطى السمح، وهو بمثابة قنبلة موقوته تهدد السلام العالمى أجمع.

 

واختتم المرصد تقريره بأنه لابد من وقفة وتكاتف من جميع القوى العالمية لمكافحة هذه الظاهرة، ووأدها فى مهدها قبل استفحال خطرها وانتشارها فى ربوع العالم، وذلك بوضع ميثاق دولى لحماية الأطفال المضارين من خطر هذه الجماعات الإرهابية، يتضمن هذا الميثاق التزامات بالتعاون الدولى من أجل توفير بيئة كريمة قوامها الاهتمام بالتعليم والصحة والأمن، إضافة إلى ذلك لا بد من وضع آلية واضحة تُعنى بدراسة مناهج داعش التربوية المعدة للأطفال، وآليات استقطاب الأطفال وأسباب هذه الظاهرة، والتعامل مع هذه الظاهرة بوضع مناهج تربوية ودينية توضح ملابسات التضليل فى الخطاب الداعشى، وهذا العبء يقع بشكل أساسى على المؤسسات التعليمية والدينية الكبرى حول العالم، ولعل الأزهر الشريف كان صاحب المبادرة إلى التحذير من استراتيجيات الجماعات الإرهابية لاستقطاب الأطفال والاستفادة من براءتهم في تنفيذ عمليات إرهابية حول العالم، لكن هذه الخطوة وحدها لا تكفى؛ إذ ينبغى - كما أسلفنا - توحيد الصف وعقد لقاءات مع كبار رجال الدين والمؤسسات الدينية الكبرى حول العالم، والاتفاق على خريطة واضحة المعالم للتعامل مع هذه الظاهرة الغربية على الأديان بشكل عام.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة