الارتباك سيد الموقف فى "التعليم" بعد تسريبات امتحانات الثانوية.. مصادر تتهم "المطبعة السرية".. الوزارة تنفى تسريب امتحانى اللغتين العربية والإنجليزية.. والقيادات تلتزم الصمت دون إعلان ضوابط جديدة

حالة من الارتباك والقلق تسيطران على قيادات وزارة التربية والتعليم، بعد تسريب امتحان مادة التربية الدينية لطلاب الثانوية العامة، نظام حديث، الأحد، إذ تواجدت القيادات داخل غرفة عمليات الثانوية العامة، مع تواجد الهلالى الشربينى وزير التربية والتعليم داخل مكتبه، دون أن تعلن الوزارة نيتها لاتخاذ أى ضوابط جديدة لتفادى أزمة التسريبات حال تكرارها مع باقى الامتحانات.

وكشفت مصدر مسئول بوزارة التربية والتعليم، أن المسئول الوحيد عن تسريب نموذج إجابة امتحان مادة اللغة العربية لطلاب الثانوية العامة، الأحد، بعد بدء لجنة الامتحان هى المطبعة السرية، مؤكدا أن النموذج موجود فقط داخلها، ولم يتم إرساله إلى أى جهة أخرى، مشيرا إلى أن الوزارة والنيابة تحققان فى تسريب نموذج الإجابة للغة العربية، متسائلا هل خروج نص نموذج الإجابات لا يعنى تسريب أسئلة الامتحان قبل بدء اللجنة؟ لافتا إلى أن النيابة تجرى تحقيقات فى هذا الشأن لكشف الحقيقة.

من جانبه نفى بشير حسن، المتحدث الرسمى باسم وزارة التربية والتعليم، تسريب امتحان اللغة العربية، مؤكدا أن ما حدث مجرد محاولات للغش الإلكترونى، تمت بعد انطلاق الامتحانات، وتم ضبط عدد من حالات الغش داخل اللجان، واتخاذ الإجراءات القانونية ضد المسئولين عنها، سواء الطلاب أو المسئولين عن لجنة السير.

وحول وضع امتحان جديد لمادة التربية الدينية، التى يختبرها الطلاب 29 من يونيو الجارى، أوضح المصدر أنه حتى الآن لم يصدر قرار من وزير التربية والتعليم بوضع امتحان جديد، لافتا إلى أنه من المتوقع أن يتم الاستعانة بالامتحان البديل، وليس وضع آخر جديد، مشددا على أن الحل الوحيد لتلافى أزمة عدم تكرار واقعة التسريب هو طباعة الأسئلة البديلة وتوزيعها على مراكز توزيع الأسئلة بمختلف أنحاء الجهورية، مستبعدا وضع امتحانات جديدة فى جميع المواد، خاصة أن الطلاب لم يختبروا سوى فى مادة واحدة فقط.

من جانبها، نفت وزارة التربية والتعليم ما تم تداوله على صفحات التواصل الاجتماعى حول تسريب امتحان اللغة الأجنبية لطلاب الثانوية العامة، الذى يختبره طلاب النظامين الحديث والقديم، الثلاثاء، مؤكدة أنها نسخة من نموذج امتحان العام الماضى، ولا أساس له من الصحة.

واستعرضت الوزارة فى بيان لها، الإجراءات التى اتخذتها لتأمين امتحانات الثانوية العامة بالتعاون مع الوزارات، والأجهزة المختصة داخل الدولة، موضحة أنها تمثلت فى فحص جميع المشاركين فى هذه الامتحانات من الجهات المعنية، وعقد لقاءات مع جميع الوزارات والأجهزة ذات العلاقة، والتنسيق معها واستبعاد جميع اللجان التى دارت حولها شبهات غش من قبل، وتغيير أكثر من 50% من العاملين بلجان النظام والمراقبة " الكنترولات"، وتكليف أعضاء قانونيين باللجان، واستبعاد الإداريين والعمال المحليين، وإلغاء جميع التحويلات المشبوهة، ورصد جميع المواقع الإلكترونية وإبلاغها لوزارة الداخلية، وتشكيل غرفة عمليات مركزية بالوزارة، وغرف فرعية بالمحافظات وغير ذلك من إجراءات.

وأوضحت الوزارة، أنه على الرغم من كل هذه الإجراءات، اكتشفت غرفة العمليات المركزية بالوزارة الساعة التاسعة من صباح الأحد، نشر محتوى امتحان مادة اللغة العربية، وفى الساعة التاسعة والنصف اكتشفت نشر إجابات لأسئلة الامتحان، وبمقارنة الإجابات المنشورة بنموذج الإجابة، اتضح أنها متطابقة من حيث المضمون، ومختلفة من حيث شكل وتنظيم الورقة.

وأكدت الوزارة أنه فى الساعة العاشرة والنصف اكتشفت الغرفة على ذات الموقع الإلكترونى، نشر محتوى امتحان مادة التربية الدينية الذى سيتم امتحانه بعد ساعتين، وبمقارنته بأصل الامتحان وُجد أن هناك تطابقا فى المحتوى.

ووجه الدكتور الهلالى الشربينى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، كما قرر الوزير إلغاء امتحان مادة التربية الدينية، وإعادة عقد الامتحان للطلاب يوم الأربعاء 29 يونيو الجارى، كما وجه بتكليف مأمورية من الإدارة المركزية للأمن لتأمين المطبعة السرية، واتخاذ جميع الإجراءات الأمنية التى من شأنها ضمان عدم خروج معدات أو أوراق يمكن أن تؤثر على سير التحقيقات؛ توطئة لتولى النيابة العامة التحقيق فى الموضوع.

وأوضح الوزير أنه تم إبلاغ المستشار النائب العام بجميع الوقائع؛ إذ تولت النيابة العامة التحقيق مع عدد من العاملين بالمطبعة، وواضعى الأسئلة، وقررت حبسهم احتياطيًا على ذمة القضية.

وأكدت الوزارة أنها تعاملت مع الأمر بكل شفافية لصالح أبنائنا الطلاب ولتحقيق مبدأ العدالة، وتكافؤ الفرص بين الجميع، وسوف يتم إحاطة الرأى العام بأى تطورات لاحقة، فى ضوء ما سوف تسفر عنه تحقيقات النيابة العامة، والتنسيق مع جميع الجهات والسلطات المعنية بالدولة.

موضوعات متعلقة..

"التعليم" تبحث اليوم أزمة تسريب الامتحانات.. ومصدر: ما حدث أشبه بالخيال