فـوزى فهمـى محمــد غنيــم يكتب: هكذا يكون الانتماء للوطن

السبت، 24 سبتمبر 2016 02:00 م
فـوزى فهمـى محمــد غنيــم يكتب: هكذا يكون الانتماء للوطن فـوزى فهمـى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الانتماء للاسلام والوطن صنوان يتواكبان فى تنمية المجتمع وتوثيق عرا الولاء بين أبنائه، لو سئلت من أنت ؟ كانت الإجابة أنا مسلم مصـرى عربى، فانتماؤك للإسلام يفرض عليك تدينا أن تنتمى لوطنك – لبلدك مصـر الذى تعتبر نفسك أنت جزء منها.
 
    وذلك لأن قضية الانتماء للوطن ليست شعاراً يرفع ، ولا عبارات تردد.. بل هو واجب دينى، وضرورة وطنية حيث أن وطنك هو ذو التاريخ المجيد، والحاضر المشرق السعيد، والمستقبل الباسم الباهر.. هو المكان الذى فيه ولدت. وعلى أرضه درجت، وتحت سمائه نموت، وبخيراته تمتعت، هو بحق ذو الطبيعة الساحرة ، والزروع الناضرة، والهواء العجب، وهو أرض الأمجاد من العرب – فاذا كانت كل هذه المعانى تدور فى خلدك ، فإن حياتك ملك له، ومالك وقف عليه، وكيانك جزء من كيانه – كل هذه الدفقات الشعورية ليست واجبا وطنيا فقط.. بل أمر يفرضه الدين عليك.
 
        هذا ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، رسول الانسانية حين عبر عن حبه لوطنه الأول هذا الحب الذى كان يثور فى صدره ويموج فى خاطره، ويشتد به شيئا فشيئا الى درجة انه كان يتلفت وهو مهاجر من مكة – كأنه يتزود منها. وكأنه يحفر معالمها فى ذهنه خشية أن ينساها حتى وصل الى قرية على الطريق اسمها الجحفة، ويبلغ به الشوق والحب مداه الى وطنه.
 
    وعلى رأى بعض المفسرين أن الله تعالى انزل عليه وهو فى هذه الحالة قوله سبحانه وتعالى : ( إن الذى فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد قل ربى اعلم من جاء بالهدى ومن هو فى ضلال مبين ) اليس فى هذا تسرية لرسول الانسانية محمد صلى الله عليه وسلم ومحافظة على هذا الانتماء للوطن الأول وتقوية لروح الوطنية فى مشاعره عليه الصلاة والسلام.
 
    اليس كل هذا تصديق عملى على أن حب الوطن من الايمان ؟ ولكن لك أن تسأل كيف يكون ذلك يعنى كيف يكون حب الوطن من الايمان – نقول أن حب الوطن يؤدى الى تحريره وإعزازه، وتقدير النعمة الجليلة التى أنعم الله بها فيه، وتقدير النعمة يؤدى الى شكرها، والشكر عبادة والعبادة عنوان الايمان، فكان حب الوطن جزء من هذا الايمان – زيادة على ذلك أن حب الوطن بذرة تنبت فى نفس صاحبها مكارم هى من اثر الايمان، ومن بين هذه المكارم الانصاف والعدل وهما قادران – لو صدقا – على توفير الحرية لكل الأوطان وتجنب الاعتداء عليها بصورة أو بأخرى لأنها غالية على نفوس أهلها.. ان الانتماء للوطن يقتضى منك أن تدفع عنه ظلم الظالمين، وبغى الباغين، وكيد المعتدين وحقد الرجعيين.
 
    حبك وانتماؤك يفرض عليك أن تجاهد فى سبيل ذلك ما استطعت حتى تحمى حماه، واضرب على يد كل من يعبث بكيانه أو يحتكر موارده، أو يستعبد أبناؤه أو يدنس أرضه، وارتفع به فوق الخلافات والمنازعات.
 
    حاول أعداء الوطن فى زمن الإسلام الأول القضاء عليه ولكن لم يجدوا لذلك سبيلا بسبب انتماء المسلمين لبلدهم وغيرتهم عليها فكانت الاستماته فى الدفاع عن البلاد، وتم حفر الخندق، وتفرق الاحزاب من حول مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدق الله إذ يقول ( ولما رأى المؤمنون الاحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما )  كانت غيرة المسلمين على أوطانهم ليس لها حدود.
 
     أخذوا هذا من وحى دينهم ومن إيمانهم بالله واعتقادهم أنهم مسئولون أمام المولى سبحانه عن هذا الوطن.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة