م . شريف عبد العزيز يكتب: ومن يعتذر لى ؟

الأربعاء، 06 أبريل 2016 12:00 م
م . شريف عبد العزيز يكتب:  ومن يعتذر لى ؟ عمليات إرهابية - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تؤلمنى مشاهد الأبرياء الذين يتساقطون بقنابل المجهولين فى مناطق التجمعات السكنية والتجارية فى أى مكان فى العالم، وهذا الرعب المهول الذى يأتينا على شاشات الفضائيات من رؤوس مقطوعة وأجساد محروقة على أيدى ملثمين يقولون أنهم ينتمون لمنظمة كذا أو كذا، تحمل أسماء إسلامية أو دينية من أى نوع أو تصنيف .

لا يمكن أن أقبل لأى مخلوق فى الأرض أن تتحول مدينته إلى مكان محتمل لعملية إرهابية قادمة، ولا يمكن أن أتخيل نفسى أو عائلتى تسير آمنة فى سوق أو فى شارع ثم أجدها أشلاء ممزقة حولى لأن شخصا ما قرر أن يلقن العالم درسا فى الأخلاق أو انتقاما أو ردا لفعل على اعتداء فى مكان هنا أو هناك .

لا يمكن حتى أن اتخذ من هذه المواقف مادة للسخرية أو للنكتة أو التشفى أو حتى التبرير أو التعليل أو أحاول أن ألتمس العذر لمن فعل ذلك، لمن فجر سيارة من بعد أو فجر نفسه، مهما كان مصابه حتى لو كان مصابه عظيما عظم السماء والأرض، فلا يمكن ولا يجوز ولا ينبغى بحال أن يُعاقب شخص بجريرة آخر ولا يمكن أن أقبل فكرة القبائل المتصارعة فى أى مكان فى العالم، فأقتص من الآخر لأن واحدا من قبيلة هذا الآخر، من دولة هذا الآخر، من عقيدة هذا الآخر، من أيديولوجية هذا الآخر، من حى هذا الآخر، من عرق هذا الآخر، من طائفة هذا الآخر، من طريقة هذا الآخر، من فريق هذا الآخر، من مهنة هذا الآخر، من أى شئ ينتمى له هذا الآخر .. قد آذانى أو آذى من أحب أو ما أحب .

لا يوجد فى إيمانى ولا عقيدتى ولا أخلاقى ولا طريقتى ولا طباعى ولا تربيتى ما يجعلنى وحشا ممتلئا بحشو البشر وهراء البشر وفلسفة البشر وتنظير البشر، هذا التنظير الذى يبرر القتل والذبح وسفك الدماء العشوائى الانتقامى الغضبى العنيف، لا لفظا ولا فعلا، بل واقول ولا خاطرا ولا فكرا ولا دافعا ولا نية .

لا يوجد عندى غير قواعد بسيطة " ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى "، ولا يوجد عندى الا " ولا تزر وازرة وزر أخرى " ....لا يوجد عندى تفسيرات ملتوية لاحاديث مقتطعة من سياقها مثل " يبعثون على نياتهم " أو آيات مأخوذة من سياقها التاريخى او التشريعى مثل " فاقتلوهم حيث ثقفتموهم " .

لم يخطر ببالى لحظة أن أقوم بعمل حقير كنشر الرعب والترويع فى الارض، ولم تطرأ عليا لحظة تشفى فى مصاب قوم لأنهم الآخر المختلف أو الآخر الذى جاء منهم افراد فاصابوا قومى بكذا وكذا .

ولست مضطرا للدفاع عن نفسى ودينى وهيئتى وكينونتى ...لست مضطرا ان اكتب عن سماحة معتقدى وانصافه وادافع عن ذلك، فمن يكتب هذه السطور يكتبها وهو ممتلئ بمبادئ هذه العقيدة وما ينبع منها، وهى جزء من انسانيتى وادميتى وموضوعيتى وصراحتى وهى جانب من شخصيتى وهى مصدر انصافى وهى ما هى واقبل ما هى كما هى، واقبل ان يكفر بها من شاء ويؤمن بها من يشاء فرب هذه العقيدة خير البشرية فكيف اكون انا وصيا عليها ؟ او ناطقا باسمها ؟

لست مسئولا عن هؤلاء المحطمين الذين يؤمنون ان الله ارسلهم برسالة سامية وعليهم فرضها على البشرية بكل الطرق، ولست أنا من خلق تلك الوحوش من رحم السجون ومن معتقلات التعذيب ومن مناطق الحروب، ولست أنا من اطعمهم من أموال الخليج ولست أنا من أمدهم بسلاح الغرب، ولست انا من امدهم بمعلومات من اجهزة مخابرات من الشرق والغرب، ولست أنا من وضع فى افهامهم ولا عقولهم نسخا بشرية مشوهة وقراءات فاشية عبثية لدين يامرنى صباحا ومساءا برحمة الحيوان وإماطة الأذى عن الطريق وعدم قطع الشجر ونشر السلام والابتسام فى كل مكان والصفح عند المقدرة .

لست أنا من قوى هؤلاء بغرض محاربة آخرين، او استخدمهم فى توازنات سياسية أو مكنهم لفترة بغرض تصفية حسابات مع قوى آخرى .

لست أنا من يعتذر بالنيابة عمن لا اعرف من هو وما هو وكيف هو ولماذا هو .....

لست مذنبا ولم اكن يوما ...لست انا من قام بالارهاب او موله او صنع فقهه او درب جنوده او برر وجوده او دافع عن دوافعه ....لست أنا ...

لست أنا من يعتذر ...ومن يعتذر لى حينما أكون أنا أو من أحب ضحية عملية ارهابية جديدة فى حى هادئ فى وسط المدينة ؟











مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة