"قمة هانجتشو" تستعد لأول حوار سياسى واقتصادى بين الدول الكبرى والنامية وترفع شعار "نحو اقتصاد عالمى ابتكارى ونشط ومترابط وشامل"..السيسى يشارك لأول مرة فى قمة العشرين.. ومكافحة الفساد فى قمة الأولويات

الجمعة، 02 سبتمبر 2016 07:02 م
"قمة هانجتشو" تستعد لأول حوار سياسى واقتصادى بين الدول الكبرى والنامية وترفع شعار "نحو اقتصاد عالمى ابتكارى ونشط ومترابط وشامل"..السيسى يشارك لأول مرة فى قمة العشرين.. ومكافحة الفساد فى قمة الأولويات أجتماعات تحضيرية لقمة العشرين
هانجتشو : محمد الجالى – هانى محمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تنطلق بعد غداً الأحد بمدينة هانجتشو الصينية، قمة العشرين، التى تحضرها مصر للمرة الأولى، استجابة لدعوة وجها الرئيس الصينى تشى جين بينج الذى تتولى بلاده الرئاسة الحالية للمجموعة ، للرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى قبل الدعوة وقرر المشاركة فى مختلف جلسات أعمال القمة، التى رفعت شعار "نحو اقتصاد عالمى ابتكارى ونشط ومترابط وشامل" .
 
بداية علينا أن نعرف ما هى "مجموعة العشرين"، ومن تضم وما هو هدفها..فكرة مجموعة العشرين بدأت خلال اجتماع وزراء مالية مجموعة السبع الكبرى فى العاصمة الأمريكية واشنطن سبتمبر 1999 عندما نبهت الأزمة المالية الآسيوية القوى الاقتصادية العالمية إلى الحاجة إلى دمج الدول الصناعية والاقتصادية الصاعدة فى صنع القرار الاقتصادى والمالى العالمى، وعقد الاجتماع التأسيسى للمجموعة فى برلين ديسمبر 1999 وحضره وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية بالدول الاعضاء بمجموعة العشرين، حيث تضم المجموعة أعضاء يمثلون 19 دولة وتكتل اقليمى واحد وتلك الدول هى الدول السبع الكبرى أى الولايات المتحدة، واليابان، والمانيا، وفرنسا، وبريطانيا، وايطاليا، وكندا بالإضافة إلى روسيا، والصين، والارجنتين، واستراليا، والبرازيل، والهند، واندونيسيا، والمكسيك، والسعودية، وجنوب افريقيا، وكوريا الجنوبية ، وتركيا، والاتحاد الاوروبى، وتساهم اقتصادات مجموعة العشرين بأكثر من 80% من إجمالى الناتج المحلى العالمى وبحوالى 80% فى التجارة العالمية، وتضم حوالى ثلثى سكان العالم.
 
ونظرا لان مجموعة العشرين هى آلية حوار غير رسمية تعمل تحت نظام المؤتمر النقدى والمالى للأمم المتحدة، فانها تعمل دون أمانة دائمة، ويعقد وزراء مالية ومحافظو البنوك المركزية بالدول الاعضاء بمجموعة العشرين اجتماعات سنوية برئاسة دورية، ويتم تشكيل فرق مهام عند الضرورة لمعالجة القضايا الرئيسية .
 
ورغم أن الدول المستضيفة للقمة تختار عادة مدن كبرى لعقد القمة بها، الا أن الصين خالفت كل هؤلاء، وقررت عقدها فى مدينة هانجتشو التى تعد مدينة قديمة وتتميز بمعالمها التاريخية وبتراثها الثقافى، كما تتميز بتنوعها البيئى من جبال خضرة ومياه، وأظهر تقرير أصدرته جامعة بكين مؤخراً تصدر هانجتشو لمؤشر مالية الإنترنت فى الصين، فى حين حلت بكين التى تحتوى على الشارع المالى والحى التكنولوجى تشونغ وانتسون، وشنجهاى التى تحتوى على لوجيازى فى المرتبتين السابعة والثامنة، كما باتت هانجتشو تتصدر مدن العالم فى الدفع عبر الأجهزة المحمولة، حيث تدعم أكثر من 98% من سيارات الأجرة وأكثر من 95% من الفضاءات التجارية وأكثر من 50% من المطاعم فى هانجتشو عمليات الدفع عبر الأجهزة المحمولة، وهناك حتى بعض أسواق الخضار والبائعين الذين يعتمدون الهاتف فى إتمام عمليات البيع.
 
أجمالاً فأن هانجتشو هى عاصمة التجارة الإلكترونية أيضا، وموطن خدمات التسليم السريع ومركز مالية الإنترنت دون منازع، وهى تمثل المدينة الصينية الأكثر ريادة فى الاقتصاد الجديد، وأختاراتها الصين لتكون نموذجاً أمام الدول الكبرى .
 
مشاركة الرئيس السيسى فى القمة ستركز على الموضوعات التى تهم الدول النامية بوجه عام، خاصة المتعلقة بأهمية تعزيز الجهود الدولية لتيسير اندماج الدول النامية فى الاقتصاد العالمى، وإتاحة المجال لاستفادتها مما يوفره من فرص ومزايا بما يساهم فى تحقيق نمو اقتصادى دولى مستدام، بالإضافة إلى التأكيد على ضرورة تقديم المساندة الفعّالة لهذه الدول فى سعيها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، بما فى ذلك تيسير نقل التكنولوجيا للدول النامية، ودفع حركة الاستثمار الأجنبى إليها، فضلاً عن ضرورة التزام الدول المتقدمة بتعهداتها فى إطار اتفاقية باريس لتغير المناخ، وتمكين الدول النامية من زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة وما يتضمنه هذا المجال من تكنولوجيا حديثة وصيقة للبيئة، أخذاً فى الاعتبار أن مصر تتولى رئاسة المجموعة الأفريقية المعنية بقضايا تغير المناخ .
 
ومن المقرر وفقاً لجدول مشاركة الرئيس فى القمة أن يشارك فى إفطار عمل يقيمه الرئيس الصينى شى جين بينج على شرف الرئيس، بالإضافة إلى عقد لقاءات ثنائية مع عدد من القادة والزعماء منهم الرئيس الروسى فيلاديمير بوتين، والرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند، ورئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى، ورئيسة كوريا الجنوبية، والرئيس الأرجنتينى ماكرى، وغيرهم من المسئولين الدوليين.
 
القمة التى ستعقد على مدار يوميى الأحد والاثنين، سيتولى خلالها الرئيس الصينى رئاسة أكثر من 10 اجتماعات، كما سيلقى بعض الخطب منها الكلمة الرئيسية لقمة أعمال العشرين وسيعرض أفكار الصين بشأن الاقتصاد العالمى والحوكمة الاقتصادية العالمية.
 
 القمة ستركز هذه المرة على قضايا عدة منها تقوية التنسيق فى السياسات وبناء مسارات جديدة للنمو والحوكمة الاقتصادية والمالية الفعالة والتجارة والاستثمار العالميان القويان، بالإضافة للتنمية الشاملة والمترابطة.
 
وتتميز قمة هانجتشو فى مشاركة الدول النامية الرئيسية، وهى مصر ولاوس وتشاد والسنغال وتايلاند وكازاخستان ، فهذه الدول ليست أعضاء فى مجموعة العشرين، وهو ما سيثرى النقاش بين الدل ذات الأقتصاديات الكبرى والدول النامية، وستعمل عل مد جسر من التعاون بينهم، حيث من المتوقع أن تطلق قمة هانجتشو عدة مقترحات لدعم الدول الأقل تقدما ومنها دول فى افريقيا، سواء من الدول المشاركة أو من رجال الأعمال المشاركين، حيث سيشارك اكثر من 800 رجل أعمال من أنحاء العالم، كما سيحضرها رؤساء شركات متعددة الجنسيات وشركات صغيرة ومتوسطة الصغر ورؤساء دول.
 
قمة هانجتشو تركز على 6 موضوعات رئيسية هى تمويل النمو ،والتجارة والاستثمار ،والبنية الأساسية ، والمشروعات الصغيرة والمتوسطة ، والتوظيف، ومكافحة الفساد، وستقدم توصيات قمة الأعمال الخاصة بالسياسات للقمة، كما سيكون هناك تركيز على موضوع مكافحة الفساد باعتباره موضوعا رئيسيا للقمة، حيث يتوقع خبراء ومتابعين أن يصدر عن القمة أتفاق على اقامة نظام لمكافحة الفساد من ثلاث نقاط هى اتفاق جميع الأعضاء على التعريف القانونى للفساد، وبناء آلية منسقة لتتبع الهاربين والأصول المسروقة، وتنسيق جهود الأعضاء فى تنفيذ القانون.
 
 
مصر تشارك فى القمة بأجندة واضحة، حددها الرئيس السيسى فى حديثه لوكالة الأنباء الصينية " شينخوا "، بقوله " أؤكد أن مصر تحرص من خلال مشاركتها على دعم أولويات الرئاسة الصينية، وتتعاون بشكل وثيق معها لتحقيق تلك الأولويات، كما أود أن أهنئ الرئاسة الصينية لما قامت به من جهد كبير وخلاق فى قيادة المجموعة هذا العام، وإعداد مجموعة هامة من المبادرات وخطط العمل فى مجالات مختلفة".
 
وأكد السيسى أن عنوان القمة "بناء اقتصاد عالمى إبداعى ونشيط ومترابط وشامل"، "يعكس بصدق ما يحتاجه الاقتصاد فى عالم اليوم، فهو يؤكد على بناء اقتصاد عالمى تتكاتف فيه جهود الجميع"، مضيفا أن "الدول النامية تحتاج إلى الخبرات الاقتصادية والقدرات التمويلية التى تمتلكها الدول المتقدمة، التى تحتاج بدورها إلى أسواق واعدة لتصريف منتجاتها فى الدول النامية"، موضحاً أن "العنوان لم يغفل الحاجة إلى الإبداع والابتكار من أجل إتباع أنماط اقتصادية موفرة للطاقة فضلا عن زيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة حفاظا على البيئة".








الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة