علا الشافعى تكتب: وداعا مخرج الأحلام.. هل حقا رحلت؟ محمد خان الطفل والإنسان وعاشق النكتة.. لماذا غضبت منه سعاد حسنى واعتذرت له أثناء تصوير "موعد مع العشاء"؟ وهل أحب خان بطلات أفلامه؟

الثلاثاء، 26 يوليو 2016 07:00 م
علا الشافعى تكتب: وداعا مخرج الأحلام.. هل حقا رحلت؟ محمد خان الطفل والإنسان وعاشق النكتة.. لماذا غضبت منه سعاد حسنى واعتذرت له أثناء تصوير "موعد مع العشاء"؟ وهل أحب خان بطلات أفلامه؟ المخرج الراحل محمد خان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل رحلت حقا؟ ألن نلتقى مجددا؟ ماذا عن أفلامك التى كانت تنتظرك؟ ماذا عن الأحلام التى لم تحققها.. "خان" من الصعب أن أرثيك بكلمات.. كانت أصعب لحظة فى هذا اليوم هو تلقى خبر وفاتك كان على أن أفصل وبسرعة شديدة بين أن من رحل هو محمد خان الإنسان الصديق الطفل الضاحك، دائمًا عصبى المزاج عاشق النكتة وأجمل من كان يلقيها، وخان الأستاذ والمخرج أنت تجاورنى فى السكن نسكن فى نفس المنطقة أمشى شارعا لأصل إليك فهل أذهب إلى جنازتك بالمسجد المجاور؟ أم أجرى على مقر الجريدة لنتابع عملنا ونكتب عنك لنرثيك؟ فى هذه اللحظة أشعر بالغضب الشديد تجاه عملى، والذى سيمنعنى من حضور جنازتك، على الأقل أودع ما بقى منك، أجرى على المكتب فهذا هو قانون العمل الصحفى، خان الأستاذ والصديق ورفيق السفر والذى كان قادرًا على أن يرى ما بداخلك دون أن تتحدث ويخرج ما فى قلبه دون مواربة، وذلك لشفافيته وتلقائيته تمامًا مثلما كانت أفلامك التى شكلت وجدان أجيال كاملة وصار بعضها من كلاسيكيات السينما المصرية والعربية.

خان منذ يومين تقريبا - "ولا أعرف لماذا توقفت أمام صور جمعتنا فى الدورة الأخيرة من مهرجان دبى السينمائى وقت عرض فيلمك فتاة المصنع.. كانت وسام زوجتك وكاتبة السيناريو والصديقة ودعاء سلطان وياسمين رئيس بطلة فيلمك جميعا كنا نقف حولك، تضحك تمازحنا تلقى النكات بطريقتك الخاصة جدا"- لا أعرف لماذا فتحت هذه الصور هل كان الوداع قريبًا إلى هذه الدرجة؟ هل كانت روحك تلقى سلاما؟

خان.. هل تذكر آخر حوار صحفى أجريته معك ونشر قبل حصولك على الجنسية المصرية بيوم واحد، وكيف جلسنا لنشرب كوبا من الشاى -وسام وأنت وأنا- وقبل أن نتحدث ونبدأ فى تسجيل الحوار انقطعت الكهرباء.. وقتها لم نتوقف عن الضحك وقلت لى "هنعمل حوار صحفى على أضواء الشموع" وقد كان يومها تحدثنا عن البدايات والأصدقاء وعشقك للسينما وكيف تحب ممثليك إلى درجة الذوبان.. عملت مع الكثير من النجمات وعلى رأسهن سعاد حسنى وميرفت أمين ونجلاء فتحى، وصولا إلى غادة عادل ومنة شلبى وآخرهن ياسمين رئيس، ودائما ما يكون حضورهن فى سينما خان مميزا وخاصا جدا جميعهم يختلفون معك ويقدمون أفضل أداء لديهن، ضحكت وقلت لى: "بيقولوا على مش بحب ممثلينى صرخت وقولتلك إزاى "دا حتى عادل إمام فى الحريف كان مختلفا إلا أننى لم أنسَ كيف لمعت عيناك بحب حقيقى وأنت تحدثنى عن سعاد حسنى وأحمد زكى".

وبعد لحظات من الصمت أجبتنى "فعلا أحب الممثل الذى يعمل معى، وأحمله بكل مشاعر ولحظات تحّول الشخصية، ولكن فى حالة النجمات الكبار مثل نجلاء وميرفت ومديحة كامل، اللاتى يملكن الكثير من الخبرات، لذلك كنت أفتش عن المختلف داخلهن، وأعتقد أننى نجحت فى ذلك، ومعظمهن حصلن على جوائز عن الأدوار التى قدمت من خلال أفلامى، أما سعاد حسنى فهى حالة نادرة من الفنانين وأعتبر نفسى مدينا لها بالكثير، وأذكر عندما ذهبنا لها أنا وبشير الديك بسيناريو فيلم موعد مع العشاء، وكانت وقتها نجمة فى قمة التألق، وأنا مخرج شاب لم يقدم فى مشواره سوى أربعة أفلام وكنت أخشى من رفضها العمل، كما أن الكثيرين فى الوسط كانوا يرددون أن سعاد تفرض رأيها فى كل التفاصيل وتجلس فى حجرة المونتاج مع المخرج، لذلك كنت أمام تحدٍّ كبير، فأنا لا أرى سواها فى الفيلم، وفى حالة الموافقة فقد نصطدم معا، طبقا لما يردد حولها ووافقت على العمل.

يصمت خان متذكرًا تفاصيل المشهد، ويقول فى "الشوت" الذى كان من المفترض أن أحمد زكى يجلس على "ترابيزة السفرة" وتأتى لتحضنه من الخلف، أوحى لى وقتها الديكور بأن أنفذ المشهد بشكل مختلف عما ورد فى السيناريو، وهو شكل أكثر تأثير دراميا، ويعمق معنى المشهد، ويعطى ثراء بصريا، فذهبت لحجرتها وأخبرتها فردت سعاد متسائلة ما رأيك أن نصور المشهد مرتين كما ورد بالسيناريو وبطريقتك؟ وبالطبع شعرت بغضب شديد فأنا المخرج ورؤية العمل حق أصيل لى، فخرجت صامتا كاتما غضبى، وطلبت من محسن نصر مدير التصوير والإضاءة، والذى أحضرته قبل أن تطلبه سعاد أن يحضر المشهد كما أراه وبالفعل صورنا المشهد وبدأ نصر فى تغيير الإضاءة وزوايا الكاميرات لتصور المشهد كما ورد فى السيناريو وكما تريده سعاد، ولكننى جلست فى حجرتى ولم أخرج وبعد مرور نصف ساعة وأكثر وجدتها "تخبط على بابى"، وسألتنى وقتها أنت زعلت؟ فانفجرت وأخبرتها أن الموقف يغضب أى مخرج يخاف على عمله، ولم أصدق رد فعلها الذى كان فى منتهى الهدوء، وقالت "خلاص يا محمد حقك علىّ أنت صح"، وأطفأت الإضاءة وصورنا مشهدا مختلفا، ولم تحضر سعاد مرة واحدة إلى غرفة المونتاج كما كان يتردد، ولم تفرض رأيا فى شىء".

خان.. كيف ترحل فى هذا التوقيت وبهذا الشكل المفاجئ؟ ألا يكفينى وجعا وكيف سيتعامل كل من أحبوك مع قبح الحياة وصعوبة اللحظات وقد كنت أنت من القلائل فى الحياة القادرين على منح التفاؤل لكل من حولك سأبحث عنك فى أفلامك؟ ولكن بالتأكيد لن أسمع ضحكتك مرة ثانية وداعا الفارس عاشق السينما النبيل محمد خان.


موضوعات متعلقة..



- 10 تواريخ فارقة فى حياة المبدع محمد خان

- فى كتابه "مخرج على الطريق".. محمد خان يحكى عن السينما والأصدقاء والحياة

- شييع جنازة المخرج الراحل محمد خان من المسجد الكويتى










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة