يتعرض مرضى السرطان لمشكلة كبيرة وهى التغذية حيث يتعرض الكثير من مرضى السرطان لسوء التغذية والإصابة بالهزال، وفقدان الوزن نتيجة فقد الشهية، وعدم قدرتهم على تناول الطعام، ومن ثم تتدهور حالتهم الصحية حيث أن جهاز المناعة عندما يكون قوى يكون قادر على مقاومة السرطان.
لذلك وضع أطباء التغذية قواعد معينة لتغذية مريض السرطان ليصبحوا قادرين على مقاومة مرضهم..
فقد كشفت الدكتورة هبة سعيد مدرس التغذية العلاجية بالمعهد القومى للتغذية أن هناك تغييرات تحدث فى المغذيات الكبرى لدى مريض السرطان خلال تناوله الطعام، موضحة أن الخلايا السرطانية تتغذى فى الأصل على الجلوكوز الناتج من تحلل النشويات، وتحدث بعض التغييرات الحيوية فى الجسم لإنتاج الجلوكوز لإنتاج تلك الخلايا، وبالتالى يفقد المريض وزنه ويصاب بالهزال.
وقالت إن هناك تغييرات تحدث فى المواد النشوية خصوصا التى تؤدى إلى فقدان الكثير من السعرات الحرارية، وبالتالى فقدان الوزن، وكذلك يحدث تغيير فى النسيج الدهنى، مما يؤدى إلى فقدانه، وفقدان العضلات والتى تسبب حالة الهزال لمريض السرطان بعد فترة.
وقالت إنه لتعويض ما يفقده مريض السرطان، يجب زيادة المتناول من السعرات الحرارية، بالإضافة إلى الاهتمام بالمغذيات الكبرى مثل البروتين والدهون والسكريات والمغذيات الصغرى مثل الأملاح المعدنية والفيتامينات، وذلك باتباع نظام غذائى مناسب للحالة من حيث السن ونوع المرض، مع مراعاة التأثيرات الناتجة عن العلاج الكيميائى والإشعاعى ومحاولة التغلب عليها.
وأكد الدكتور سيد حماد مدرس التغذية بالمعهد القومى للتغذية، أنه من المهم جدًا تغطية الاحتياجات الغذائية لمريض السرطان، خاصة من الطاقة والبروتين والكربوهيدرات والدهون كذلك الأملاح المعدنية والفيتامينات مع تأمين القدر الكافى من السوائل.
وقال الدكتور سيد حماد يجب اتباع الأسس السليمة لتخطيط الوجبات الغذائية لهذه الفئة من المرضى، من خلال الفريق الطبى المكون من طبيب التغذية وأخصائى التغذية المتخصص.
وأشار إلى أنه تعتبر أفضل الطرق لتخطيط الوجبات الغذائية هى استخدام بدائل الأغذية لتصميم الأنظمة الغذائية اليومية، مع رفع الوعى الغذائى للمرضى، وتدريبهم على كيفية استخدام البدائل الغذائية والاستفادة منها فى تناول الأطعمة المتاحة والمفضلة له من خلال ثقافتهم وعاداتهم الغذائية، وكذلك مستواهم الاقتصادى دون الإخلال بتغطية احتياجاتهم الغذائية المناسبة لكل مريض.
وأوضح أن لكل مريض فى حدود 50 إلى 60% من النشويات ويفضل أن يكون معظمها من النشويات ذات المؤشر السكرى المنخفض مثل الحبوب الكاملة والمحتوية على نسبة عالية من الألياف، ومن 20 إلى 30% من الدهون على أن تكون الدهون المشبعة أقل من 7% لأن الدهون المشبعة تسبب أمراض القلب، وتشجع على حدوث الأورام السرطانية، ويفضل زيادة المتناول من الدهون "أحادية عدم التشبع" وكذلك الدهون المحتوية على الأوميجا 3 كمواد مادة للأكسدة.
وأشار إلى أنه بالنسبة للبروتين فيفضل أن يكون من 10 إلى 20%، ويفضل أن يكون من البروتين الجيد، مثل الأسماك واللحوم البيضاء، كما يمكن الاعتماد على البقوليات كمصدر جيد للبروتين.
وأكدت الدكتورة جلسن صالح، أستاذ التغذية العلاجية بالمعهد القومى للتغذية، أن هناك تحديات تتعلق بتغذية مرضى الأورام، نتيجة فقدان الشهية الشديد بسبب أن الورم يفرز مواد بالجسم تؤدى إلى فقدان الشهية، فيصاب المريض بالهزال الشديد، ويصاب بالأنيميا الحادة بسبب الأعراض الجانبية للعلاج الكيماوى، والإشعاعى وفقدان الشهية الحاد.
وقالت الدكتورة "جلسن" إنه عند تعرض المريض للإشعاع فى منطقة الرأس والصدر يصاب المريض بجفاف الحلق، وتقرحات الفم، واللسان، وصعوبة البلع، مما يؤثر على حالته التغذوية، وعند استئصال جزء من الأمعاء أو الجهاز الهضمى يصاب بمتلازمة الأمعاء القصيرة، مما يؤدى إلى سوء امتصاص المواد الغذائية والإسهال مع خروج الطعام بدون هضم.
وأشارت "جلسن" إلى أنه من نتائج العلاج الكيماوى يصاب المريض بقىء شديد وغثيان مصاحب لإسهال، أو كل على حدة، موضحة أنه فى حالات سوء التغذية الشديد أو فى حالات استئصال جزء من الجهاز الهضمى اللجوء إلى التغذية من خلال التغذية الأنبوبية، أو تغذية وريدية حسب حالة المريض، موضحة أنه يتم تحديد التغذية المناسبة حسب حالة كل مريض من خلال فريق من الأطباء المتخصصين، يشمل طبيب وأخصائى تغذية وممرضة متخصصة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة