بالصور.. "اليوم السابع" داخل كلية اللغة العربية فى بكين.. عميد كلية دراسات الشرق الأوسط: "قلت للسيسى أنا فى خدمتكم فدعانى لافتتاح قناة السويس".. ويؤكد: 50 جامعة بالصين لتعليم اللغة العربية

"تحدثوا العربية ولو فى الصين" عبارة تتحقق بمجرد أن تطأ قدماك حرم كلية اللغة العربية بجامعة اللغات والثقافة فى العاصمة الصينية بكين، الأمر الذى أجراه مراسل "اليوم السابع" بالصين حيث تفقد الجامعة والتقى الدكتور لوه لين المعروف بــ"خليل باشا"، عميد كلية دراسات الشرق الأوسط ببكين الذي قال إنه انحنى أمام الرئيس عبد الفتاح السيسى الصين فى زيارته للعاصمة الصينية بكين إبان توليه وزارة الدفاع، فى العام 2014، وقدم هدية بالخط العربى مزينة بعبارة: "خليل باشا فى خدمتكم"، ليبتسم السيسى ويحيه، ويوجه له دعوة شخصية لحضور افتتاح قناة السويس، يتذكر خليل تلك المناسبة بفخر كبير ويكررها بالعربية الفصحى التى يجيدها منذ 30 عاما ليصبح حاليا عضوا فى لجنة الإرشاد لتعليم اللغة العربية للجامعات الصينية بوزارة التربية والتعليم الصينية.

وأضاف الدكتور خليل، لــ"اليوم السابع"، أن هناك الكثير من البرامج التعاونية والتبادلية بين مصر والصين، حيث يتم إرسال الطلاب الصينيين إلى جامعات القاهرة وعين شمس، وقناة السويس، وفاروس بالإسكندرية، مؤكدا أنه يوجد قسم للغة الصينية بكلية الألسن بجامعة عين شمس وهو الأول من نوعه بالمنطقة، وبها أكثر من 1700 طالب وهذا أكبر قسم لتعليم اللغة الصينية فى العالم، حيث يوجد أكثر من 60 مدرسا للغة الصينية.

وأكد عميد كلية دراسات الشرق الأوسط بجامعة اللغات والثقافة ببكين، اهتمام الحكومة الصينية حاليا تهتم كثيرا بتعليم اللغة العربية، حيث يوجد 50 جامعة الآن فى جمهورية الصين الشعبية لتعليم اللغة العربية، وتم إضافة 3 أقسام جدد فى هذه الكلية، ويوجد 300 طالب للماجسيتر، وهذا هو أكبر قسم فى الصين، مشيرا إلى أن اللغة العربية أصبحت أقوى وأشهر من اللغة الإنجليزية فى الصين.

والتقى "اليوم السابع"، عددا من الطلاب الصينيين الذين درسوا اللغة العربية فى مصر، فى جامعات القاهرة وفاروس، والذين أكدوا حبهم الشديد لمصر، ولكن واجهوا عددا من المشاكل فى ألا يوجد أحد من الشعب المصرى يتحدث اللغة العربية الفصحى، لذلك كانوا يجدون صعوبة فى فهم الكثيرين من الأمور، لأن معظم المصريين يتحدثون العامية الآن، ليس كالتى تدرس فى الجامعات الصينية، قائلين "من يشرب من النيل حتما سيعود إليه".

وتسعى كلية الدراسات العربية إلى أن تصبح قطبا فى تدريب الكوادر ومحطة هامة تعنى بالدراسات العربية، ومنصة لدعاية الصين فى العالم العربى وجسرا لتعزيز الصداقة بين الشعبين الصينى والعربى، كما ستعمل على تطوير تدريبها للكوادر والبحث العلمى والخدمات الاجتماعية والتبادلات الخارجية وغيرها من المجالات، اعتمادا على 3 مراكز بحثية جديدة: مركز دراسات الثقافة العربية الإسلامية، ومركز دراسات الإعلام والتبادل الصينى العربى، ومركز البحوث الإقليمية فى الشرق الأوسط.

وتتميز كلية اللغة العربية التابعة لجامعة الدراسات الأجنبية فى بكين بالمستوى العالى لخريجيها، والذين يعملون فى مجالات الدبلوماسية والتجارة والثقافة والإعلام والجيش والتعليم والبحث العلمى وغيرها فى الصين. كما تساهم فى دفع التبادلات الدولية، حيث يعد مبنى قسم اللغة العربية الذى أنشأ بتمويل إماراتى أحد المعالم الذى يجسد التعددية الثقافية فى جامعة الدراسات الأجنبية فى بكين.

يذكر أن تعليم ودراسة اللغة العربية يلقيان ترحيبا واسعا بين الصينيين، حيث فتحت أكثر من 40 جامعة أو معهدا فى أنحاء الصين كلية أو قسما لتعليم اللغة العربية فى الوقت الحالى بالمقارنة مع 8 جامعات فقط فى القرن الماضى، وأن تخصص اللغة العربية فى جامعة الدراسات الأجنبية قد أطلق فى عام 1958، وفى سنة 1981 استقل تخصص اللغة العربية فى قسم خاص، وكان أول قسم فى هذا التخصص فى الصين يمنح درجة الماجستير والدكتوراه فى العربية فى سنة 1981 و 1986.