كرم جبر

توقيت تدخل الرئيس

السبت، 30 يوليو 2016 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

توقيت تدخل الرئيس



حتى كلمة «شفافية» فقدت معناها، واتفقت «بعض» تيارات التحريض فيما بينها ضمنيا على العبث بالأحداث الصعبة الصغيرة والكبيرة، وأن يتم نشر غسيلها أولا بأول حتى لو كان متسخاً، وأستطيع أن أسوق مائة مثال للاستهداف الإعلامى، والأثر السلبى لترويج انطباع كاذب بأن الدولة المصرية مرتبكة، وعادت الزفة الإعلامية حول المستقبل والخوف على مصر، ومصر أين وإلى أين؟

كان هدوء الدولة وصبرها محفزاً لإعادة نشاط جماعات التخريب، وأبرزها تجار العملة وصناع الفتن الطائفية، وظنوا أن الطرق مفتوحة لمرورهم، وغابت عنهم حقيقة مهمة منذ فجر الفراعنة، هى أن قوة الدولة المصرية تكون فى هدوئها وصبرها، وأنها كلما بدت هادئة ومستكينة، كانت قوية وواثقة، وأنها لم تحضر العفريت ولكن لديها القدرة على صرفه.. عفريت الفوضى الذى ولد خارج رحم الممارسة الديمقراطية.

جاء تدخل الرئيس فى الأسبوع الماضى فى توقيت مناسب، ليس بالسرعة المتعجلة ولا بالتأخير الضار، لحسم القضايا التى ظل الإعلام بقصد أو بحسن نية، يشعل فيها النار منذ عدة أسابيع، ففى قصية سعر الصرف أظهرت الدولة قوتها، فدخل تجار العملة الجحور وتراجعت بلطجة الدولار، بعد تحالف الإعلام العشوائى والاقتصاد الخفى للعمل على تفاقم الأزمة، تارة بتضخيم القوى الخفية للسوق السوداء، وأخرى بعمل مزاد كاذب لأسعار العملات الأجنبية ساعة بساعة، أسهم كثيرا فى خلق حالة من البلبلة والفوضى فى سوق صرف العملات.

ظهور الرئيس مع قيادات الكنيسة، أوقف محاولات العقول الخربة والأيدى الآثمة للمساس بالوحدة الوطنية، والتمهيد لإعادة أوجاع الماضى بخروج المسلمين للتظاهر فى مساجدهم، والمسيحيين فى كنائسهم، وتسخين الفتن النائمة التى تحرق الأخضر واليابس ولا تبقى على شىء، وكانت كلماته مدروسة تماما وتتضمن رؤية موضوعية لمشاكل الملف القبطى، فى إطار ثوات المواطنة المصرية الأصيلة، والمساواة فى الحقوق والواجبات، ووقوف الدولة المصرية على مساحة واحدة من جميع مواطنيها.

رسالة الرئيس للمسؤولين هى : لا يجب أن تكون الأيدى مرتعشة والعقول مترددة، والقرارات مرتبكة، فى أمور تتعلق بالحفاظ على المجتمع وحمايته من كل أشكال العبث والانفلات.. وللإعلام: الحرية ليست هى حرية الفوضى وشحن الرأى العام بكل صور الاحتقان والغضب، والديمقراطية ليست منحة، بل هى نتاج طبيعى لإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية تمضى بخطوات ثابتة.. ويجب أن يكون الإعلام داعما لها، وحريصا على استمرارها وعلاج أخطائها وعيوبها أولاً بأول.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة