رئيس المجمع التونسى للعلوم يلقى محاضرة فى مكتبة الإسكندرية

الثلاثاء، 06 سبتمبر 2016 02:41 م
رئيس المجمع التونسى للعلوم يلقى محاضرة فى مكتبة الإسكندرية مكتبة الاسكندرية
الإسكندرية - جاكلين منير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال الدكتور عبد المجيد الشرفى؛ رئيس المجمع التونسى للعلوم والآداب والفنون "بيت الحكمة"، أنه لا يمكن التنبؤ بمستقبل للدولة القُطرية أو الوطنية فى الفترة الحالية، نظرًا لهشاشة الأسس التى قامت عليها تلك الدولة، والتى عجزت عن القيام بالواجبات الدنيا؛ فلا هى قادرة على حماية نفسها، ولا متفاعلة مع محيطها، ولا هى حققت الكرامة لمواطنيها كى يدافعوا عنها، ولا وفرت قواعد العيش المشترك بين مواطنيها، فبرزت الطائفية، فضلاً عن الحروب الأهلية الداخلية التى تغذيها القوى الإقليمية والخارجية وأصحاب المصالح.

جاء ذلك فى محاضرته التى ألقاها اليوم الثلاثاء، تحت عنوان "الدولة القُطرية إلى أين؟"، خلال مؤتمر "مستقبل المجتمعات العربية.. المتغيرات والتحديات" الذى تنظمه وحدة الدراسات المستقبلية بمكتبة الإسكندرية،

وأشار عبد المجيد الشرفى إلى أن الوضع البديل يتطلب فى مجمله حلولًا تأخذ فى الاعتبار ما يجمع سكان المنطقة، والبعد عما يفرضه الظرف العالمى واقتصاديات السوق والنظرة العدائية للإسلام، وذلك لن يتم إلا بإرادة حرة قادرة على التغلب على كل الصعاب، وهو ما تتجه حركة التاريخ نحوه.   

واستطرد أنه رغم ضبابية المشهد فى المنطقة العربية إلا أن ثورات الربيع العربى لم تبُح بكل أسرارها بعد، وتمثل رغم كل ما جلبته ورائها من صعاب بداية النهاية لكل الأنظمة الفاسدة، مؤكداً أن "عدوى الديموقراطية" ستشمل كامل المنطقة لتقيم علاقات بين الدول وشعوبها تضع حدًا للتناحر.

وأضاف "الشرفى" أن مصير الدولة القطرية أو الوطنية فى منطقتنا العربية من المحيط الأطلسى إلى الخليج ليس واضحًا، لأن المنطقة العربية لم يعد لها نفس الدور والوزن اللذان كانا لها أيام ازدهار الحضارة الإسلامية العربية، وأنه مع اكتشاف النفط وقيام الدولة الحديثة أصبحت مناطق أخرى تستحوذ على الاهتمام بسبب وزنها الاقتصادى، وعلى رأسها الصين والولايات المتحدة الأمريكية ودول وأوروبا، ورغم ذلك فإن المنطقة العربية لازالت تحظى ببعض الاهتمام والمتابعة من قبل رجال السياسة والاقتصاد والرأى العام العالمى بسبب موقعها الجغرافى وكونها مهد الديانات والحضارات العريقة، ولطبيعة العلاقات الصدامية بين القوى الإقليمية بعضها البعض أو بينها وبين أوروبا، فضلًا عن ثرواتها الباطنية لاسيما البترول والغاز الطبيعى.

وأكد أن زرع الكيان الصهيونى فى قلب المنطقة ومساندته من قبل الغرب بشكل عام خلق للعرب وضعا فى منتهى الصعوبة نظرًا لتفوق إسرائيل على كل دول المنطقة عسكريًا، وتقدمها العلمى والتكنولوجى الباهر، والذى تسعى من خلاله بألا تكون محاطة بدول قوية بل بكيانات ضعيفة متناحرة مبنية على أساس طائفى أو إثنى، مشددًا أن الدولة القومية الموحدة حلم قد تبخر ولم يعد يدعو له سوى قلة قليلة لديها وعى متنامى بالمصير المشترك الذى يجمع أبناء المنطقة، ويضمن حرية التنقل والعمل والإقامة بالنسبة لكل المنتمين لهذا الحيز الجغرافى والثقافى المشترك.

وقال "الشرفى" إن هناك مأزقًا فكريًا حدث نتيجة الانكسارات السياسية والحضارية وفشل الدول الوطنية فى استنباط منظومة فكرية تخرجهم من حالة التمزق التى أدت إلى معاناة أبناء المنطقة؛ ومنها حرمان المرأة من الحقوق التى يتمتع بها الرجال بما يعكس مصالح فئوية طبقية واقتصادية تقليدية، وعلى هذا الأساس لا يمكن  أن نأمل فى وضع أفضل مادام نصف المجتمع معطل جزئيًا أو كليًا.

وأوضح أن العالم المعاصر يشهد ظاهرتين أحدهما مترتبة على الأخرى ونتيجة لها؛ وهى البحث عن التكتل وتجميع القوى لمواجهة العولمة وحرية انتقال رؤوس الأموال والسلع، وفى المقابل الحركات التى تدافع عن الخصوصية وتحارب التنميط الذى تفرضه العولمة، لافتًا إلى أن هذا الظرف العالمى المتناقض من شأنه زيادة التعقيد فى المنطقة؛ فالنمط المعوّلم محل انبهار ولكنه فى نفس الوقت محل رفض.

ونوه إلى أن الدولة الوطنية العربية غير مكتملة نظرًا لحداثتها وافتقادها المقومات الأساسية، تتجاذب مواطنيها تيارات لا سبيل للتوفيق بينها، وتعيش حالة حرب أهلية معلنة حينًا وخفية أحيانًا أخرى، مشددًا أنه من المستحيل التنبؤ بمصير الدول القُطرية بوضعها الحالى وهل سيكتب لها البقاء على المدى البعيد أم لا، لاسيما أن التاريخ البشرى لا يخضع لتكهنات موضوعة سلفًا.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة