هانى محمد مهنى يكتب: الطفولة زمان.. لعب وجد واحترام

الخميس، 26 مايو 2016 08:00 م
هانى محمد مهنى يكتب: الطفولة زمان.. لعب وجد واحترام أطفال يلعبون – أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من أجمل الذكريات فى حياتى وحياة الآخرين هى أيام الطفولة حتى من عاشوا طفولة صعبة فهم يظلوا يتذكرون الطفولة وبراءة الأطفال والتحرر من المسئولية والقيود.

كانت الطفولة زمان بسيطة وهادئة لا صخب ولا ملل، وكانت مليئة بالإثارة والنشاط وظهر هذا جلياً فى طبيعة حتى الألعاب فكانت الألعاب أغلبها بسيطة وأغلبها صناعة يدوية نظراً لعدم وجود العاب الرفاهية التى نجدها اليوم.

اعتمد الأطفال زمان على أنفسهم فى صناعة ألعابهم فعلى سبيل المثال كان الغالبية من الأطفال يجمعون أغطية زجاجات الكوكا كولا والبيبسى وثقبها لعمل إطارات تشبه إطارات السيارات مستخدمين بكرات بلاستيكية كانت تأتى مع خيوط ماكينات الخياطة وكان حينها من يمتلك مثل هذه الأغطية كمن يمتلك بعضا من العملات المعدنية ولك أن تتخيل أن بعض الأطفال كان يبيع هذه الألعاب وخصوصاً فى الريف.

تعتبر لعبة الاستغماية من الألعاب الشعبية التى مارسها أغلب أطفال مصر زمان والتى توارثتها الأجيال جيلاً بعد جيل وحتى بعض الأطفال مازالوا يمارسونها حتى اليوم، فكان مجموعة من الأطفال يعمدون إلى أحدهم بأن يغمض عينيه ثم يختفون منه حتى يجدهم أو يصلوا إلى المكان المحدد للعبة، ولى مع هذه اللعبة بالذات واقعة مؤسفة حينما حاولت الاختفاء من شريكى فى اللعبة فجريت مسرعاً حتى أننى لم أرى أحد الكلاب الموجودة بالشارع فعقرنى فى كعب رجلى وذهبت إلى المستشفى وأخذت 21 حقنة كانت تعطى لى يوماً بعد يوم فى البطن لكنى استمتعت بهذه اللعبة رغم ما حدث.

لا تذكر الطفولة إلا وتذكر الألعاب وشقاوة الأطفال، فلقد استمتعنا بالعديد من الألعاب البسيطة التى كنا نلعبها مثل لعبة نط الحبل والقفز من أعلى أيدى الأطفال الآخرين واللعب بألعاب صممناها وصنعناها بأنفسنا.

أما الألعاب التى كانت منتشرة فكانت بسيطة أيضاً معبرة لزمانها مثل القرد النطاط والحصان البلاستيك والعربات المصنعة من الصفيح وبعض الألعاب الأخرى.

أتذكر حينما كنا نخرج لصيد الأسماك مستخدمين، سنارة، بدائية وطعم بسيط لاصطياد الأسماك وأتذكر أن أكبر سمكة اصطدتها حينها كانت بحجم كف اليد.

أتذكر حينما كانت الترع وبحر يوسف ونهر النيل ممتلئة بالأسماك حتى إن المياه حينما كانت تنخفض، كان الرجال والأطفال يصطادوا بأنفسهم الأسماك التى كانت تظهر لهم بوضوح وكأنها تخرج لهم كأسماك أهل السبت مع فارق التشبيه.

أتذكر الحقول والأرض الخضراء، أتذكر موسم العنب وموسم جنى القطن، الذهب الأبيض.

لقد استمتعنا بتليفزيون زمان وشاهدنا التليفزيون الأبيض والأسود وحينما ظهر التليفزيون الألوان كنا فى قمة السعادة والإثارة لكن يظل عشق التليفزيون الأبيض والأسود كامنا فى أعماقنا.

شاهدنا العديد من البرامج الهادفة فى طفولتنا، فاستمتعنا ببرنامج سينما الأطفال صباح كل جمعة وبرنامج عالم الحيوان، عقب صلاة الجمعة وبرامج الأطفال مثل ماما نجوى وبقلظ، وتوم وجيرى، وبوجى وطمطم، وبرامج، بابا شارو وأبلة فضيلة، وغيرها من البرامج، أتذكر مسرحية جميلة بطلها اسمه عبد الله وحينما كبرت عرفت أنها قصة حى ابن يقظان لابن طفيل.

أتذكر أغانى الأطفال الجميلة مثل أغانى محمد فوزى، ذهب الليل.....طلع الفجر، ماما زمانها جاية، وغيرها من الأغنيات.

أتذكر أغانى الفلكلور الشعبى للأطفال وحكايات الأطفال بأنواعها المختلفة حتى حكايات الرعب مثل أمنا الغولة، وأبو رجل مسلوخة، وحكايات الخيال والمغامرات مثل الشاطر حسن وسندريلا وعقلة الأصبع.
كنا نتعلم الأدب والاحترام وتقدير الكبير فى طفولتنا ونشأنا وتربينا على قيم الحب والتسامح والصدق والوفاء، لم تكن طفولتنا تافهة أو سطحية بل كانت طفولة مسئولة وواعية ومعبرة عن البيئة التى عشنا فيها.
كانت الطفولة زمان من أجمل وأروع اللحظات التى عشناها، فلم يكن البال مشغولاً ولا الصراع على كسب لقمة العيش موجوداً بل كانت حياة الأسرة المترابطة وحب الأخ لأخيه وأخته هو السائد فضلاً عن احترامنا وحبنا لآبائنا وأمهاتنا رمز الحب والعطاء والسعادة.
نعم الطفولة هى أجمل وأروع وأنقى وأبسط فترات حياتى.











مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة