حــســن زايـــــد يكتب: كلمة الرئيس الموجعة

الجمعة، 26 أغسطس 2016 04:00 م
حــســن زايـــــد يكتب: كلمة الرئيس الموجعة حــســن زايـــــد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليس على سبيل المصادرة ـ أو التقييد ـ لحرية التعبير عن الرأى، ولا المصادرة ـ أو التقييد ـ على الحق فى الكلام. ولا مصادرة ـ أو تقييد ـ على حرية المناقشة أو الجدل أو المشاركة بالقول، أو الإشارة. وإنما فقط على سبيل الرصد. فقد تلاحظ لنا أن بعضنا ـ إن لم يكن معظمنا ـ يستهويه الكلام عَمَّال ـ العمال: كثير العمل أو الدائب عليه، على بَطَّال ـ والبطال كثير التوقف عن العمل، فيما يعنيه، وفيما لا يعنيه، وفيما يفهم، وفيما لا يفهم، وبمناسبة، وبدون مناسبة. وقد تعددت أسباب ذلك تعدداً يستعصى على الحصر، من بينها: تزجية وقت الفراغ، والرغبة فى الشعور بالإمتلاء ممن يعانى خواءًا نفسياً وفكرياً، أو الرغبة فى إثبات الوجود لمن تعافه الأعين، وتدفعه الأيدى، وتغلق فى وجهه الأبواب، أو نتيجة الإحساس المتضخم بالأنا، أو من ذوى الضمائر الوارمة، أو من باب الإستعراض الفكرى فى مواجهة الغير. ويبقى لدينا فئتين من الناس، فئة متخصصة محكومة بالفهم والإدراك الصحيح للأمور، وتلك الفئة تدلى بدلوها فى تلك الأمور التى لها علاقة بتخصصها، ومجال معرفتها. وفئة أخرى مأجورة من الغير، أو تعمل لحسابها الخاص. الفئة المأجورة إما أنها مأجورة لمصلحة جماعات داخلية، سواء كانت جماعات مصالح أوجماعات دينية، أو جهات خارجية تعمل على تخريب مصر. 
 
أما الفئة التى تعمل لحسابها الخاص، فهى تلك الفئة التى ترى فى نفسها الصلاحية للقيام بدور ما، فإن لم يتم اختيارها لسبب أو لأخر، دارت فى فلك من أفلاك جماعات المصالح أو الضغط أو الجماعت الإسلامية المتطرفة. والكلمة، سواء كانت كلمة مقروءة، أو مسموعة، أو مرئية، أو كل ذلك، لها خطرها وأهميتها. فى التنزيل: " يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون. كبر مقتًا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون" ( الصف: 2-3 ). "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد " ( ق: 18 )." وإذا مروا باللغو مروا كرامًا " (الفرقان: 72). وفى الحديث: " فليقل خيرًا أو ليصمت " ( متفق عليه ). "مَنْ سلم المسلمون من لسانه " (متفق عليه). " أمسك عليك لسانك " ( الترمزى ). فالكلمة لها دورها وتأثيرها الفاعل ـ سلباً أو إيجاباً ـ على الفرد والمجتمع. ولذا فإن أجيال الحروب التالية على الحرب الخشنة تعتمد فى الأساس على الكلمة. والكلمة فى هذه الحروب أصبحت أقرب إلى الخلايا السرطانية التى يجرى حقنها فى أجساد المجتمعات. وتؤتى تلك الخلايا أكلها فى صورة انهيار كامل فى المجتمعات من الداخل، لعجزها عن المقاومة، وفشلها فى تخليق خلايا بديلة لتلك الخلايا المصابة. ومصر هى إحدى الدول التى تتعرض لهذا النوع من الحروب حالياً وقد بدأ العنصر البشرى فى هذه الحرب فى التحرك على الأدمغة من خلال المشاكل التى ورثتها مصر / الثورة باعتبارها مشاكل آنية ترجع إلى النظام الحالى. مستهدفاً أمرين: الأول هو استمرار انهاك مصر تمهيداً للإجهاز عليها. الثانى: هو التشهير بالنظام الحالى، وتشويهه، وتبغيضه للشعب، حتى يفقد ما كان يتمتع به من ظهير شعبى، والعبث فى أدمغة هذا الظهير، حتى ينقلب عليه، أو يتخلى عنه، فيقف وحيداً، عارياً، بلا ظهير يدفعه للأمام. ومن هنا يسهل إسقاطه. ففضلاً عن عدم وجود ظهير سياسى يتحرك فى الشارع على برنامج الرئيس وسياساته وإنجازاته، فإن الظهير الشعبى لا يمثل كتلة متماسكة صلبة يمكن الركون إليها، بالرغم من حالة الوعى والقدرة على الفهم والتقييم والفرز التى تتمتع بها هذه الكتلة. 
 
وبالرغم من إدراكنا جميعاً لحجم التحدى الهائل الذى يفوق التصور، نرى الرجل وقد حقق إنجازات ضخمة فى أزمنة كسرت الأزمنة القياسية العالمية على نحو يفوق الخيال. ومع ذلك نجد من يسحب الناس إلى الإستغراق فى تفاصيل التفاصيل فى المشاكل اليومية التى يمكن الصبر عليها، حتى تخرج مصر من الشرنقة التى مكثت بين خيوطها لسنوات طويلة، ولم يعد يجدى مع مشاكلها نظام المسكنات، أو الحلول الجزئية العاجلة، وليس أمامها سوى النهوض بكليتها، حتى ولو ارتفعت الكلفة والمعاناة. ومن هنا كانت كلمة الرئيس الموجعة التى وردت فى حديث الرئيس مع رؤساء تحرير الصحف القومية، حيث قال: " أقول بوضوح إن التحدى هائل، وإننا نعيش وقتاً من أصعب الأوقات، وإن مستقبل الأمة على المحك ". وقال: " نعم أنا مقاتل، لكن ظهر المقاتل وسنده هو شعبه... يظل يقاتل طالما الشعب فى ظهره، فإذا ما تخلى عنه، لا يستطيع القتال ". إنها كلمات صعبة، لا يقولها الرئيس إلا إذا كان موجوعاً. وهنا يأتى التساؤل: هل نتخلى عن الرئيس ؟!.. المواطن المصرى الذى يحب بلده، ويخوض من أجلها التحديات.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة