رشا الشايب تكتب: إلى من يهمه أمر هذا الدين

السبت، 27 أغسطس 2016 08:00 م
رشا الشايب تكتب: إلى من يهمه أمر هذا الدين الأزهر الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

انتشر فى الآونة الأخيرة على صفحات الفيس بوك عدد مهول من الأحاديث والتى تُنسب كذباً وبهتاناً لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، أحاديث تنشرها صفحات كثيرة إذا تتبعتها لا تصل لشىء.

 

أحاديث أقل ما توصف به أنها تشويه للسنة النبوية الشريفة باعتبارها ثانى مصدر من مصادر التشريع للشريعة الإسلامية، كحديث عن دعاء إن قرأته مرة فى العمر فكأنك حججت وختمت القرآن وأعتقت وتصدقت 360 مرة وبمجرد قولك للدعاء: رُفع عنك الفقر وأمنت من سؤال منكر ونكير وحُفظت من موت الفجأة وحُرمت عليك النار وحُفظت من ضغطة القبر ومن غضب السلطان الجائر والظالم، هل هذا كلام يصدقه عقل؟؟ هذا أشبه بالأوهام! مثل هذا النوع من الأحاديث يُضلل العامة ويصرفهم عن مضمون شريعتهم الإسلامية وما تحمله من عبادات ومعاملات أتى بها وأمر بها أمته رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

وهناك أحاديث أخرى تحمل أدعية كثيرة ولكى ينشرها من جمعها لأكبر عدد من الناس يُذيلها بجملة ( قال الرسول صلى الله عليه وسلم أن من أبلغها للناس أو لسبعة من الناس فرّج الله همه أو استجاب له دعوته ) وآخر يجمع علامات الساعة ويكتب فى نهايتها قال الرسول أن من أبلغها للناس فله مكاناً فى الجنة !

 

والله إنه لعجب العجاب لكى ينشروا ما يريدون على نطاق أوسع يضعون بكل بساطة واستخفاف جملة قال الرسول، وكل ذلك على شبكات التواصل الاجتماعى ذات الجماهيرية العريضة والانتشار الواسع، هذا بالإضافة إلى عدد كبير من الحكم والمواعظ والأقوال المأثورة والتى تُنشر على شبكات التواصل على أنها أحاديث للرسول صلى الله عليه وسلم وغيرها الكثير والكثير.

 

لا أعلم من هم وراء ذلك ولكن من السهل معرفتهم والوصول إليهم إذا تم التتبع المنهجى السليم لهم، وفى ذلك أساليب عدة لا تخفى على الجميع.

 

وفى النهاية أتساءل أين رجال هذا الدين؟ إن لهذا الدين رجال يحموه أليس كذلك؟!! أين المؤسسات الدينية الإسلامية؟ أين الأزهر الشريف؟ دار الإفتاء؟ وزارة الأوقاف؟

 

لماذا لا يتم حصر هذه الأحاديث المضللة وتتبع مصدرها بدقة لمعرفة من ينخر فى صُلب السنة النبوية؟ لماذا لا يتم إنشاء لجان إلكترونية تابعة للمؤسسات الدينية تكون مهمتها متابعة تلك الأحاديث الضالة المنتشرة على صفحات التواصل الاجتماعى والعمل على تصحيحها بعد البيان للناس ما تحمله من كذب وتضليل؟ وليس ذلك فقط بل العمل على منع تلك الأحاديث من الوصول للناس ومحاربتها بكل الطرق، نريد حملة شاملة غرضها التطهير وكشف المدلسين، لماذا أيضاً لا تقوم المؤسسات الدينية وعلى رأسها الأزهر الشريف بتوضيح الطرق السليمة والدقيقة للعامة لمعرفة ما إن كان الحديث صحيح أم لا؟

 

نريد حملة واسعة وسريعة، أكرر، سريعة من جميع المؤسسات الدينية يكون هدفها هو نسف الأحاديث غير الصحيحة ومنع وصولها للعامة وليس فقط القيام بإنكارها وبيان كذبها على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

 

ولا أُنكر قيام دار الإفتاء مؤخراً بإيضاح كذب بعض الأحاديث المنتشرة على الفيس بوك ولكن دورها يقتصر فقط على الرد عن أسئلة الجمهور بشأن بيان صحة الحديث من عدمه، فهذا الدور محدود وبسيط للغاية والمطلوب منها أكثر من ذلك بكثير .

 

 

إن الخطورة ليست فقط فى ظهور هذه الأحاديث العجيبة على صفحات الفيس بوك، ولكن الأخطر أن العامة يقومون بإعادة نشرها مرات ومرات دون النظر إلى متنٍ أو سندٍ أو حتى مخاطبة موضوع الحديث للعقل أو المنطق السليم.

 

لذلك أدق ناقوس الخطر، محاربة هذه الظاهرة بات أمراً ضرورياً ويجب أن يُعاقب كل من تسول له نفسه أن يُحرف ما جاءت به السنة النبوية أو أن يَكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأرى أن أفضل عقاب لهؤلاء أن يُطبق عليهم الحد الأقصى من قانون العقوبات الخاص بازدراء الأديان .

لن يستقيم الأمر ولن تُحل القضية إلا بعقاب المضللين الغاوين، أما مؤسساتنا الدينية استفيقوا يرحمكم الله قبل فوات الأوان !! 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

Yara

صدقتي

يجب نشر وتوضيح الفروق للكافه لعدم اختلاط الامر ونسب احاديث مكذوبه وتأكيد انتشار مثل هذه العادات والحفاظ علي الدين بعيد عن العبث والاستخفاف

عدد الردود 0

بواسطة:

عبير السعيد

موضوع مهم جدا ورائع

موضوع مهم ومنتشر هذه الايام بصوره مرعبه وتناولت الكاتبه الموضوع بطريقه موضوعيه وبحيادية تامه وغيرة على دينها الحنيف جزاها الله خير الجزاء على هذه المقاله المهمه

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة