أحمد إبراهيم الشريف

يحوم كالفراشة ويلدغ كالنحلة.. وداعا محمد على كلاى

الأحد، 05 يونيو 2016 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«لن أقاتل الفيتناميين فهم لم يلقبوننى بالزنجى»، هذا ما قاله الملاكم البطل محمد على كلاى متحديا الإمبريالية الأمريكية سنة 1966، التى كانت تظن أنها صانعة مجده وصاحبة الفضل عليه، ورفض التجنيد فى الجيش الأمريكى، ولم يرض بأن يذهب لحرب فيتنام، وترتب على ذلك أن سحبوا منه لقب «بطل العالم» عام 1967.

لماذا نحب محمد على كلاى؟ هذا على الرغم من كونه يمارس رياضة عنيفة، لكنه ظل حتى بعد اعتزاله محبوبا، وتحول لرمز وأصبح أسطورة، هل يرجع ذلك لكونه الأقوى أم لأنه الأجمل وأنه يمتلك روحا عظيمة تجاوزت المتاح للحلم؟

كان محمد على كلاى بسيطا واجتماعيا، عندما يدخل الفندق المعد له، قبل خوضه أى مباراة، يتوقف قليلا مع العمال والأمن والموظفين يسلم عليهم بيده القوية، ويسألهم عن أسرهم الصغيرة، وتتعالى الضحكات وتنتشر الابتسامة، وعندما يدخل محمد على إلى بهو الفندق، يكون خلفه جيش من الشعب كفيل بإلقاء الرعب فى أى منافس، فالكلام الكثير والحيوية كانتا أهم ميزات محمد على، لأنهما يربطانه بالجمهور المحب للملاكمة التى حولها «كلاى» للعبة شعبية، يفكر فيها العاديون من الشعب، فهى لا تحتاج للتجهم، ويمكنك أن تكون مرحا محبا للبسطاء، وأن تصبح بطل العالم كما فعل «كلاى»، كذلك الرقص على الحلبة الذى كان يمارسه كلاى، فهو يحوم كالفراشة ويلدغ كالنحلة، على حد قوله، كما أن رقصته الشهيرة «على شافل دانس» صنعت نوعا كبيرا من الإمتاع.

لم يصبح محمد على كلاى بطلا من فراغ، فقد فاز ببطولة العالم للوزن الثقيل ثلاث مرات على مدى عشرين عاماً فى 1964 و1974 و1978، وفى عام 1999 توج «كلاى» بلقب رياضى القرن، وهو صاحب أسرع لكمة فى العالم، التى وصلت سرعتها 900 كم فى الساعة.

ومنذ صغره وهو يخوض المباريات غير الرسمية، ولما وصل لـ 22 من عمره شغل العالم كله بعد تفوقه الكبير على بطل العالم «سونى ليستون» عام 1964، واستمر يحقق البطولات، ويتحول إلى بطل كبير حتى اعتزاله 1981 وهو فى الـ39 من عمره.

قال ذات مرة: من لم يغامر لا يحقق شيئا فى الحياة، وهو على ما به من حيوية ونشاط زائدين، كان يبحث عن الراحة النفسية، وأينما وجدها لم يتنازل عنها، ظهر ذلك عند اعتناقه الإسلام 1965 تأثرا بالزعيم الروحى «مالكوم إكس»، جاء دخوله الإسلام فى وقت يحتمل أن يكون مراهنة بشعبيته، وما حققه فى هذه الفترة القصيرة، لكن شعبيته زادت مع الفوز الذى ظل يحققه، واحتفظ باسم «كلاى» ولم يغيره، لأنه اسم العبودية الذى منحته أمريكا لجده، لذا أراد هو أن يعلمها بأنه لا ينسى ما فعلته به.

وداعا محمد على كلاى المغامر والباحث عن الراحة النفسية والحائم كفراشة واللادغ كنحلة والمتحدى للجبروت.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة