محمود سعد الدين

الفرق بين ميشيل أوباما وشجرة الدر

الأحد، 07 فبراير 2016 06:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يحكى أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما اصطحب زوجته لتناول العشاء فى أحد المطاعم بريف أمريكا، جلسا على الطاولة وتحيط بهما الحراسة الخاصة للرئيس، لاحظ أوباما أن رجلا يتحدث مع الحرس ويريد الاقتراب من طاولة الرئيس، استفسر أوباما من الحرس عما يريد هذا الرجل، فرد أحد افراد طاقم الحراسة بأن هذا الشخص يريد أن يتحدث إلى السيدة ميشيل أوباما على انفراد، بالفعل تركت ميشيل أوباما طاولة الرئيس وتحدثت مع الرجل 5 دقائق.

عادت ميشيل والابتسامة على وجهها، سألها أوباما: ماذا كان يقول لك؟.. فأجابت بأن هذا الشخص كان صديقى فى الدراسة الجامعية وكان يبوح بحبه القديم لى، وهو حاليًا مالك المطعم. فأجاب أوباما: لو كنتِ تزوجته لكنتِ زوجة مالك أهم مطعم فى الولايات المتحدة، فردت ميشيل أوباما قائلة: «لا.. لو كنت تزوجته لكان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية».. ضحك أوباما.. تناولا وجبة العشاء.. ومضى اليوم.
موقف ميشيل أوباما مع الرئيس الأمريكى، معبر عن حال العلاقة الثنائية بين الزوج والزوجة، دائمًا تنظر الزوجة نفسها السبب فيما وصل إليه زوجها، وبدونها لا يصل إلى ما وصل إليه، ميشيل أوباما قالت إنها لو تزوجت صاحبها فى الجامعة منذ 25 عاما لكان الآن رئيس الولايات المتحدة وليس مالك مطعم شهير.. قصة ميشيل أوباما دفعتنى لاستحضار نماذج من التاريخ الإسلامى لسيدات كان لهن دور كبير فى مسار الإسلام بأيامه الأولى، وانطقلن فى الماضى من نفس المنطق أنهن بداية النجاح لأزواجهن أو حتى لعائلاتهن.

السيدة أسماء بنت أبى بكر التى لعبت دورا تاريخيا فى وقت عصيب على الأمة الإسلامية حين اتخذ الرسول (ص) طريقه للهجرة، واختبأ فى الغار، كانت تحمل إليه الطعام والماء فى نطاقها «حزام يُشد به الوسط»، وتحركت فى الصحراء من دون خوف، ولما رأها الرسول (ص) وقد شقت نطاقها نصفين لكى تخبئ به الطعام، قال لها: أبشرى بأن الله تبارك وتعالى أبدلك به نطاقين فى الجنة.. فلقبت آنذاك بـ«ذات النطاقين».. موقف أسماء حمل فى ثناياه أبعادًا عن المرأة المسلمة التى تقف إلى جوار الحق مهما كانت نتائجه.

الخنساء بن عمرو، الشاعرة المخضرمة، انتشرت لها القصيدة الشهيرة التى كانت تنعى فيها شقيقها صخر فى الجاهلية، ولكن بعد الإسلام تغيرت تماما رغم أنها فقدت 4 من أبنائها فى غزوات مختلفة، ثباتها وصبرها واحتساب أبنائها عند الله كانت رسالة اجتماعية إيمانية مهمة لكل المسلمين فى عصرهم الأول ومن بعدهم فى كل الأجيال التالية.

شجرة الدر، لها ما لها وعليها ما عليها، ينصفها التاريخ أو يظلمها، ولكن تبقى أنها تحلت بالحكمة وقت وفاة زوجها الصالح أيوب سلطان مصر لعدة أيام، لكى لا تنكسر الروح المعنوية للجيش المصرى وقت حربه مع الصليبيين.. تحرك شجرة الدر يعكس مدى ذكاء السيدة المصرية فى التعامل وقت الضغوط والأزمات، وكيف تتخذ القرار.

الزوجة هى الشريك الأساسى فى الحياة، بدونها لا تختل الأسرة فقط، بل تختل الحياة عموما، وتتوتر العلاقات، بهدوئها وذكائها تتزن الحياة، وتتقدم للأمام.

إلى كل سيدة تقرأ تلك الكلمات، أمًّا كانت أم زوجة أم بنتًا مقبلة على الزواج، راجعن ماذا كتب التاريخ عن السيدات، ستجدن نموذجين، سيدات غيّرن التاريخ، وأخريات دمرن التاريخ.. والتاريخ هنا ليس بمعناه الشامل، ولكن بمعناه الضمنى، التاريخ فى إدارة حياتك الزوجية، العاطفية، العملية، الأسرية، العلمية.. لا أقول لكِ كونى مثل أسماء بنت أبى بكر أو الخنساء أو شجرة الدر أو ميشيل أوباما، ولكن كونى كما أنتِ، شكلى بنفسك شحصيتك وكونى صانعة.








مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

هدية

مقالة جميلة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة