صحيفة أمريكية: تعزيز دور واشنطن فى قيادة الناتو أفضل ما حدث بعد انسحاب بريطانيا

الثلاثاء، 28 يونيو 2016 01:34 م
صحيفة أمريكية: تعزيز دور واشنطن فى قيادة الناتو أفضل ما حدث بعد انسحاب بريطانيا معدات حلف الناتو - ارشيفية
واشنطن /أ ش أ/

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رأت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية الصادرة اليوم الثلاثاء أن أفضل ما يمكن أن تقدمه الولايات المتحدة لبريطانيا وأوروبا هو أن تصبح قائدا أكثر نشاطا وفاعلية لحلف شمال الأطلسى (الناتو)، الذى سيحتفظ ببريطانيا كعضو فاعل فيه.

وذكرت الصحيفة – فى افتتاحيتها المنشورة على موقعها الألكترونى - إنه فى حال تعرض الاتحاد الأوروبى للضعف أو لخطر الانهيار، الأمر الذى من شأنه أن يُسعد الرئيس الروسى فلاديمير بوتن ونظيره الصينى شى جين بينج وغيرهما من الخصوم، فإن الشئ الوحيد الذى يعالج هذا الأمر هو العمل على تعزيز الشراكة العسكرية الممتدة عبر الاطلسي، والتى بإمكانها سد الفجوة الناشئة بين لندن ودول القارة.

ودعت الصحيفة الرئيس الأمريكى باراك أوباما لاستغلال فرصة اجتماع قمة "الناتو" القادم - الذى من المقرر أن يعقد الشهر القادم فى وارسو لتأكيد القرار الهام بنشر قوات جديدة فى بلدان أوروبا الشرقية المتاخمة لروسيا - من أجل تأكيد التزام الولايات المتحدة تجاه حلف شمال الأطلسى.. كما أنه يجب تقييم أداء مرشحى الرئاسة هيلارى كلينتون ودونالد ترامب وفقا لما سيفعلونه حيال هذه المسألة.

وأضافت الصحيفة: "أن أهمية بريطانيا كحليف قريب جدا من الولايات المتحدة قد تضاءلت بشكل مضطرد تحت قيادة رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون، الذى أظهرت حكومته ردود فعل بطيئة للغاية حيال الانضمام إلى الحملة الدولية التى تحارب تنظيم داعش الإرهابي، فضلا عن عدم قيامها بأى دور مهم فى مسألة مناهضة العدوان الروسى ضد أوكرانيا.. ناهيك عن قرار كاميرون بوقف الغارات الجوية ضد سوريا فى عام 2013 بعد رفض البرلمان البريطانى لها، مما دفع الرئيس الأمريكى أوباما لتقديم تنازلات أدت فيما بعد لتداعيات وخيمة، ولكن ما يحسب لكاميرون فى ملف سياسته الخارجية فقط هو مداعبته اللطيفة للرئيس الصينى شى جين بينج من أجل جنى مزايا تجارية لبلاده.

وأردفت الصحيفة تقول: "وبالتالي، فإن نتيجة الخطوة الكارثية غير المحسوبة التى قام بها كاميرون والتى تمثلت فى الترويج لإجراء استفتاء غير ضرورى حول عضوية بريطانيا فى الاتحاد الأوروبى - يجب أن تؤدى منطقيا لتسريع وتيرة الاتجاه الحإلى فى العلاقات الخارجية للولايات المتحدة، بدلا من إحداث تغير مفاجئ.. وسوف تنظر إدارة الرئيس أوباما – كما اعتادت- بشكل كبير إلى ألمانيا لمساعدتها فى قضايا الأمن عبر الأطلسي، فى حين تعزز علاقاتها الاستراتيجية بشركائها الآسيويين مثل الهند واليابان.. فلا يجب على واشنطن أن تتوقع تلقى أى مساعدات من جانب لندن فى إدارة الأزمات الجديدة المنبثقة فى الشرق الأوسط خلال السنوات القادمة".

واعتبرت الصحيفة أن مسألة انخفاض قيمة وأهمية "العلاقة الخاصة" بين الولايات المتحدة وبريطانيا سوف تعتمد فى الأساس على ما بدا واضحا بأنه مسار غير متوقع للأحداث فى لندن.. وقالت: "إن الحكومة التى ستعقب حكومة كاميرون خلال الأشهر القادمة سوف تجد نفسها أمام خيارين إما أن تفى بوعود تحجيم الهجرة أو إبقاء مكان بريطانيا فى السوق الأوروبية الموحدة.. ففى حال اختارت الحكومة الخيار الأخير، فإن دور بريطانيا فى أوروبا ونفوذها الاقتصادى قد لا يقل فى نهاية المطاف إلى حد كبير.

كما رأت (واشنطن بوست) أن الأجواء الراهنة فى أوروبا والتى تسيطر عليها سحب الغيوم تعنى أن إدارة أوباما وخليفتها فى واشنطن لن تتسرع فى إقامة علاقات اقتصادية أو سياسية قوية مع بريطانيا غير المنضمة للاتحاد الأوروبى.. ومع ذلك، فإن عددا من معسكر مؤيدى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى تحدثوا عن نية لندن فى تفعيل اتفاقية للتجارة الحرة مع الولايات المتحدة – خارج حدود الاتفاق الراهن بين واشنطن والاتحاد الاوروبى.

ولكن أى تفكير فى مثل هذه الاتفاقيات يجب أن ينتظر التسوية النهائية بين بريطانيا والاتحاد الأوروبى بشأن قرار الانسحاب- والتى قد تستغرق عامين من الآن لأجل إتمام إجراءات الانسحاب بشكل كامل.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة