قرأت لك.. "وبيننا حديقة" رسائل بين الشاعرتين سارة عابدين ومروة أبو ضيف

الثلاثاء، 10 يناير 2017 07:00 ص
قرأت لك.. "وبيننا حديقة" رسائل بين الشاعرتين سارة عابدين ومروة أبو ضيف غلاف كتاب وبيننا حديقة رسائل متبادلة بين سارة عابدين ومروة أبو ضيف
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

دائمًا ما يظن القارئ إذا ما سمع كلمة "الرسائل" أنها تدور بين شاعرٍ وشاعرة، أو كاتب وكاتبة، فالصورة الذهنية حول الرسائل فى الأدب تتعلق بالرجل والمرأة، لكن من النادر جدًا أن تكون هذه الرسائل المتبادلة بين امرأتين، أو شاعرتين، لكن حتى فى هذه الحالة، فإن أغلب الظن أن القارئ سوف يظن أن فحوى هذه الرسائل المتبادلة بين الشاعرتين ستكون مشاعر الحب والفراق والخذلان تيمة أساسية لها، لكن المفارقة تجلت فى كتاب بعنوان "وبيننا حديقة" الصادر حديثًا عن دار روافد للنشر.

 

ففى هذا الكتاب تقدم الشاعرتان سارة عابدين، ومروة أبو ضيف، مجموعة من الرسائل المتبادلة بينهما، والتى استغرقت فترة كتابها ما يقرب من أربع أشهر، أربعة أشهر ظلت الشاعرتان تتبادلا الرسائل بينهما، ففى البداية بدأت سارة عابدين بكتابة رسالة إلى الله، ولم تكن هذه الرسالة محض مشروع كتاب، فقط قررت أن تكتب رسالة إلى الله حينما كانت تعيش فترة حملها فى ابنتها "فيروز"، وحينما نشرت سارة عابدين رسالتها، وقرأتها مروة أبو ضيف، فنتج عنها تماس دفعها لأن تكتب هى أيضًا رسالة لترد عليها.

 

فى هذه الفترة كانت سارة عابدين ومروة أبو ضيف تمران بظروف تكاد أن تكون متشابهة، فيما يخص علاقتهما بأطفالهما، وبما يتعلق بإحساس الأمومة لديهما، على الرغم من أن كل منهما تعيشان فى قارة مختلفة، إلا أن مشاعرهما كانت قريبة جدًا، كما قالت سارة عابدين لـ"اليوم السابع": "كنا بنعيط سوى".

 

تنوعت الرسائل بين سارة عابدين ومروة أبو ضيف، فمن الحديث عن مشاعر الأمومة، إلى كشف الغطاء عن مشاعر الهزيمة والضعف، التى تتسبب فيها الأمومة، تحدثتا بلا خوف على صورتهما، جعلتا مشاعرهما عارية أمام الجميع بكل وضوح، ومع كل رسالة تكتب وتنشر يزداد اهتمام القارئات وتحديدًا الأمهات منهن بمتابعة وانتظار جديد الرسائل بين سارة ومروة، ومن هنا جاءت فكرة جمع هذه الرسائل فى كتاب، قام بتصميم غلافه أيضًا الشاعرة سارة عابدين.

 

إلى سارة/ أُحاولُ أن أُخاطبَكِ بهُويَّةٍ مُحدَّدةٍ/ يقولون: امرأةٌ فى منتصف العمر أمٌّ لطفلينِ/ أرانى فتاةً ضئيلةً بظَهْرٍ محنى فى شوارع العاصمة/ وجهٌ غريبٌ فى كلِّ الأماكن/ تصوَّرى أنِّنى مَرَّةً لم أعرفْنى فى الصورة الفوتوغرافية؟!/ على العموم؛ لا يعنينى الأمرُ كثيرًا/ الأهمُّ أن نعقد اتفاقًا مع الزمن/ ولكنْ-ياعزيزتي-أى الخيارات أجمل الذكريات أم الحاضر؟ إِلَامَ أُوجِّهُ عقرب الساعات؟/ الطفلة أم الأم؟/ اليوم، فُوجئتُ بأنِّى لا أحملُ أى أمنياتٍ/ وإنْ كان الأمر بيدى/ أظنُّ أنِّى لن أختار شيئًا على الإطلاق/ رُبَّما تقمَّصْتُ شجرةً/ أو بُحيرةً جليديةً تشيخُ فى وجه الزمن.

 

إلى مروة/ هل تذكرينَ عندما تمنِّيتِ أن تكونى شجرةً أو بُحيرةً تشيخ فى وجه الزمن؟/ حتَّى لو كنتِ شجرةً ستجدينَ بعض العصافير الصَّغيرة التى تنقرُ أوراقَكِ؛ لِتُعيدَ إليكِ ألم الحياة. لو كنتِ بُحيرةً، ستعلقُ الهوام فى تجاعيدِكِ؛ لِتلتهم وجهَكِ الشائخَ.

 

لا مفرَّ مِن الانغماس فى الألم يا مروة. فى الصَّباح، لم أجد النَّوم أسفل السَّرير. بحثتُ عنه بين الكواكب والأقمار فى صفحات كتاب العلوم، لكنَّ الظَّلام كان يغمر الفضاء، ولم أستطعْ أن أجد الوسائد بين الأجرام السماوية. الصَّغيراتُ كُنَّ يتجاذبننى فيما بينهنَّ؛ لِتظفرَ كُلٌّ منهنُّ بالنوم داخلى، وأنا لم أكنْ أرغب إِلَّا فى أن أجد سحابةً مناسبةً، أقذفُ رأسى عليها، حتَّى لا يثقل أكثر على رقبتى المنهكة.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة