أكرم القصاص يكتب: كيف اختلف إفطار الأسرة المصرية هذه المرة عن السنة الماضية.. "إحنا بخير قوى .. ومن جيب مصر" خطاب أكثر استقرارا.. حديث الرئيس أكثر هدوءا ويعكس حالة رضا بما تحقق وتفاؤل بتحقيق المزيد

الأحد، 12 يونيو 2016 11:20 ص
أكرم القصاص يكتب: كيف اختلف إفطار الأسرة المصرية هذه المرة عن السنة الماضية.. "إحنا بخير قوى .. ومن جيب مصر" خطاب أكثر استقرارا.. حديث الرئيس أكثر هدوءا ويعكس حالة رضا بما تحقق وتفاؤل بتحقيق المزيد الرئيس السيسى خلال إفطار الأسرة المصرية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ـ فى إفطار العام الماضى كانت أوراق وملفات كثيرة قيد الترتيب الآن تم حل الكثير من الملفات والكثير من الوعود تحققت
ـ الحضور متنوع مهنيا وجغرافيا من أسوان للإسكندرية.. سيناء مطروح حلايب شلاتين فنانون ومثقفون وعمال وفلاحون وإعلاميون.. أجيال وفئات.. ما يتيح فرصة الحوارات السريعة



خلال سنتين حضرت إفطار الأسرة الذى تنظمه رئاسة الجمهورية، وهو تقليد اجتماعى وثقافى أكثر منه سياسى، الدعوة التى تلقيتها مع زملاء وأصدقاء صحفيين وإعلاميين سياسيين ورجال أعمال، شباب، عمال فلاحين موظفين أمهات وآباء شهداء ، من الإسكندرية لأسوان، ومن سيناء لمرسى مطروح وحلايب وشلاتين، من دون ترتيب للجلوس ـ تعد فرصة لتبادل الأحاديث والمناقشات حتى ولو بشكل سريع.

للمرة الثانية نحضر إفطار الأسرة المصرية بدعوة من الرئاسة.. هناك اختلاف فى المشاعر وتعبيرات الوجوه عن المرة السابقة.. سنة كاملة من إفطار الأسرة الأول ومن حضر الإفطارين يدرك الفرق، سنة شهدت الكثير من الأحداث، تغيرت أشياء واختلفت انطباعات.. وجوه الحضور هذه المرة أكثر تفاؤلا، وإن كانت لاتزال تحمل الكثير من الأسئلة، فى سياق النظر للمستقبل عما يجرى ومدى انعكاسه على شكل العام القادم.

سنة كاملة مرت تبدو الكثير من الوعود تحققت على مستويات مختلفة، وحتى الحديث القصير للرئيس بدا هذه المرة أكثر حميمية وهدوءا، وأقل توترا من المرة السابقة، حالة رضا بما تحقق خلال سنتين من الرئاسة، وتفاؤل بإمكانية تحقيق المزيد فى الاقتصاد والسياسة.

فى المرة الماضية كانت سنة واحدة رئاسة، وأوراق وملفات كثيرة مفتوحة قيد الترتيب وعمل فى أماكن مختلفة.. لم يكن ممكنا الحديث عن وعود، لم تتضح إنجازات أو ثمار، والعمل فى الأساسات، ومحاولة تمييز خيوط متشابكة وتراكمات، لم يكن هناك حديث، ماتحقق وسنة غير كافية للتعرف على أكثر من وعود ورؤوس موضوعات، صحيح أن ازمة مثل الكهرباء السنة الماضية كانت على قائمة الحل، و الصيف الماضى كان شديدا ومثل اختبارا لحجم وقدرة شبكة الكهرباء على الصمود. فصيف 2014 شهد أكبر انقطاع للكهرباء جزئيا وكليا. ولكن فى 2015 تراجعت الانقطاعات، واليوم هناك حديث عن فائض وتطوير للشبكة حتى يمكنها التحمل أكثر.

مع الكهرباء هناك خطوات وإنجازات تحققت على أصعدة، وظهرت المبانى فوق سطح الأرض، بعد أن كانت فى السنة الماضية مجرد أساسات، هناك آلاف الكيلومترات من الطرق، تمتد فى كل اتجاه، واستقرار أمنى إلى حد كبير، يتجاوز ما كان العام الماضى وما قبل عامين.

هناك تحرك فى العشوائيات الخطرة، وبداية لنقل مليون مواطن إلى مجتمعات متكاملة فى الأسمرات، التى تمثل أول نموذج للتعامل الشامل مع العشوائيات وليس مجرد إخلاء سكان. هناك استجابات للشكاوى، وتحرك تجاه المشكلات، التفات للقرى علاج الفيروس سى ، من خلال توفير مئات الآلاف من الجرعات، بل إن صندوق تحيا مصر بانت ملامحه من خلال أعمال ومساهمات كشفت عن دور ليس بديلا للدولة بل نوع من التحرك للمطالب العاجلة اجتماعيا..

هناك معاهد لعلاج السرطان والكبد نشأت بالصعيد بجهود مشتركة وأهلية، هناك التحرك فى ملف القمح، مشروعات مختلفة، أنفاق بورسعيد التى تنقل ملف التنمية لسيناء، ثم المعاشات الصغيرة التى صار لها حدا أدنى وصل إلى 500 جنيه، كانت هذه الملفات واضحة وانعكست فى حديث الرئيس السريع أمام إفطار الأسرة، وبدت ضمن كشف حساب معقول فى فترة ضيقة وبموازنات وأرقام ضخمة.

إشارة الرئيس إلى رفع المعاشات التأمينية إلى 500 جنيه حدا أدنى تعنى مئات الآلاف من الأسر الفقيرة، كانت مسار حديث للرئيس، وقال:" لو كنا نستطيع أن نرفعها أكثر لفعلنا وإنها من جيب الشعب"، وتوقف ليقول "إن جيب الشعب" ..مع صمت يعنى أنه يدرك حجم معاناة الفقراء ومحدودى الدخل. وهو حديث قد يبدو مقنعا لفئات عريضة من المواطنين.

وبما أننى حضرت الإفطار خلال سنتين متتاليتين فالانطباع هذه المرة أكثر هدوءا من العام الماضى، حتى كلمة الرئيس كانت مختصرة ومركزة واستمرارا لشعور بالرضا، ربما لوجود نتائج على الأرض، بل حتى وإن لم يتحدث الرئيس هناك اتجاه لتعديلات على قانون التظاهر نحو مزيد من تخفيف العقوبات، بالنسبة للتظاهر السلمى وهو ما يعنى اختراقا لملف بدا أحيانا مغلقا.

فكرة عقد إفطار "الأسرة المصرية" بدأت فى السنة الماضية، راهن البعض على أنه ربما يتوه وسط زحام الأحداث، لكن الحرص على عقده هذا العام والتوسع فيه ليجمع كل هؤلاء فى مكان واحد بما يتيح لمهن وأفكار مختلفة أن يلتقوا ويتبادلوا الأحاديث من دون ترتيب، حيث يجلس فنانون ومثقفون وصحفيون ومذيعون وإعلاميون ورجال أعمال ووزراء، شباب وشيوخ، خليط واسع من كل أطياف المجتمع.. إعلاميون مع موظفين وعمال وفلاحين بحرى وقبلى مع وزراء وطلاب وشباب ورجال أعمال.

وبالرغم من ضيق الوقت فالفرصة للقاءات تكون متاحة أو على الأقل للتعارف بشكل غير مخطط، فالجلوس ليس بنظام أو أرقام ، ترتيب وضع عدد من الحضور، وترك مقاعد فارغة تتيح احتمالات الجلوس لآخرين من اى اتجاه ما بين 600 إلى 700 شخص من مشارب ومهن واتجاهات مختلفة على مائدة الإفطار، من الصعيد وسيناء والنوبة وأسوان والدلتا والقاهرة والإسكندرية، وهى خطوة تتكرر خلال رمضان حسب ما علمت، و تتيح تواصل مايقرب من ثلاثة آلاف مواطن من اتجاهات مهنية وجغرافية مختلفة فى مناسبة تتيح هذا القدر من التواصل.

وعليه فإن لقاء من هذا النوع، يجمع الشامى مع المغربى.. المسئول مع الفنان والمثقف مع العامل والفلاح وأسر الشهداء ممن جلس ممثلون لهم على مائدة الرئيس مع نور بطلة الإسكواش الإسكندرانية التى طلبت لقاء الرئيس ووفى الطلب.. مواطنون يلتقون مع نجوم أغلبهم موجودون فى أعمال حالية، مثل الفنان يحيى الفخرانى ومحمد منير ومحمد هنيدى وأشرف عبد الباقى وحسين فهمى وغادة عادل مع طلاب الشرطة والحربية، وطلاب جامعات، وأهالينا من الصعيد وسيناء ومرسى مطروح وحلايب وشلاتين ووزراء وإعلاميون وفنانون موزعون على ترابيزات أتاحت فرص حوارات قصيرة من دون توزيع جغرافى أو نوعى للحضور.

الرئيس السيسى فى حديثه هذه المرة كان أكثر ثقة وهدوءا من المرة السابقة، بعد سنتين فى الرئاسة يرى أنه قطع شوطا صعبا، وإن ماتحقق كثير و"أننا بخير قوى".. كان يقولها برغبة فى طمأنة كثيرين، تراجعت مساحات القلق لديهم وإن لم تختف، وهؤلاء يعيشون فى مجتمع حى لا يكف عن الحديث والنقاش، وطرح الأسئلة، ويستهلك الكثير من الأخبار والتحليلات والشائعات والكلام من كل الاتجاهات، ومن دون واقع سياسى بنفس الثراء.

شخصيا التقيت عددا من الأصدقاء والزملاء والفنانين والمثقفين من أجيال مختلفة ومؤسسات متنوعة، ممن لاتتاح لنا فرص لقاءات دائمة، وسؤال عن الأحوال .

كانت الحالة هذه المرة أفضل من سنة مضت وهو أمر يعنى أننا نسير للأمام فى مجالات مختلفة وهناك مجالات اخرى ربما تحتاج إلى مزيد من العمل والصبر كما قال الرئيس السيسى، وهو يؤكد أن رفع المعاشات "من جيب مصر"، مطالبا الحكومة بمزيد من الإجراءات لضبط الأسعار، وللتجار دعاهم للرفق، ربما ينتظر الناس إجراءات أكثر وضوحا تجاه الأسعار.

كما يعنى الأمر أن ملف الأمن يتحسن فى سيناء وغيرها، والأمن ليس فقط الإرهاب، لكن مزيدا من التفاصيل تجاه الاستقرار وشعور الناس بالاستقرار أكثر، وأن مزيدا من الصبر ربما ينتج المزيد من العمل.. ربما كان قول الرئيس "احنا بخير قوى" رسالة طمانة تجاه أزمات أو مشكلات لها حل، ويمكن مواجهتها مع الأخذ فى الاعتبار أن كل ما تحقق تم وسط أزمات إقليمية ودولية ومليارات تستهلكها مشروعات ضرورية لبنية أساسية قوية يمكن أن تستوعب استثمارات أكثر وإنتاج أكثر.

هذه مجرد انطباعات وقراءة لإفطار الأسرة الذى حضرته مرتين.. أرى أن هذه المرة أفضل كثيرا وتشير إلى امكانية التحرك أكثر للمستقبل.


موضوعات متعلقة:


- يوسف أيوب يكتب: ملاحظات على هامش إفطار "الأسرة المصرية"..السيسى يجمع المصريين تحت خيمة واحدة للحفاظ على الثقافة والهوية المصرية..الرئيس يعتمد خماسية "العمل والصبر والإخلاص والأمانة والشرف" لنجاح الأمة










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة