زينب عبد اللاه تكتب.. لماذا استهدف الإرهاب د. على جمعة؟.. آراؤه الصريحة حول الإخوان والتحريف المتعمد لفتاواه أهم الأسباب.. الجماعة وصفته بمفتى العسكر.. ومحاولة اغتياله رسالة من طيور الظلام لعلماء الأمة

الأحد، 07 أغسطس 2016 10:16 م
زينب عبد اللاه تكتب.. لماذا استهدف الإرهاب د. على جمعة؟.. آراؤه الصريحة حول الإخوان والتحريف المتعمد لفتاواه أهم الأسباب.. الجماعة وصفته بمفتى العسكر.. ومحاولة اغتياله رسالة من طيور الظلام لعلماء الأمة د. على جمعة
تحليل تكتبه زينب عبد اللاه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على مدار أكثر من خمسة حوارات أجريتها مع فضيلة الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، فى مناسبات وعلى فترات مختلفة كان يراودنى إحساس بعد كل منها بأنه حتما سيكون مستهدفا من جانب الجماعات المتشددة، خاصة الإخوان وحلفائها، وهو ما حدث فى مواقف كثيرة تم فيها استهدافه بتحريف العديد من فتاواه أو الهجوم الصارخ عليه، ووصفه بأوصاف ومسميات لا تليق بعالم مثله، حتى وصل هذا العداء ذروته بمحاولة اغتياله أمام مسجد الفضل بمدينة السادس من أكتوبر.
 
فلماذا تم استهداف الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق دون غيره من العلماء بعملية الاغتيال؟، ولماذا تناصبه الجماعات المتشددة بصفة عامة، وجماعة الإخوان بصفة خاصة العداء دائما؟
 
فى السطور التالية نحاول الإجابة على هذا السؤال الذى قد يتبادر إلى أذهان الكثيرين، من وحى متابعة مواقف الدكتورعلى جمعة، وتاريخ العلاقة بينه وبين الجماعات المتشددة.
 
- بدأ عداء الجماعات المتشددة للدكتور على جمعة منذ سنوات طويلة، حتى من قبل أن يتولى محمد مرسى وجماعة الإخوان الإرهابية حكم مصر، حيث كان يتم تحريف فتاواه بشكل واضح والتربص لكل لقاءاته، واجتزاء كلامه لشن هجوم عليه، خاصة ما يتعلق بدفاع قوات الأمن عن النفس أثناء إلقاء القبض على الإرهابيين، والتى كانت دائما يتم تحريفها بالادعاء بأنه يطالب قوات الأمن بقتل أعضاء الجماعات المتشددة أثناء القبض عليهم، وهو ما حدث عام 2004 حين كان جمعة مفتيا للجمهورية، وتم تحريف فتواه وحينها تحدثنا معه، وأكد أن هذا التحريف الذى تبنته بعض الجماعات يحمل تحريضا لقتله، وفسر فتواه مؤكدا أنه سئل عن حكم قتل من يرفع السلاح فى وجه قوات الأمن وجواز قتله فى حالة الدفاع عن النفس.
 
- شارك الدكتور على جمعة فى المراجعات الفكرية للجماعات المتشددة داخل السجون فى التسعينيات، والتى أسفرت عن تراجع عدد من أعضاء هذا الجماعات وعدولهم عن الفكر المتشدد، واستخدم العنف والقتل والتكفير، وكانت هذه المراجعات بمثابة اعترافات علنية صريحة من أبناء هذه الجماعات بأنها ضلت الطريق، ولعل هذا السبب كان بداية لميلاد العداء مع الدكتور على جمعة، لكشفه الانحراف الفكرى لهذه الجماعات.
 
- ظهر عداء جماعة الإخوان الإرهابية واضحا بعد تولى مرسى الحكم، وذلك بعدم التجديد للدكتور على جمعة فى منصب مفتى الجمهورية، على الرغم من النجاحات العالمية التى حققتها دار الإفتاء المصرية فى عهده.
 
- لم يحظ أى من علماء الدين فى مصر بهجوم ممنهج وعداء صارخ من جانب الإخوان وحلفائهم، مثلما حظى الدكتور على جمعة بسبب الجرأة التى اتسم بها، وآرائه الصريحة حول الجماعات المتشددة بصفة عامة وجماعة الإخوان بصفة خاصة، خلاف غيره من علماء الذين يطرحون آراءهم حول الجماعة على استحياء، أو يتحاشون الحديث عنها حتى وإن كانوا يرفضون نهجها.
 
- تزايدت حالة العداء للدكتور على جمعة بعد عزل مرسى نظرا لمواقفه الصريحة المؤيدة للجيش، وهو ما دفع الجماعات المتشددة إلى مهاجمته بعنف، والتربص بكل ما يصدر عنه من فتاوى وتحريفها، وأطلقوا عليه لقب مفتى العسكر، وهاجمه الدكتور يوسف القرضاوى وسماه الجنرال، وقابل جمعة هذا الهجوم بالتحدى، وأكد خلال حوار أجريناه معه عقب هذا الهجوم أنه فخور بلقب مفتى العسكر، وقال: "لم أنزعج من لقب مفتى العسكر أو الجنرال على جمعة، الذى أطلقته علىَّ جماعة الإخوان الإرهابية، ولن توقفنى عن قول الحق وبيان الشرع".
 
أوضح أن هذا اللقب يدل على تدين الجيش قائلا: "كانت هناك وظيفة فى دولة الخلافة تسمى مفتى عسكر، وهذا يدل على أن الجيش متدين، ويريد أن يجعل أعماله خالصة لوجه الله"، وعن الهجوم الذى تعرض له من جانب الدكتور يوسف القرضاوى والذى وصفه بالجنرال على جمعة قال المفتى السابق: "فخور بهذا اللقب الذى يعنى الفارس النبيل"، وقال عن القرضاوى خلال الحوار إنه باع دينه ووطنه على كبر".
 
- ادعت جماعة الإخوان الإرهابية أن الدكتور على جمعة حرض على قتلهم فى رابعة والنهضة، وذلك باجتزاء جزء من كلمة ألقاها أمام قيادات الجيش بعد عزل مرسى يقول فيها "اضرب فى المليان"، وبسؤالنا للمفتى السابق حول هذه الفتوى فى الحوار الذى أجريناه معه رمضان الماضى، أكد أنه لم يحرض على قتل الإخوان، وقال: "هذه الجماعة الإرهابية المحظورة وهؤلاء الخوارج دلسوا على الناس وتم اجتزاء كلامى، حيث قلت (من يرفع عليك السلاح اضرب فى المليان)، فقطعوا (من يرفع عليك السلاح) وتركوا (اضرب فى المليان)"، وأضاف أن الإخوان ادعوا أن هذا الكلام كان تحريضا على فض رابعة، مؤكدا أنه قاله بعد فض رابعة بأيام، حيث ألقى هذه الكلمة أمام قيادات الجيش المصرى يوم 18 أغسطس 2013، وتم فض اعتصام رابعة يوم 14 أغسطس، وهو ما يوضح أن دكتورعلى جمعة لم يخش وصف هذه الجماعة بالإرهابية ووصف الإخوان بالخوارج.
 
- تربص جماعة الإخوان بالدكتور على جمعة لم يقتصر عند حد تحريف الفتاوى فقط، ولكنها كانت تنتهز أى فرصة للهجوم عليه لفظيا أو حتى بدنيا، وهو ما حدث فى الهجوم الذى شنه طلاب الإخوان بجامعة القاهرة أثناء مناقشة جمعة لرسالة ماجيستير بكلية دار العلوم، حيث هاجموه وحاولوا التعدى عليه.
 
- كشف الدكتور على جمعة فى حوار سابق أجريناه معه فى 2013 أنه تلقى تهديدات بالقتل من المنتمين لجماعة الإخوان فى أوروبا، ومن بعض الإرهابيين من خلال خطوط غير مصرية للتمويه.
 
- قبل ساعات من محاولة اغتيال الدكتور على جمعة زعم محمد غورماز، رئيس الشؤون الدينية التركية، وجود علاقة بين مفتى مصر السابق وبين جماعة فتح الله جولن، المتهم بدعم انقلاب الجيش التركى على أردوغان، وهو ما يؤكد المحاولات المستمرة لتوجيه الاتهامات للمفتى السابق والتحريض عليه، كما جاءت محاولة الاغتيال بعد مقتل زعيم أنصار بيت المقدس على أيدى قوات الأمن فى سيناء، ويرجح الكثيرون أنها رد فعل انتقامى.
 
- فى النهاية فإن محاولة اغتيال الدكتور على جمعة رسالة واضحة من طيور الظلام والجماعات المتشددة لمحاولة إسكات أى صوت يعارضها ويكشف حقيقتها، واختيار الدكتور على جمعة تحديدا جاء لأنه أجرأ الأصوات وأكثرها صراحة فى الهجوم على هذه الجماعات، وذلك فى محاولة لإرهاب وتخويف العلماء للتراجع عن كشف حقيقة هذه الجمعات والتصدى لفكرها المتطرف، وهو الهدف الذى لن تناله هذه الجماعات، ومهما فعلت فلن تثنى العلماء عن الوقوف فى وجهها لحماية الأمة وشبابها، وهو ما أكده د. على جمعة عقب فشل محاولة اغتياله بإصراره على إلقاء خطبة الجمعة، لتوصيل رسالة بأنه لا يخاف من جماعات الشر، مؤكدا أن رجال الدين مستهدفون من قبل الجماعات الإرهابية، لأنهم ينشرون الحق، ويكشفون التفسيرات الخاطئة للنصوص القرآنية التى يعمل بها الإرهابيون.
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة