فى ذكرى رحيل "سفير المهمشين".. خيرى شلبى فارس الواقعية الأسطورية.. تناول البسطاء و"صالح هيصة" شخصيته الأثيرة.. تحدث عن معاناة حقبة "عبد الناصر".. ونجيب محفوظ وصفه بـ"كاتب القرية"

الجمعة، 09 سبتمبر 2016 05:41 م
فى ذكرى رحيل "سفير المهمشين".. خيرى شلبى فارس الواقعية الأسطورية.. تناول البسطاء و"صالح هيصة" شخصيته الأثيرة.. تحدث عن معاناة حقبة "عبد الناصر".. ونجيب محفوظ وصفه بـ"كاتب القرية" الكاتب الراحل خيرى شلبى
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سُئل الأديب نجيب محفوظ الحاصل على جائزة نوبل ذات مرة، لماذا تكتب دائما عن الحارة ولا تعبر بكتاباتك عن القرية، فكان جوابه "كيف أكتب عن القرية ولدينا خيرى شلبى؟!" هكذا تحدث عميد الرواية العربية وصاحب نوبل عن، الأديب الراحل.
 
خيرى شلبى الذى رحل عن عالمنا من 5 سنوات، ظلت جميع أعماله، لسان حال الفقراء والمهمشين، "سفير المهمشين" كما أطلق عليه الكاتب أشرف العشماوى، كتب أكثر من 70 رواية جسد فيها المصريين البسطاء، من واقع نشأته الريفية فى مدينة دمنهور، كما فى رواية "وكالة عطية"، أو من واقع معاشرته لهم فى حياته، حتى أنه أقام فترة فى المقابر لمعايشة أوضاع قاطنيها، وتناول فى كتاباته شخصية واقعية فى رواية "صالح هيصة".
 
الروائى الكبير يتبين فى أعماله تعمقه فى الحارة المصرية، من خلال تناوله لأنماط مختلفة من البسطاء حتى البلطجية، كما يظهر جليا تأثره بفترة حكم الرئيس عبد الناصر، خلال حقبة الستينات، والتى شهدت اعتقال العديد من السياسيين.
 

روايات فى حياة "خيرى شلبى"..

 

وكالة عطية

تدور الرواية حول اعتداء بطل الرواية ــ الطالب المتفوق بمعهد المعلمين بدمنهورــ على مدرسه فتم  طرده من المعهد ليذهب إلى قاع المجتمع، إلى وكالة عطية، مأوى المهمشين والصعاليك والأشقياء فى المدينة، ومن هنا يأخذنا الكاتب الكبير خيرى شلبى فى واحدة من أمتع الرحلات وأكثرها تشويقا، إلى قاع مدينة دمنهور وعوالم مثيرة تكاد تكون خيالية.
 
فالوكالة تبدو أشبه بلوكاندة لا تأوى إلا المهمشين، والمحتالين، والمعذبين، والمتسولين، تنقسم إلى ساكنى حجرات وساكنى أرض الوكالة، الذين لا يبحثون سوى عن مكان يأويهم فى الليل ليناموا نظير قرش واحد لمفترش الأرض وقرشان لساكن الحجرة التى يبدو أن من يسكنها هم علية القوم بالنسبة لهؤلاء الأشد بؤسا، وفى الرواية شخصيات طالما أثرت فى القراء مثل شوادفى، سيد زناتى، بالإضافة للطالب بطل الرواية والتى لم يذكر الكاتب اسمه قط.
 

أولنا ولد

 
صارت شخصية حسن أبو ضب فى ثلاثية الأمالى لأبى على حسن ولد خالى إحدى العلامات الباهرة فى الأدب العربى الحديث، حيثما خلق الكاتب الكبير خيرى شلبى عالما ثريا بالشخصيات والأحداث العجيبة.
 
وتحكى قصة صعود أحد المصريين حسن أبو ضب سلم المال والسلطة فى فترة زمنية تمتد مع حكم عبد الناصر والسادات لمصر ويسود الجو الصعيدى فى أجواء الرواية خاصة أجزاءها الأولى، ونرى عمليات الثأر والفقر المدقع الذى يعيش فيه حسن أبو ضب على الرغم من مكانة عائلته المشهورة بالتقوى والصلاح والكثير من العلماء.
 
ثم ينزح إلى القاهرة ويبدأ فى العمل البسيط كبائع متجول ويبدأ فى التعرف على عصابة من الأشقياء الذين يلازمونه فى الأجزاء التالية.
 

صالح هيصة

 
والرواية مأخوذة عن شخصية حقيقية تحمل نفس الاسم عرفها الأديب على أحد المقاهى الصغيرة بوسط القاهرة فى حقبة الستينيات، وحوَّلها عبر روايته إلى شاهد على العصر، حيث يتابع خيرى شلبى فى روايته الجديدة إعادة تشييد زمن الستينيات بانكساراته وانتصاراته والأحلام الكبرى التى لم تتحقق فى حقبة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، مستفيدا من رواياته السابقة وكالة عطية، موال البيات والنوم وغيرها.
 
يأخذنا الحكَّاء الكبير خيرى شلبى بأسلوبه الجذاب وحكاياته المثيرة فى هذه الرواية فى رحلة ممتعة إلى عالم المثقفين وقاع مدينة القاهرة والصعاليك وغُرز الحشيش، ليتحول صالح هيصة إلى شاهد على العصر بأحلامه الكبرى وانتصاراته وانكساراته.
 
تدور فى غرزة بحى معروف فى وسط القاهرة، حيث تلتقى مجموعة متباينة إلى حد كبير من الناس، ويتعرفون إلى صالح هيصة الذى يعمل فى هذه الغرزة ويؤثر فيهم جميعا بأشكال متباينة وغير مباشرة، أو ربما حدث التأثير بشكل مباشر فى حالات معينة.
 

كتاب وآراء

ويقول الشاعر الكبير الراحل عبد الرحمن الابنودى "إن خيرى شلبى أحد الصروح الكبيرة فى عالمنا الأدبى، فهو روائى من طراز خاص عاش الحياة كما لم يعشها أحد، واعتنى جدًا بالتعبير عن تفاصيلها التى عاشها لحظة بلحظة.. فى معاناة ربما لم يعرفها غيره من جيل الستينات".
 

صورة تجمع الراحلين الأبنودى وخيرى شلبى
 
أما الكاتب المستشار أشرف العشماوى قال " إن شلبى صاحب مدرسة خاصة، فهو حالة متفردة فى الكتابة الإنسانية، وهو أكثر من عبر عن المهمشين فى كتابته فكان بمثابة سفير لهم".
 
فيما يقول عنه الكاتب سعيد الكفراوى "لخيرى شلبى، عالم مدهش، يضع الشخصيات وراحة الأماكن وأسئلة المصير، ويذكرك دائمًا بأُناس مروا بك يومًا ومضوا، هؤلاء الذين يقابلونك على السكك، فهم أصحاب الحاجات، إلا أنهم يصنعون روح الحياة ويشكلون الكتابة الحقيقية".









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة