بالصور.. هدم قصر "بشارة باشا" مقر الحزب الوطنى سابقا وتحويله لأبراج سكنية..بناه الملك فاروق على الطراز الأوروبى..استأجره الحزب فى عهد مبارك بـ100 جنيه شهريا.. والآثار: لا نملك مليار جنيه تعويضا للملاك

قصة غريبة شهدها قصر بشارة باشا بمحافظة أسيوط، إحدى التحف المعمارية بمدينة أسيوط، بشارع 26 يوليو والواقع على مساحة 2303 أمتار، ويتميز القصر بأنه تحفة معمارية حقيقية بناها الملك فاروق فى آوائل القرن العشرين ليكون أول نادى للصعيد بمحافظة أسيوط، وهو ما يجهله الكثيرون ويعتبرون أن بشارة باشا أحد أعيان المحافظة حينذاك هو المالك الأصلى للقصر، ثم تم تأميمه بعد ثورة 52، واشتراه بشارة باشا وبعد تأسيس الحزب الوطنى اعتمده الرئيس محمد أنور السادات كمقر للحزب الوطنى، وظل على ذلك الحال حتى عهد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك إلى أن قام برد ملكيته لورثة بشارة باشا.

واستمر الحزب الوطنى فى تأجيره مقابل 100 جنيه شهريا، حتى ثورة يناير وتشوه بعدها البناء الفخم للقصر بسبب أعمال الهدم.

ويتكون القصر من طابقين وبدروم وقطعة أرض مجاورة كانت حديقة كبيرة بجوار القصر، كما يزين القصر شرفات كبيرة  بالأدوار العليا، مفرغة بشكل زخرفى كلاسيكى جميل وفريد، وهو ما جعل طرازه المعمارى فريدا، وزين من الداخل بنقوشات ملونة وزخارف خلابة، خاصة فى الطابق الثانى الذى يضم حجرات النوم وتميز بوجود عدد من الحجرات الكبيرة والواسعة تشمل الاستقبال وحجرات للمسافرين وللنوم.

قال الدكتور أحمد سليمان مدير عام آثار أسيوط "لليوم السابع" إن القصر بناه الملك فاروق على الطراز الأوروبى بأيدى مهندسين وفنانيين إيطاليين كأول ناد للصعيد بمحافظة أسيوط، وبعد ثورة 1952 كان القصر ضمن المبانى التى أممت، وبعدها أشتراه بشارة باشا أحد الأعيان بمحافظة أسيوط، وعقب إنشاء الحزب الوطنى الديمقراطى خصصه الرئيس محمد أنور السادات كمقر للحزب الوطنى وظل على ذلك الحال فترة كبيرة وبعد أن تولى الرئيس الأسبق حسنى مبارك الحكم أعاده لورثة بشارة باشا ، ولكن ظل الحزب الوطنى مستأجرا للمبنى حتى ثورة يناير، وبعدها انتهى أمر تأجيره للحزب، فقام ورثته بتكسيره تمهيدا لهدمه باعتباره ملكية خاصة.

وأضاف سليمان أنه تم تسجيله مبنى ذات قيمة تاريخية ومعمارية فى لجنة المحافظة على المبانى التاريخية واللجنة مقرها ديوان عام المحافظة وليست خاضعة للآثار ويراسها المحافظ بشكل مباشر، وحاول مالكه هدمه بعدة أشكال آخرها حكم قضائى بهدم القصر.

وأضاف سليمان أن القصر تحفة معمارية أوروبية، فالدور الأول ويسمى السلاملك وهو مكان استقبال الضيوف، ومجموعة من الصالونات غرفة سفرة وحمامات، والدور الثانى غرف نوم لأصحاب القصر تحت مسمى الحرملك والواجهات مزخرفة على طراز الباروك والركوكو وهو طراز منتشر فى أوروبا عبارة عن أشكال مزخرفة من الأحجار غير المكتملة، ولم تحدث أعمال تخريب وتكسير فى ثورة يناير من قبل الثوار، ولكن بما أن القصر ملكية خاصة فقد حاول صاحبه هدمه وتكسيره عقب ثورة يناير حتى علمت المحافظة وعلى إثر ذلك قامت اللجنة المختصة بمقاضاة الورثة وظلوا فى خصومة قضائية حتى انتهت بحصول الورثة على حكم نهائى بالهدم.

وعن ضمه للآثار، قال سليمان إن القصر لم يصدر قرار بضمه كمبنى أثرى تابع لهيئة الآثار وذلك لأنه حتى يتم انتزاع ملكيته لابد من تعويض الورثة بمقابل مادى والمقابل المادى لمثل تلك القصور يتعدى المليار، وميزانية الوزارة لا تسمح بصرف تلك التعويضات من كل قصور الجمهورية بالمليارات حتى تتمكن من ضمه كأثر.

القصر بعد تخريبه

القصر من احدي زواياه

ترخيص هدم القصر