طارق ناجح يكتب:

اللقاء الثانى .. مع الأمل والأمانى

الأربعاء، 20 أبريل 2016 06:13 م
اللقاء الثانى .. مع الأمل والأمانى فراق صديقين - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
غريبة هى الحياة.. وغريبة هى تصاريف القدر.. نفترق لنلتقى بعد سنوات طويلة.. نلتقى وفرحة اللقاء تغمرنا حتى نكاد نغرق فيها.

ولكن بعد أن ترتوى القلوب، وتهدأ لهفة اللقاء.. ينتابنا إحساس بالحزن والشجن. هل هو حزن على كل هذه السنوات الضائعة فى الفراق؟ هل هو حزن لأننا التقينا فى خريف العمر؟ أم أنه حزن لأننا لم نعد نفس الأشخاص التى افترقت من سنوات طويلة.. لم يعد لدينا حماس الشباب وقوته وطيشه.

لم تعد لدينا الأحلام الوردية بالسفر إلى أوروبا، كندا، أو أستراليا.. لم نعد نفس الأشخاص.. بل مجرد صورة كربونية باهته لأشخاص حاولوا أن يثوروا على الظروف والواقع.. حاولوا الإبحار إلى المجهول لَعَلَّ هذا المجهول يكون لهم برداً وسلاماً بعد عذاب وعناء.. بعد فقر وحرمان.. بعد سنوات شاقة حاولوا أن لا تكون مؤبدة !! ماذا ينقصهم ليحققوا أحلامهم، وقد وهبهم الله من الذكاء والإرادة لينحتوا فى الصخر.. فى الجبال.. لا ليجدوا كنزاً أو مقبرة فرعونية منذ آلاف السنين.. بل ليجدوا الكنز المدفون بداخلهم هم.. هم القادرون على تحقيق المستحيل والثروة أيضا.

لقد خرج معظم العظماء والأثرياء.. إن لم يكونوا كلهم من رحم الفقر والمعاناة.. ولكن كل هؤلاء لم يصلوا إلى ما وصلوا إليه إلا بعد أن أرسلت لهم العناية الإلهية الأشخاص المناسبين الذين يقفوا إلى جانبهم يؤازرونهم ويشجعونهم بكل قوة وحماس لأنهم يؤمنون بهم وبما وهبهم الله من ذكاء وحماس وموهبة.

ولكن يبدو أنه قد آن الأوان ليلتقيا وهم على أبواب الخريف.. ليكملا ما قد بدآه منذ أكثر من عشرين عاما وهما يخطوان خطواتهما الأولى نحو كلية التجارة بجامعة حلوان.. يكملان ما قد بدآه من أحلام وآمال وهما يحتسيان الشاى ويشعلان سيجارة وهما فى الطابق السادس والعشرين فى فندق المريديان وينظران من الشرفة إلى القاهرة بأكملها.. كوبرى قصر النيل، مبنى الإذاعة والتليفزيون، وزارة الخارجية، شيراتون الجزيرة، وبرج القاهرة.. وكأنهما أمراء عرب بينما تفوح رائحة الثنر من ملابسهما الرثة التى قدموا بها ليضعا اللمسات الأخيرة على دهان الخشب الذى يزين سفلية حوائط الغرف.

نعم أضاعا سنوات طويلة هباء.. أو أضاعها زمنا لا يعترف إلا بالنفاق والرياء، ولكن مازال فى العمر بَقِيَّة.. ومازالت الإرادة فَتِيّة.. ومازالت القدرة على الاستمتاع قَويَّة.. كوب شاى وسيجارة وخضرة ووجه حسن وأحلام وَرديَّة.. بأن غداً يومٌ آخر يحمل لنا أُمنيَّة.. أمنيَّة أخرى بعد لقاءِ كدنا نحسبه سُخريَّة.. نعم إن الحياة كريمة وسخيِّة.. تلقى بنا فى صحرائها حتى نكاد نموت من الحرارة والظمأ.. فنجد ينبوع مياه مثلَّجة ونقيَّة.. فلا تكفروا برحمة الله.. فإنها تسع كل البريَّة.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد أبوهرجة

رائع رائع

عدد الردود 0

بواسطة:

طارق ناجــح

الكاتب هو طارق ناجــح

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة