ابن الدولة يكتب: فى الاقتصاد والسياسة.. الحقيقة مؤلمة لكنها أفضل من الخداع.. من يرفعون الأصوات بالشكوى هم من يرفضون دفع الضرائب.. الأمر ليس بحاجة لعنتريات وإنما لسياسات.. والمعارض مطالب بتقديم الأفكار

الإثنين، 15 أغسطس 2016 09:00 ص
ابن الدولة يكتب: فى الاقتصاد والسياسة.. الحقيقة مؤلمة لكنها أفضل من الخداع.. من يرفعون الأصوات بالشكوى هم من يرفضون دفع الضرائب.. الأمر ليس بحاجة لعنتريات وإنما لسياسات.. والمعارض مطالب بتقديم الأفكار ابن الدولة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نقلا عن العدد اليومى..

لم يعتد كثيرون على أن يجدوا كل خطوة معلنة واضحة، وأن الإجراءات الاقصادية تتم بشكل واضح ويتم شرحها أمام الناس، ويفضل البعض أن تبقى الأمور مخفية أو تجرى بسرية، ومن دون إعلان، نقصد الحديث عن إجراءات إصلاح اقتصادى وهيكلة للدعم وتخفيف الأعباء عن الموازنة لصالح توفير النصيب الأكبر للتعليم والصحة، وهى مطالب عاجلة وضرورية وتحتاج لمليارات أو مئات المليارات، الأفضل هو تشخيص المشكلة حتى يمكن علاجها، والاعتراف بأن الواقع الاقتصادى أو التباطؤ فى النموصعب، ونواجه تحديات، مثلما تواجه دول كثيرة نفس التحديات بسبب انخفاض أسعار النفط، مع الأخذ فى الاعتبار أن هناك ارتفاعا سكانيا متواصلا، وتراكمات، وعجزا بسبب توقف ما يقرب من 100 مليار جنيه دخل السياحة التى تسعى الدولة لاستعادتها.

ووسط كل هذا هناك مطالب برفع الرواتب والمعاشات وتحسين الخدمات التعليمية والصحية، وطرق ومدن سكنية وإعانات للفقراء ومشروعات للتنمية، نفس هؤلاء أو لنقل بعضهم يرفضون أى إجراءات اقتصادية، يطلبون التوقف عن البناء أو التعمير أو التنمية والاكتفاء بالحديث الحلو من الرئيس والحكومة ليبشروهم بالخير بلا عمل.

يتحسن أداء الخدمات وتتوقف الكهرباء عن الانقطاع، لكن نفس من كانوا يصرخون من الانقطاع يرفضون أى تعديلات فى أسعار الكهرباء ومن يهدرون ملايين الأمتار من المياه النقية يرفضون دفع ثمن هذه المياه، فى وقت يحافظ العالم المثالى بالنسبة لهم على كل قطرة ماء وتباع مياه الشرب حتى لو كانت لديهم أنهار.

فى كل دول العالم فإن من يرفض إجراءات أو سياسات يقدم بدائل وينتقد وفى جيبه حلول، واللافت للنظر أن من يرفعون الأصوات بالشكوى هم من يرفضون دفع الضرائب، ومن يطالبون بتقنين الاقتصاد السرى يريدون استمرار هذا الاقتصاد.

ولحسن الحظ فإن الأغلبية من الشعب تعرف أن هناك صعوبات اقتصادية لكنهم يقدرون ما يتم إنجازه ولا أحد يطالب مثل بعض خبراء الغيرة بأن تتوقف هذه المشروعات، لأنهم يعرفون أنها الطريق للتنمية، وأن التقدم لن يصنع بين يوم وليلة، وإن كل تأخير فى الإصلاح الاقتصادى ومواجهة عجز الموازنة يترتب عليه تأثيرات سلبية تتضاعف، هكذا يتحدث الرئيس عن إنشاء 4 مدن جديدة فى الصعيد.. وبناء 800 ألف شقة تنتهى خلال عامين.

هل يمكن أن يجيب عباقرة الغضب النظرى من أين يمكن تدبير تكلفة هذا، وهل يتصور هؤلاء أن أموال هذه المشروعات تأتى من السماء، لابديل عن تقليل الفجوة بين الموارد والمصروفات، وخفض عجز الموازنة، ولابد من ترشيد الدعم ووصوله لمستحقيه، 150 ألف وحدة سكنية لسكان المناطق الخطرة تمويل برامج الضمان وزيادة المعاشات، إقامة أنفاق فى سيناء، ومزارع سمكية وحيوانية وزراعة، الأمر ليس بحاجة إلى عنتريات، وإنما لسياسات، ومن يعارض عليه أن يقدم أفكارا أو انتقادات علمية. وليس مجرد كلام نظرى، أثبتت التجارب أنه يبقى مجرد كلام.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة