هل تدفع "الإخوان" بورقة الاعتذار والمصالحة؟ زلزال "الانقلاب التركى" يهز أركان الجماعة.. القيادات يتأهبون لمغادرة أنقرة والخليج يوصد أبوابه فى وجههم.. و"المراجعات الفكرية" آخر حيل استجداء العفو

السبت، 23 يوليو 2016 03:03 م
هل تدفع "الإخوان" بورقة الاعتذار والمصالحة؟ زلزال "الانقلاب التركى" يهز أركان الجماعة.. القيادات يتأهبون لمغادرة أنقرة والخليج يوصد أبوابه فى وجههم.. و"المراجعات الفكرية" آخر حيل استجداء العفو محمد بديع
تحليل يكتبه: محمود جاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
175
لم يعد بإمكان مرشد الإخوان الدكتور محمد بديع، مغازلة الكاميرات بابتسامته الزائفة من خلف القفص، ينبئه أحد تلاميذه ورفاق السجن بآخر التطورات فى تركيا، وكيف تجرع أردوغان الكأس نفسه ودفع بالحشود فى مواجهة الحشود، وكيف يخسر السلطان العثمانى ولا يزال دعم الشعب والمؤسسات، ويدفع بجنون عقارب الساعة إلى مشهد النهاية.

يقع المرشد الكهل فريسة للذكريات.. تقوده دون رحمة إلى يوم اضطر فيه لارتداء ملابس النساء للتسلل إلى حشود من أنصار المعزول محمد مرسى ليخطب فيهم ويحثهم على الاحتجاج دفاعًا عن شرعية تنافس الإخوان على تبديدها منذ اليوم الأول فى السلطة، ويعلم أن يومًا مماثلًا ينتظر أردوغان الذى انقض على مؤسسات الدولة كافة، فى حملة اجتازت حصيلتها 10 آلاف مواطن قيد الاعتقال، فضلاً عن إقالة آلاف آخرين غالبيتهم من ضباط الجيش والشرطة بزعم تورطهم فى محاولة الانقلاب الأخيرة داخل تركيا.

يدرك مرشد الإخوان قبل غيره أن بقاء أتباعه فى ضيافة السلطان العثمانى لم يعد ممكنًا، ويعلم أن فى الانتظار انتحار، فلا مكان لوافد أو لاجئ فى بلد يتقلب على جمر الحرب الأهلية، ولا أمان على أرض لم تكفل لها الجغرافيا مناعة كافية لحمايتها من وباء النزاعات المسلحة التى تحاصر حدودها كما هو الحال مع سوريا، أو تلك التى داخل الحدود كما هو الحال مع الأكراد.

يتذكر مرشد الجماعة الإرهابية كيف مزق الإخوان كل شرايين المودة مع دول الخليج، وكيف احتلت الجماعة بجدارة موقعًا مميزًا فى قوائم الإرهاب داخل الدول العربية حين ظن نظام محمد مرسى أن قطر تغنى عن الإمارات، وأن تركيا يمكن أن تكون بديلًا عن المملكة العربية السعودية، وإن إيران يمكن أن تكون ملاذًا من ويلات سقوط النظام.. يدرك المرشد أن الدوحة لن تأوى المزيد، وأن بريطانيا التى تنصلت من الاتحاد الأوروبى، لن تفتح أبوابها لاستضافة "إخوان الشتات".

يتأمل المرشد سوريا، ويتابع بشار الأسد وهو يكسب أراض جديدة فى حربه ضد تنظيم داعش، ويتذكر كيف جاهر المعزول محمد مرسى فى دعم الاحتجاجات السورية، واستضاف رموزًا للمعارضة المسلحة على أرض مصر ونظم احتفالًا لهم فى استاد القاهرة.. يدرك المرشد ـ ولو متأخرًا ـ أن الدعم لا يكون مكلفًا إذا ما كان خلف الستار، وأن للمغالاة فى تأييد المليشيات السورية ثمنًا واجب السداد.

يعلم المرشد أن الإخوان على أعتاب السنين العجاف، وأن منابع التمويل التركى فى طريقها إلى الزوال بعدما طالت توابع زلزال الانقلاب العملة التركية وسوق المال، يدرك أن مزاحمة قوافل الأرامل واليتامى الممتدة من حلب إلى إسطنبول لن تكون سهلة على رجال التنظيم، وأن البقاء أكثر فى ضيافة أردوغان الذى يحرق الأرض من تحت قدميه لن يكفل لهم أكثر من قارب هجرة غير شرعى يتأهب لبدء رحلته إلى شواطئ أوروبا.

يستيقظ المرشد من الكابوس التركى على قرار بتأجيل جلسة محاكمته، يختفى وميض الكاميرات، ويحل ظلام الزنزانة، يتذكر كيف بددت جماعة اعتلت كرسى الحكم وصادرت سلطة التشريع كل شىء بالكبر والعناد، يدرك أن ساعة الاعتذار حانت، وأن المصالحة مع النظام والشعب هى آخر ما تمتلكه الجماعة من أوراق، حتى وإن كان الثمن اعترافًا بثورة 30 يونيو وشرعية رئيسها المنتخب. سيطلق المرشد أتباعه داخل السجن للترويج إلى مراجعات فكرية، وينتظر طويلاً أول زائر أوروبى ليمرر من خلاله الفكرة.

يتأهب "بديع" جلسة محاكمته التالية، لن يبادر حينها بابتسامات الاستفزاز ذاتها، ولن يبادل رفاق سجنه التحية، سيطل على المصريين بوجه جديد، وربما يطلب كلمة ليتقدم من خلالها بالاعتذار، إلا أن رد الشعب سيكون معروفًا بكل تأكيد.


موضوعات متعلقة..


- تركيا البيت العائلى للتنظيمات المتطرفة.. إسلاميون: اسطنبول تستقبل جميع الجماعات المسلحة.. هشام النجار: ستجنى ثمار احتوائها للجهاديين وأردوغان سيدفع الثمن.. طارق أبو السعد: أنقرة ملاذ آمن للإرهابيين

تركيا مهددة بالتفكك.. الأكراد وإيران وداعش يتأهبون لاقتسام تركة "سلطان أوروبا المريض".. الحرب الأهلية تدق أبواب أنقرة.. وأردوغان يعلن الطوارئ لتطهير الجيش.. واعتقال وفصل 19 ألف ضابط وموظف فى الداخلية









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة