مصطفى سعيد ياقوت يكتب: الحياة وتجاربها

السبت، 12 مارس 2016 04:10 م
مصطفى سعيد ياقوت يكتب: الحياة وتجاربها ورقة وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"لا حدود لقسوة الحياة وتجاربها". هذه هى الحقيقة التى لا تقبل أى سجال أو جدال. فلا تتوقع لنفسك أن تعيش فى الجنة ونعيمها طالما تستنشق رئتيك الأكسجين وتزفر ثانى أكسيد الكربون.

ستظل يوماً بعد يوم تخرج من تجربة إلى تجربة ومن امتحان إلى امتحان; قد تجد تجربة مريرة وأخرى سعيدة ، تجربة طويلة وأخرى عابرة، تجربة ممتعة وأخرى مملة,.....الخ. ستختلف التجارب التى تمر بها فى أنواعها وطريقة تفاعلك معها ولكنك فى كل الأحوال لن تكون خاسراً حتى وإن بدا لك فى وقتها عكس ذلك. قد تخسر مالاً أو وظيفةً أو رفيقاً أو عزيزاً.....الخ، لكنك لن تكون بعد التجربة مثلما كنت من قبل أو هكذا يجب أن تكون.

للأسف، هذا لا يحدث دائماً على أرض الواقع لأنك تجد الكثير ممن يمرون ببعض التجارب القاسية، يستسلمون وينهارون من أول جولة. مثل هؤلاء لم يدركوا يوماً الماهية الحقيقية للحياة وأن حياتنا ما هى إلا مجموعة تجارب متعاقبة تنتج عنها خبرات حياتية متنوعة. مثل هذا التنوع فى الخبرات يمثل فيما بعد تجسيد لشخصياتنا وكيفية تناولنا للأمور فى المستقبل.

بكلمات أخرى كلما مررت بتجارب أكثر فى حياتك كلما ازدادت خبراتك الحياتية واختلفت نظرتك فى تناول الأمور وأصبحت أكثر نضجا فى معالجتها.

ولتعلم يقيناً أن عقارب الساعة لم ولن ترجع للوراء فى يومٍ من الأيام، وهكذا يجب أن نكون جميعاً; "فى وضع الحركة للأمام دائماً، بلا تهاون أو تراخٍ بلا تَعَجُّل أو تهور". الدنيا لن تقف عليك إذا وقفت أنت مكانك متعللاً بفقدانك أغلى ما تملك. لن تعود عقارب الساعة إلى الوراء لتعيد إليك وظيفتك أو حبيبتك، ولن تمتلك البلورة السحرية لترى فيها مستقبلك ونتيجة قرارتك التى تتخذها الآن. كل هذا لم ولن يحدث، فلم نسمع عن أحاديث الماضى تعيد هذا الماضى إلينا أو تغير فيه شيئاً وأيضاً لا ينبغى علينا أن نؤمن بكلام العرَّافين والدجَّالين عن المستقبل فهذا كبيرة من الكبائر.

إذا أقنعت نفسك يوماً أن الوقوف "محلك سر" هو الحل لمشكلة من المشكلات فأنت مخطئ لا محالة، فالحياة لم تتوقف مع انهيار حضارات عريقة دامت آلاف السنين ولم تتوقف بموت الأنبياء ولم تتوقف مع كل ما يحفل به التاريخ البشرى من الصراعات والحروب الدموية. لم ولن تتوقف الحياة يوماً لفقدان شيء مهما علت قيمته أو شخص مهما بلغت منزلته.

إنه الحاضر والحاضر فقط الذى يجب أن نعيشه وبكل قوة، إنه الحاضر الذى يجب أن نحياه بكل جوارحنا وبكل ما نملك من طاقة إيجابية نحو التغيير.

طريقة تناولك للأمور وكيفية مواجهتك للتجارب التى تمر بها هى وحدها التى ستحدد مستقبلك وهى وحدها الماضى الذى ستسرده فى المستقبل لأحفادك عندما تصير هذه التجربة وغيرها من ذكريات الماضي. تحلّْ دائما بالشجاعة والصبر وتعقَّل دائماً فى كل أمورك ولا تُغَلِّب أبداً قلبك على عقلك فيختل ميزان حياتك.

اعتمد على نفسك، فهى الوحيدة التى تمتلك كل مفاتيحك وتعرف كل نقاط قوتك وضعفك، وهى الوحيدة التى تعلم ماضيك بكل تفاصيله وتتمنى لك مستقبل أفضل بكل إخلاص. اعتمد على نفسك ولا تضعف ولا تتخذ الظروف حجة جاهزة لفشلك وضعفك، فآلاف الأشخاص الناجحين الذين وقفوا فى وجه الظروف المعاكسة وحولوا فشلهم إلى نجاح لم يتركوا لنا أدنى حجة فى أن نفشل أو أن نضعف.

ابدأ بداية جديدة وخض التجارب متحلياً بحكمة لقمان وصبر أيوب ولا تخرج منها خاسراً، مما سيجعلك تتباهى فى المستقبل بما تملك من خبرات، لم تكن فى الأساس إلا تجارب مريرة فى حينها.

وفى النهاية تبقى لى كلمة:


إذا لم تواجه الصعاب فى حياتك ولم تمر بالتجارب حلوها ومرها فكيف يكون التمييز بين السراء والضراء وكيف ستشعر بالسعادة بعد الشقاء.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة