كمال حبيب

العالم يتوافق على اعتبار «داعش» عدوا

الإثنين، 28 مارس 2016 11:31 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ساحة الحرب على داعش يتوافق عليها العالم كله الآن، وهنا يبدو تساؤل، وهل كان أحد فى العالم يرى أن داعش ليس عدوا له؟ هنا نقول نعم!! الولايات المتحدة الأمريكية لم تنظر إلى داعش قبل يونيو 2014 وهو تاريخ سقوط الموصل وإعلان الخلافة باعتباره عدوا، والدول الأوروبية لم تكن سياستها تصدر عن موقف واحد تجاه داعش، حين أعلن عن وجوده فى سوريا، وتمدد من العراق إليها، ليكون تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام فى إبريل عام 2013، فقد نظرت الدول الأوروبية إلى خطر داعش باعتباره تهديدا للأقليات اليزيدية والصابئة وغيرها وتعاملت مع آثار المخاطر التى مثلها باعتبارها حالة إنسانية، ولم تعلن أى دولة مواجهته عبر خطط عسكرية على الأرض، بينما نظرت تركيا للتنظيم إلى أنه أحد أوراقها فى الضغط على نظام الأسد ومواجهة إيران فى العراق وسوريا، ورأت دول الخليج أن التنظيم يمكن أن يكون مفيدا فى ذات السياق، بينما رأت إيران وحلفاؤها خاصة نظام بشار الأسد، أن خلق حالة الإرهاب تعطيهم مبررا للوجود فى العراق وفى سوريا من ناحية إيران، ومن ناحية الأسد فإنه يواجه خطر الإرهاب، رغم أنه كان أحد مطلقيه من السجون السورية القمعية المروعة مع مطلع ثورة الشعب السورى، حتى ينزع عنها الطابع الشعبى السلمى، ويطبعها بطابع العسكرة والإرهاب.

تردد السياسات الدولية والإقليمية وتناقضها وتخاذلها فى مشرق العالم العربى جعل التنظيم يستغل ذلك التردد والتناقض والتخاذل، ويوسع مساحات وجوده لحد أن دولته أصبحت واقعا وخليفتها أصبحت ظاهرة، وهذه الدولة تسيطر على مساحات من الأرض جاوزت فى بعض الفترات نصف مساحة سوريا، وأسقطت الحدود مع العراق وتمدد وجودها حتى وصلت إلى نينوى، والموصل المدينة الأهم فى شمال العراق، وأصبحت العاصمة بغداد على مرمى حجر من تهديد داعش، وهذه المناطق التى سطت عليها داعش تقع فيها غالب ثروة البترول السورية والعراقية، كما يخضع لها بالإكراه مجموعات سكانية تبلغ ما يقرب من عشرة ملايين يدفعون الإتاوات والجزية والضرائب.

الصعود المتوالى لداعش وتأثيره فى تشكيل مجمل السياسة العالمية والإقليمية جعله قبلة الجهاد العالمى والمعبر عن نسختها الجديدة، وهو ما وفر له تجنيدا جاء من أوروبا بالآلاف، حتى بلغ مقاتلو أوروبا داخل التنظيم ما يقرب من ثمانية آلاف مقاتل، كما أن تنظيم القاعدة واجه انقساما دائما لصالح التنظيم فى أغلب المناطق التى كان التنظيم يتمتع فيها بحضور قوى، لا نستثنى من ذلك أفغانستان نفسها ولا باكستان ولا اليمن، فضلا عن تمدده فى ليبيا، وتهديده لتونس وتنفيذ عمليات خطيرة فيها فى سوسة، وآخرها فى بنى قردان، وسيطر التنظيم الخطير على حدود مشتركة مع الأردن والسعودية وبلدان الخليج، وهو ما سهل له توجيه ضربات للكويت والسعودية لم تستثنِ المساجد.

روسيا جاءت إلى سوريا لتحارب الإرهاب الداعشى، وبينما كان الجدال مع أمريكا والغرب حول من هو العدو، هل هو داعش أم الأسد؟ فإن اليوم يتفق الطرفان على اعتبار قتال داعش أولوية، وهو ما يبرر الانسحاب الروسى من سوريا، وسقوط تدمر وقوات النظام فيها تعنى أن القوى العظمى قبلت بدور للنظام فى مواجهة داعش.

الضربات التى واجهها داعش من التحالف الدولى فى سوريا فقط ما يزيد على ثلث الأراضى التى كان يسيطر عليها، وشن الحرب عليه فى الأنبار ثم الموصل ونينوى الآن، وقتل قادته الكبار مثل عبدالرحمن مصطفى القادولى الرجل الثانى فى التنظيم عبر استهدافه من الأرض، وليس من الجو يعكس أن العالم يعتبر أن داعش عدوه الآن بعد استهدافه لبلجيكا ومطارها وخطوط المترو فيها ومقتل ما قارب الأربعين شخصا، وقد كان ضرب من قبل باريس فى نوفمبر الماضى، وقتل فى عملياته المتزامنة مائة وثلاثين شخصا، وخرج مقاتلو التنظيم ليقولوا إن القادم أسوأ، وأن عمليات أكثر فتكا سنوجهها للغرب فى قلب مدنه، هنا جاءت لحظة الحقيقة التى لا يمكن الإغضاء عنها.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة