"العنف يغزو المجتمع".. طفلة تدس السم لأسرتها بتحريض من عشيقها.. وعامل يذبح طفلة رضيعة انتقاما من والدها.. وإجبار عامل على ارتداء قميص نوم حريمى بالشارع.. وخبراء أمنيون يحذرون من "الأفلام والمسلسلات"

السبت، 09 يوليو 2016 06:08 ص
"العنف يغزو المجتمع".. طفلة تدس السم لأسرتها بتحريض من عشيقها.. وعامل يذبح طفلة رضيعة انتقاما من والدها.. وإجبار عامل على ارتداء قميص نوم حريمى بالشارع.. وخبراء أمنيون يحذرون من "الأفلام والمسلسلات" إجبار عامل على إرتداء قميص نوم حريمى بالفيوم
كتب بهجت أبو ضيف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتشرت فى الآونة الأخيرة عدة مشاهد واقعية تشير إلى مدى العنف الذى يعانى منه المجتمع، خاصة مع ابتكار وسائل وأساليب جديدة ودموية فى إرتكاب الجرائم، وأشارت أصابع الإتهام إلى الدراما التلفزيونية والأفلام التى يتم عرضها لمساهتمتها بشكل كبير فى نشر العنف والبلطجة وإثارة الغرائز لدى المواطنين، وهو ما يؤدى إلى وقوع مثل تلك الجرائم الغريبة على المجتمع المصرى.

من بين تلك المشاهد التى أثارت المجتمع فى الأيام الماضية، تحريض رجل مسن يبلغ من العمر 62 عاما لفتاة تبلغ من العمر 13 عاما فى محافظة الإسماعيلية تربطه بها علاقة جنسية منذ سنوات، على دس السم لأفراد اسرتها للتخلص منهم مما أسفر عن وفاة والدها وإصابة والدتها وشقيقيها.

منطقة حدائق القبة بالقاهرة، شهدت جريمة قتل عامل لابنة "عديله" البالغة من العمر عام ونصف بواسطة ذبحها بموس حلاقة ثم خنقها إنتقاما من والدها بسبب غيرته منه.

وكان المشهد الأخير الذى تسبب فى إثارة الضجة، نشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعى والذى يظهر إجبار أحد الأشخاص على إرتداء قميص نوم "حريمى" وتصويره بالشارع لإذلاله بسبب خلافات مع أسرة زوجته.

اللواء محمد نور، مساعد وزير الداخلية الأسبق والخبير الأمنى، ذكر أن الدراما المصرية والأفلام السينمائية أصبحت تمثل خطورة على المجتمع، حيث تساهم بشكل كبير فى تشويهه، بالإضافة إلى تقديم نماذج إجرامية فى صورة "الأبطال" وتحويلهم إلى قدوة للشباب الذى يحاول تقليدهم سواء فى الشكل الخارجى مثل تقليد لحية الفنان محمد رمضان فى مسلسل الأسطورة أو تقليد طريقة الكلام وإستخدام الألفاظ والكلمات والإيفهات الخاصة بتلك النماذج، وهو ما حدث واقعيا فى الاعتداء على أحد الأشخاص وإجباره على إرتداء قميص نوم نسائى وتصويره فى ذلك الوضع المخل أمام المارة فى الشارع لإذلاله بسبب خلافات عائلية مع أفراد أسرة زوجته وهو المشهد الذى تجسدت تفاصيله فى مسلسل الأسطورة.

وأضاف "نور"، أن العنف الذى يتم تقديمه فى الأفلام والمسلسلات يساهم بشكل كبير فى التأثير السلبى على السياحة والدولة بشكل عام، حيث يتم تقديم صورة غير حقيقية لأخلاق وتعاملات المصريين وهو ما يدفع السائحين للخوف من زيارة مصر خشية تعرضهم للإيذاء سواء بالتحرش أو السرقة والبلطجة على خلاف الحقيقة.

وشدد الخبير الأمنى على ضرورة أداء أجهزة الدولة واجبها تجاه محاربة كل ما يشوه المجتمع ويقدم صورة سلبية للمصريين تظهرهم كأنهم عتاة إجرام وتجار سلاح ومخدرات، وذلك من خلال مراجعة سيناريوهات المواد الإعلامية قبل عرضها على الشاشة ومنع المسىء منها.

كما أكد أن العنف الذى تحاول الأفلام والمسلسلات إظهاره على أنه منتشر فى المجتمع المصرى، يعد أحد أهم أسبابه تلك المواد الإعلامية التى تقدم للمشاهد، حيث دائما ما تظهر رجال الشرطة على أنه مرتشى أو خائن ومتواطىء مع أفراد العصابات، بالإضافة إلى الإيحاء للمشاهد أن من يتعرض للظلم عليه أن يحصل على ثأره بيده، وأن اللجوء إلى القانون معناه ضياع الحقوق، وهو ما يدفع المواطنين للجوء فى أحيان كثيرة إلى أساليب البلطجة وحيازة الاسلحة.

من جانبه، أوضح اللواء رشيد بركة مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن العنف الذى تتحدث عنه الدراما خاصة المذاعة فى شهر رمضان فى العديد من المسلسلات، خاصة مسلسل الأسطورة ظهر بشكل واضح نتيجة أحداث الإنفلات الأمنى التى تلت ثورة يناير وتعرض أقسام الشرطة للاقتحام والحرق، حيث ظهر العديد من البلطجية الذين بدأوا فى ممارسة نشاطهم الإجرامى على المواطنين، إلا أنهم سرعان ما اختفوا عقب عودة جهاز الشرطة ونجاحه فى السيطرة على عتاة الإجرام وضبط الهاربين من السجون وإعادتهم إليها مرة أخرى.

وأضاف:" رغم أن الأونة الأخيرة شهدت عدة جرائم بشعة مثل الحادث الذى راح ضحيته طفلة رضيعة على يد أحد أفراد عائلتها، حيث قام بذبحها بموس ثم خنقها لينهى حياتها بمنطقة حدائق القبة نتيجة غيرته من والدها وغيرها من الجرائم التى شهدتها محافظات مصر، إلا أن ذلك العنف يعد ضيفا على المجتمع المصرى ولا يصل إلى درجة الظاهرة".

وأرجع بركة تلك الجرائم البشعة والابتكار فى وسائل إرتكابها إلى زيادة المناطق العشوائية والضغوط التى يعانى منها الشباب من الناحية الإقتصادية وعجزهم عن الحصول على فرص عمل ووحدات سكنية بالإضافة إلى إرتفاع الأسعار، حيث يهرب العديد منهم من الواقعة باللجوء إلى تعاطى المواد المخدرة التى تتسبب فى وقوع مثل تلك الحوادث البشعة.

وطالب بسرعة إتخاذ الإجراءات الازمة التى من شأنها القضاء على الروتين فى المحاكم والتخلص من بطىء إجراءات التقاضى التى يعانى منها المجنى عليهم، حيث يفشل الضحية فى الحصول على حقه إذا قرر اللجوء للقانون إلا بعد مرور عدة سنوات، وهو ما يدفع بعضهم إلى إتخاذ قرار بالثأر لنفسه باللجوء إلى أعمال البلطجة.

بدوره، قال الدكتور رشاد عبد اللطيف، أستاذ تنظيم المجتمع بكلية الخدمة الاجتماعية جامعة حلوان، إن العنف الذى طغى على المجتمع المصرى يعود إلى عدة أسباب منها ضعف الوازع الدينى، والابتعاد عن تنفيذ أوامر الدين وأخلاقه، بالإضافة إلى إستخدام الأسرة أساليب خاطئة فى تربية الأطفال وتنشأتهم مجتمعيا.

وأضاف عبد اللطيف، أن من بين تلك الأسباب التى تؤدى إلى زيادة العنف عدم رضاء الشباب بالواقع وسعيهم لتغييره وتبديله بطريقة سريعة وسهلة دون الإلتزام بالطرق المشروعة فى العمل والاجتهاد، مشددا على ضرورة مساندة الدولة الشباب للحصول على وظائف وشقق سكنية لتوفير حياة كريمة لهم، مع ضرورة إبتعاد الإعلام عن المواد الإعلامية التى تعتمد على تحريك الغرائز.

الموضوعات المتعلقة..



العثور على جثة لشخص مجهول داخل مياه ترعة بالجيزة










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة