كتاب نهاية وول استريت يؤكد فشل فلسفة "دعه يعمل"

السبت، 06 أغسطس 2016 06:00 ص
كتاب  نهاية وول استريت يؤكد فشل فلسفة "دعه يعمل" نهايه وول ستريت
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"فى بداية عام 2006 فى عيد ميلاد لينكولن، حلم بوب رودريجيث حلما فى ضبابية نومه، رأى نفسه فى قاعة محكمة، كان رودريجيث فى قفص الاتهام، ومحام يلقى عليه أسئلة، هل السيد رودريجيث هو مدير شركة إف.بى. إيه. نيو انكم فاند، وهو صندوق استثمارى يستثمر فى السندات؟ نعم سيدى. هل قدمه على أنه عالى الجودة؟ نعم، مرة أخرى. وانحنى المحامى أقرب. هل اشترى سندات فانى ماى وفريدى ماك، المشروعات الاستثمارية المفلسة التى ترعاها؟ مشروعات ترعاها الحكومة المفلسة؟ وتقلب روديجيث فى سريره. نعم – لديه بالفعل، هكذا يصور روجر لونشتاين فى كتابه "نهاية وول ستريت" الحال فى أمريكا فى نهاية 2008.

والكتاب الصادرة ترجمته عن "القومى للترجمة" ترجمة "محمد حرفوش"يتناول ما حدث فى عالم الاقتصاد والشركات الأمريكية العملاقة التى وصفت بأنها "أكبر من أن تفشل" ، ويرصد كيف أفل العصر الذهبى لوول ستريت؟ وكيف عانت البنوك العالمية فى هذه الفترة وأطل على الجميع شبح أزمة الثلاثينيات والنكسة المالية الكبرى فى العالم.

يعرض الكتاب لفترة من أقسى الفترات الاقتصادية التى تفاقمت فى سنة 2008فى أمريكا، فالنظام المالى تقوض، والبنوك أصبحت لا تستطيع الإقراض، والمستثمرون لا يقترضون، والشركات لا يمكنها السداد، وملايين الأمريكيين مهددون بفقدان منازلهم، وخسر ملايين الأشخاص وظائفهم وتحطمت الأسواق الخاصة بالأسهم (أسوأ سقوط لها منذ ثلاثينات القرن الماضى)، وحطم حبس المنازل المرهونة كل رقم قياسى، وتقدم اثنان من ثلاثة من مصنعى السيارات فى أمريكا بطلب إعلان إفلاس، والبنوك نفسها فشلت بأعداد كبيرة وتحطمت الثقة فى نظام الأسواق الأمريكية التى كان يعتقد أنها بلغت قمة مثالية فى فلسفة "دعه يعمل".

ويرى الكتاب أن الأزمة قديمة ترجع منذ بدأ التمويل يصبح هو صناع النمو، وقام وول ستريت بمهارة فائقة بتحويل الأصول إلى أوراق مالية: قروض الطلبة، وديون المستهلك، وفوق كل هذا الرهون العقارية، وانتشر الرخاء فى هذه الحقبة بتساو أقل، وتخلف عمال المصانع ذات المداخن فى المنافسة العالمية، لكن مديرى العمليات المالية الذين أتقنوا تعقيدات وول ستريت حلقوا بأجنحة من ذهب. وأصبح التمويل فى ذلك الوقت شيئاً لا تقربه البلادة، والأسواق حيوية ومتغيرة دوماً، ونشط الأمريكيون المتوسطون كى يجاروا وتزايد لجوؤهم للاقتراض.

وتفشت الأزمة الخاصة بالرهون العقارية عالية المخاطر على مدى 18 شهراً، وكانت كل الشركات البارزة فى تقديم هذه الرهون العقارية، والتى بدأت فى التعثر فى بداية عام 2007، كانت جميعها، إما أنها انتهت أو تم الاستحواذ عليها، أو على قائمة الشركات التى فى وضع حرج، وأيضاً نزفت أزمة الرهون العقارية عالية المخاطر بشكل كامل فى وول ستريت. فمئات المليارات من الدولارات بالفعل من الرهون العقارية تحولت إلى أوراق مالية ثانوية غربية خزنت فى سجلات البنوك البارزة لوول ستريت، ناهيك عن المحافظ المالية الاستثمارية حول العالم. وبحلول نهاية صيف عام 2008، لم يستطع وول ستريت ولا العالم الأوسع، تفادى الضربة الوشيكة.

ومؤلف الكتاب "روجر لونشتاين"، هو مؤلف سابق لأربعة كتب قام بالتغطية الصحفية لوول ستريت جورنال لأكثر من عقد من الزمن، وهو كاتب حالياً فى مجلة نيويورك تايمز ومطبوعات أخرى وكاتب عمود لبلومبيرج، ومن مؤلفاته "بينما تشيخ أمريكا وأصل الانهيار وعندما فشل العباقرة وبافيت: صناعة رأسمالى أمريكى".



 


موضوعات متعلقة..


أزمة اقتصادية طاحنة فى اليمن بسبب ارتفاع أسعار العملات الأجنبية










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة