سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 22 أبريل 1956.. حاكم اليمن يفاجئ عبد الناصر فى جدة بـ40 طفلا تحت المقاعد

الجمعة، 22 أبريل 2016 09:19 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 22 أبريل 1956.. حاكم اليمن يفاجئ عبد الناصر فى جدة بـ40 طفلا تحت المقاعد الرئيس جمال عبدالناصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نقلا عن اليومى..


أراد الرئيس جمال عبدالناصر أن يبادر بزيارة الإمام أحمد حاكم اليمن فى جناحه الخاص بمدينة جدة بالسعودية، فتحدد موعد الزيارة فى مثل هذا اليوم «22 إبريل 1956»، وأثناء الزيارة وقعت المفاجأة التى لم يتوقعها «عبدالناصر» ومرافقوه، والقصة يرويها بوقائعها المدهشة صلاح الشاهد كبير الأمناء برئاسة الجمهورية بعد ثورة 23 يوليو 1952 ولمدة 20 عاما، وقبلها كان مديرا للمراسم بمجلس الوزراء.

كان جمال عبدالناصر فى زيارة إلى المملكة العربية السعودية بدأت يوم 20 إبريل 1956، وجاءت لوقف المحاولات الخطيرة للتفريق بين «عبدالناصر» والعاهل السعودى الملك «سعود بن عبدالعزيز»، ووفقا لـ«محمد حسنين هيكل» فى كتابه «ملفات السويس»: فى جدة كان جمال عبدالناصر حريصا على أن يشرح للملك «سعود» والأمير «فيصل»، أن سياسة الولايات المتحدة وأصدقائها تحاول التفريق بين مصر والسعودية، ويضيف «هيكل»: كان الإمام أحمد إمام اليمن فى الصورة، فقد بعث للملك «سعود» قبل وصول «جمال عبدالناصر» إلى جدة يطلب منه أن يسمح لليمن بالانضمام إلى مصر والسعودية فى أى عمل تقومان به.

هكذا انضم الإمام أحمد إلى الاجتماع، وعنه يتحدث «الشاهد» فى مذكراته «ذكرياتى بين عهدين» عن «الهيئة العامة للكتاب - القاهرة»، مشيرا إلى أنه جرت العادة على أن يكون هو فى مقدمة الركب لترتيب الاستقبالات عند وصول الملك سعود والرئيس جمال عبدالناصر، وكان من المفروض أن يكون الإمام أحمد بالمطار، ولكنه لظروفه الصحية وكبر سنه كان فى الانتظار بمدخل القصر، وكان وزير الدولة السعودى «عبدالرحمن الطبيشى» هو رئيس بعثة الشرف التى رافقت «الإمام»، ويذكر «الشاهد» أن سبب اختيار «الطبيشى» لهذه المهمة هو «متانة جسمه وقوة ذراعيه حتى إذا ما تعلق به الإمام استطاع أن يحمله لأن الإمام كان مصابا بشلل الأطفال»، يضيف «الشاهد»: «عندما وصلت حييت معالى وزير الدولة، ولكن دخل فى روع الإمام أن القادم هو جمال عبدالناصر وفى ثوانى، وجدته يعانقنى عناقا شديدا رهيبا، وقال: أهلا أخى جمال، ولم أستطع أن أحتمل ثقل جسمه».

ألجمت الدهشة وزير الدولة السعودى الذى ضحك على هذا الموقف الطريف، فحاول إفهام الإمام أن الشخص الذى يعانقه ليس هو جمال عبدالناصر، ولما أدرك ذلك أعاد وزير الدولة تقديم «الشاهد» الذى فوجئ بتكرار مأساة معانقته قائلاً: «أهلا، أخى صلاح».

تم توقيع اتفاق للتعاون العسكرى مصرى سعودى يمنى يوم السبت «21 إبريل»، وطبقا لـ«هيكل» فإن «عبدالناصر» قال لـ«سعود» إنه لم يكن يتصور أن إمام اليمن بهذه الحالة، وأنه يخشى من أن يكون اشتراكه فى الاتفاقية إضعافا لها، لكن الأمير «فيصل» أسرع بالرد: «اليمن مهم فى شبه الجزيرة العربية ومن الأفضل أن نحتوى الرجل قبل أن يخطفه غيرنا»، واستكمالا لدهشة عبدالناصر من الإمام يروى «الشاهد»، أن الجانب المصرى كان ينزل فى جناح بقصر «الضيافة الكبير» فى «جدة» وإلى جانبه ينزل الوفد اليمنى، وأراد عبدالناصر أن يبادر بزيارة الإمام فى جناحه الخاص لأسباب منها أن مصاب بالشلل وأنه يكبر الرئيس المصرى فى السن.

يقول «الشاهد» أبلغت الإمام برغبة الرئيس فى زيارته وحدد لها صباح الأحد «مثل هذا اليوم 22 إبريل 1956»، وفى الصالون الرئيسى الملحق بجناح الإمام أحمد جلس الرئيس عبدالناصر إلى يمين «الإمام» وبعد برهة وجيزة حدث شىء طريف، لا يمكن للإنسان أن يتصوره بأى خيال، إذ تسلل من تحت المقاعد حوالى أربعين طفلا لا تزيد سن كل منهم على عشر سنوات، وساد الهرج، وتصايح الأطفال من حولنا مهللين يلعبون وكأن الأمر لا يعنيهم فى كثير أو قليل».

يتحدث «الشاهد» عن رد فعل «عبدالناصر» والوفد المصرى: «عقدت الدهشة ألسنتنا وألجمتنا وافتر ثغر الرئيس عبدالناصر عن ابتسامة صغيرة، أراد أن يدارى بها دهشته فى حضرة الإمام الرهيب، الذى قال للرئيس عبدالناصر: «هؤلاء أحباب الله».

وعن سر هؤلاء الأطفال، يذكر الشاهد أنهم علموا فيها بعد بأنهم «أطفال لآباء صدرت ضدهم فى عهد الإمام أحكام بالقتل أو السجن أو النفى أو التعذيب، كما كان بعضهم لا عائل لهم، وبعضهم رهينة لديه»


موضوعات متعلقة..


- سعيد الشحات يكتب : ذات يوم ..الملك فاروق يبدى للسفير البريطانى استعداده للتنازل عن العرش

- سعيد الشحات يكتب : ذات يوم.. وفاة محمد شريف باشا " أبو الدستور المصرى

- سعيد الشحات يكتب : ذات يوم ..السفير البريطانى :" إما إذعان الملك فاروق أو تنازله عن العرش










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة