د.داليا مجدى عبد الغنى تكتب: الاستنتاجات الـمُجُحِفَة و"اللى ميعرفش يقول عدس"

الإثنين، 11 يوليو 2016 12:37 ص
د.داليا مجدى عبد الغنى تكتب: الاستنتاجات الـمُجُحِفَة و"اللى ميعرفش يقول عدس" داليا مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أساتذة نحن فى إصدار الأحكام السريعة التى تبعد كل البعد عن الدراسة والمنطق، فبمجرد أن نسمع عن مشكلة أو أزمة أو حتى جدل، كل منا يروى الرواية التى تروق له، حتى لو وكانت ليس لها أى علاقة بحقيقة الموقف، فنكتفى بكلمة سمعناها من هنا أو هناك، أو بتحليل صدر عن شخص ليس له دراية بالموضوع أو خيالنا يصور لنا قصة راقت لنا، وننسج عليها بقية الخيوط، ولست أدرى، هل هذا ينصب على طبيعة مجتمعنا، أم أن هذه ظاهرة مستحدثة لدينا، أم أنها طبيعة البشر بوجه عام، ولكن غالبًا عندما يعيش أحد الأشخاص هذا الظرف، ويكتشف أنه محل سخرية، ونقد من الآخرين دون محاولة منهم لتفهم موقفه فيضطر آسفًا أن يردد المثل الشهير: "اللى ميعرفش يقول عدس".

وهذا المثل يعود أصله إلى قديم الزمان حول رجل يعمل بقالاً، وكان يبيع فى دكانه العدس والفول والبقوليات عامةً، وفى أحد الأيام هجم عليه لص وسرق نقوده جرى، فَهَمَّ التاجر بالجرى خلفه، وفى أثناء جرى اللص واستعجال، تعثر فى شوال العدس، فوقع الشوال، وتبعثر كل ما فيه، فلما رأى الناس شوال العدس وقع على الأرض، وجرى التاجر خلف اللص، ظنوا أن الأخير قد سرق بعض العدس وهرب، وان التاجـر يجرى خلفه لهذا السبب، فلاموا التاجر وعتبوا عليه، وقالـوا له: "كل هذا الجرى من أجل شوال عدس؟! أما فى قلبـك رحمة ولا تسامح"، فرد التـاجر بهذا المثـل الذى أصبحنـا نردده اليوم وقال: "اللى ميعرفش يقول عدس".

لذا علينا ألا نتسرع فى أحكامنا على الأمور والأشخاص، فلابد لنا من معرفة الحقيقة قبل إصدار الأحكام وإظهار السخرية واللوم ؛ حتى لا نظلم الآخرين ونضعهم فى غير موضعهم الصحيح، فالاستنتاج ليس مطلوبًا دائمًا، فأحيانًا تكون الاستنتاجات مُجْحِفَة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة