بعد أزمة رسمة النجمة على أثر بأسوان.. النجمة السداسية جزء من الحضارات القديمة.. المصريون القدماء استخدموها فى زمن ما قبل الأسر.. والتاريخ الإسلامى اعتبرها شكلا زخرفيا.. واليهود اعتمدوها فى القرن الـ17

الجمعة، 25 مارس 2016 07:08 م
بعد أزمة رسمة النجمة على أثر بأسوان.. النجمة السداسية جزء من الحضارات القديمة.. المصريون القدماء استخدموها فى زمن ما قبل الأسر.. والتاريخ الإسلامى اعتبرها شكلا زخرفيا.. واليهود اعتمدوها فى القرن الـ17 نجمة داوود
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دائما ما تثير النجمة السداسية التى يطلق عليها نجمة داود الكثير من الجدل إذا ما وجدت فى أى مكان لأن الكثيرين أصبحوا يربطونها بالوجود اليهودى، لكن هناك الكثير من الدراسات تؤكد أن هذا الرمز كان مستخدما فى كثير من الحضارات القديمة التى تسبق الديانة اليهودية وبالتالى تسبق وجود النبى داود.

ففى بحث قامت به الباحثة ابتسام احمد المغربية ونشر عام 2001، أكدت فيه أن جريدة الأهرام المصرية تقريرا علميا مؤيدا بالوثائق والذى صدر بتاريخ 28/12/2010 تحت عنوان الباحثون يؤكدون: النجمة السداسية مصرية.

لقد أثبت اكتشاف قطعة أثرية، يمكن الاطلاع عليها بالمتحف المصرى، على أن النجمة السداسية استخدمها الفراعنة شعارا للملِك فى عصر ما قبل الأسرات‏. يعنى قبل نبى الله موسى وقبل الديانة اليهودية.

وضح المقال ان النجمة السداسية كانت شائعة فى مصر قبل النبى داود بمئات السنين، وكانت فى خاتم للملك ثيش الذى كان يضعه على كل شئون الدولة السياسية منها والدينية، حيث أكد الدكتور سعيد محمد ثابت، الباحث الأثرى ورئيس جمعية محبى الآثار المصرية، أنه تم اكتشاف هذا الأثر بإحدى المقابر الأثرية الموجودة بمدينة أون عاصمة مصر فيما قبل الأسرات وهى بمنطقة عين شمس والمطرية، كان صاحب المقبرة كاهن المراسم بالمعبد الكبير بالمدينة ووجدت لديه مجموعة من خبز القربان يتكون من 3 أرغفة بأحجام مختلفة أولها يحمل خاتم الملك وهو غطاء الرأس الملكى، وثعبان الكوبرا الملكية وكان يزَيّن جبين الملك، والرغيف الثانى يحمل بصمة قاعدة العصا الملكية أو الصولجان، أما الرغيف الثالث وهو أصغرهم حجما فيحمل الرمز الشخصى للملك، وهو النجمة السداسية.

بينما أكد البحث نقلا عن الباحثة مها صلاح، أن اليهود استخدموا الرمز المصرى القديم فى النجمة السداسية منذ عام 1648 ميلادية وليس من أيام النبى داود كما هو اعتقاد البعض، وقد استخدمها اليهود فى مجموعة الدفاع عن مدينة براغ عندما كانت جزءا من الإمبراطورية النمساوية لما هاجمتها دولة السويد فى ذلك العام أى 1648، ثم اختارتها الحركة الصهيونية فى العام1879 م رمزا لها باقتراح من تيودور هرتسل فى أول مؤتمر صهيونى عقد فى مدينة بال باتخاذها شعارا للصهيونية، ورمزا للدولة اليهودية، مستقبلا.

وأضافت "مها صلاح" حسب ما نقله البحث عن المقال المنشور فى الأهرام أن النجمة السداسية كانت فى العقيدة المصرية القديمة رمزا هيروغليفيا لأرض الأرواح، ولـ"لإله أمسو" الذى كانوا يعتقدونه أول إنسان تحول الى "إله" ثم أصبح اسمه حورس، مما يؤكد ارتباط الرمز بالعقيدة والتاريخ المصرى القديم، قبل نشوء اليهود، فالنجمة أثر عقائدى مرتبط بالمعبد وكان يوكل عادة به لاستكمال الطقوس الدينية.

وينقل البحث تعليق الدكتور محمد إبراهيم بكر، رئيس هيئة الآثار سابقا، أن النجمة فى تلك العصور كانت تستخدم كشكل زخرفى فى غالب الأحيان خاصة فى فترة ما قبل الأسرات، وقد ظهرت بوضوح فى عصر الأسرتين 21 و22 الليبيتين وهما مصريتان وتحت لواء الحضارة المصرية، وكانت النجمة بأنواعها تقام على واجهات ومداخل العمائر الضخمة والشهيرة، ثم استمر استعمالها فى العصور الإسلامية على الأطباق والكراسى.

وفى رسالته للدكتوارة أكد الدكتور عبد الرحيم ريحان وعنوانها "منطقة الطور بجنوب سيناء فى العصر الإسلامى دراسة أثرية حضارية" أن زخرفة النجمة السداسية وهى النجمة الإسلامية البعيدة نهائيًّا عن أى علاقة بالصهيونية، قد ظهرت على أربعة أطباق من الخزف المستخرج من منطقة رأس راية 10كم جنوب طور سيناء، ورغم ظهور النجمة السداسية فى حضارات مختلفة قبل الإسلام ولكن دلالاتها فى الحضارة الإسلامية ارتبطت بمعانى روحية سامية ودلالات خاصة، وقد عرفت النجوم فى مصر القديمة فى معبد دندرة من رسم لمسارات النجوم ومدارات الأفلاك وسقف مقبرة سنفرو من الأسرة الرابعة مزين بالنجوم السداسية وفى الديانة الهندوسية والزرادتشية، وكانت من الرموز الفلكية المهمة فى علم الفلك والتنجيم أما انتشارها بشكل كبير فى الزخرفة الإسلامية على العمائر وفى التحف الفنية فهذا يرجع لارتباطها بمعانى دينية خاصة تؤكد العلاقة الوثقى بين السماء والأرض، وتعبر عن اندماج شكلين يمثلان السماء والأرض عن طريق تداخل مثلثين المتجه رأسه لأعلى وقاعدته لأسفل يمثل الأرض، والمتجه رأسه لأسفل وقاعدته لأعلى يمثل السماء، والنجمة الخماسية فى الزخرفة الإسلامية تعبر عن تداخل زاويتين، والثمانية تداخل مربعين والمربع يعبر عن الجهات الأصلية ويرمز للثبات والكمال والمثمن انعكاس للعرش الإلهى الذى تحمله ثمانية ملائكة، والشكل الكروى يعبر عن الكون والخط المستقيم يمثل الفكر والمخمس الطبيعة والمسدس جسم الإنسان وأيام الخلق الستة والنجمة تعبر عن الكون ورب الكون وكل هذا مستوحى من آيات القرآن الكريم.




موضوعات متعلقة..


آثار أسوان: الوزارة شكلت لجنة لمعاينة واقعة الـ"نجمة"









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة