بعد عداء طويل.. تطبيع العلاقات بين الولايات المتحدة وفنزويلا نقطة غير متوقعة.. مادورو يغازل واشنطن للكف عن دعمها للمعارضة والتخلص من مأزق استفتاء الإطاحة .. و"كاراكاس" تصل إلى حافة الانفجار

الجمعة، 17 يونيو 2016 11:41 ص
بعد عداء طويل.. تطبيع العلاقات بين الولايات المتحدة وفنزويلا نقطة غير متوقعة.. مادورو يغازل واشنطن للكف عن دعمها للمعارضة والتخلص من مأزق استفتاء الإطاحة .. و"كاراكاس" تصل إلى حافة الانفجار الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو
كتبت - فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعتبر مصافحة وزيرة خارجية فنزويلا ديلسى رودريجيز لوزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية جون كيرى نقطة تحول غير متوقعة وجذرية فى العلاقات بين البلدين ، حيث يعتبر حدث غير متوقع ، وذلك بعد مصادمات كثيرة حدثت بين البلدين وتبادل الاتهامات حول محاولات أمريكية بإنقلاب داخل فنزويلا، وترتفع التساؤلات الآن حول مستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة وفنزويلا بعد عداء طويل .

فنزويلا الآن تحاول مغازلة الولايات المتحدة الأمريكية كما فعلت بعد وفاة الرئيس الفنزويلى السابق هوجو شافيز، وأعلن الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو أن حكومته ستبدأ "مرحلة جديدة من الحوار" مع الولايات المتحدة، علما أن البلدين سحبا سفيريهما منذ العام 2010، وقال إن "الولايات المتحدة "اقترحت أن نبدأ مرحلة جديدة من الحوار" تتضمن "سلسلة من الاجتماعات على مستوى عال، عاجلا ..وأنا موافق".

فنزويلا تغازل واشنطن


وتبدو مبادرة الانفتاح الفنزويلى على واشنطن ، محاولة من قبل النظام الحاكم فى فنزويلا لمغازلة واشنطن للكف عن دعمها للقوى المعارضة، والتخلص من مأزق الاستفتاء الذى تعتزم المعارضة إجراؤه حول الإطاحة به، فى ظل وجود أزمة اقتصادية واجتماعية وسياسية، وأزمة كهرباء ، وأزمة نفط، تجعل مادورو يشعر بالإحباط ويتوجه للتطبيع مع الولايات المتحدة الأمريكية أملا فى أن تعود الحياة إلى طبيعتها ويستمر فى الحكم، خاصة بعد أن انتهاء المجلس الوطنى الانتخابى بالتصديق الأسبوع الماضى على 1.3 مليون توقيع من أصل 1.8 مليون، فيما تحتاج المرحلة الأولى من الاستفتاء إلى 200 ألف توقيع.

وقد وصلت فنزويلا إلى حافة الانفجار وتواجه معركة سياسية بين البرلمان الذى يهيمن عليه تحالف "لقاء الوحدة الديمقراطية"، والحكومة الاشتراكية وسط أجواء من الاستياء الشعبى الناجم عن الانهيار الاقتصادى فى هذا البلد النفطى.

واشنطن وفنزويلا


وبعد أن اعتبر الرئيس الفنزويلى أن الولايات المتحدة ترتكب خطأ فادحا إضافيا فى سياستها إزاء أمريكا اللاتينية، لعدم اعترافها بفوزه فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ووصفه الرئيس الأمريكى باراك أوباما بزعيم الشياطين الكبير، وبأنه بارك هجمات اليمين الفاشى على الديمقراطية الفنزويلى، وقبلها طرد الملحق العسكرى الأمريكى من كراكاس بتهمة الضلوع فى ترتيب مؤامرة انقلابية.

وجاء إعلان وزير خارجيته الياس خاوا قبل أيام عن استعداد بلاده لتطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة، وتعيين هو كاليكستو أورتيجا قائما بالأعمال الفنزويلية فى واشنطن، المعروف لدى الأمريكان باعتباره أحد المشاركين فى مجموعة بوسطن التى ضمت مشرعين من فنزويلا والولايات المتحدة لبحث العلاقات الثنائية، فى خطوة تمثل هجوما دبلوماسيا غير متوقع من جانب فنزويلا، يستهدف كسر الجمود فى علاقة البلدين، ومحاولة للخروج من حالة الشد والجذب والتوتر الممتدة منذ وصول شافيز للسلطة، والتى لم تخف حدتها مع مادورو، وإن لم تلق هذه الخطوة استجابة بذات الدرجة من قبل واشنطن، أو ترحيبا متحمسا، وإنما قوبلت بموقف متحفظ يعكس مدى تعقيد العلاقات الأمريكية الفنزويلية، والصعوبات التى تقف فى طريق تطبيعها بالكامل، رغم حديث أوباما السابق عقب رحيل شافيز عن دعمه للشعب الفنزويلى، ورغبة واشنطن فى بناء علاقات بناءة مع كراكاس .

ولا يمكن النظر إلى هذا التحرك الأخير، حتى الآن، على أنه خيانة لميراث شافيز أو انقلاب فى السياسة الخارجية الفنزويلية مع الرئيس الجديد باتجاه أكبر أعداء فنزويلا أمريكا، وإنما على ما يبدو محاولة لاحتواء هذا العداء، وتفادى خطورته ومحاولة الحفاظ على الرئاسة.


موضوعات متعلقة



- وزيرة خارجية فنزويلا: نحن ضحية "البلطجة الدولية"








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة