طارق الخولى

عندما يخوض «صنايعية الألش» فى هموم الوطن

الإثنين، 29 فبراير 2016 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نزل من سيارته الفارهة مسرعًا إلى مكتبه الحقوقى الكائن فى وسط المدينة ليرتخى على كرسيه الوثير، ومكتبه الفخيم، متابعًا باهتمام بالغ، ولعابه يسيل انتظارًا لأى كلمة فى خطاب الرئيس عن رؤيته لمصر حتى عام 2030 يستطيع أن يأكل بها عيشًا، وفى منتصف الخطاب لمعت عيناه، وأخذت أطراف الشفاه فى الارتخاء يمينًا ويسارًا لتشكل ابتسامة عريضة، والتقط ورقة دوّن فيها بعض الملاحظات المقتضبة قائلاً لأحد مساعديه: «قضيت واتعشت».

فعندما يختزل هؤلاء خطاب ساعة ونصف الساعة فى انتقاد بضع كلمات تحتمل أكثر من معنى وتفسير، فيتم تأويلها وفق ما يخدم من يريد النيل من الرئيس عندما ينظر الفشلة للنجاح، وعندما يخوض «صنايعية الألش» فى هموم الوطن، وعندما «يهيص» المغلفين فى «الهيصة»، وعندما يحلل الحقوقى «القرشينات» أقصد الدولارات، عندما نرى مستجدى الأمس من مقاصل الإخوان ومشانقهم يعارضون اليوم، فالمعارضة باتت فى أحيان كثيرة «بتكسب دهب».

وبعيدًا عن هؤلاء الصعاليك، مصر بين البناء والبقاء ستظل واقفة لن تهتز، ولن تتوانى عن التقدم، فالبناء بات ضرورة للبقاء، وكسر دعاة الهدم ودفعهم للإحباط وهم يستجدون العودة لما قبل 3 يوليو 2013 بات واجبًا مقدسًا.

فقد كان خطاب الرئيس السيسى شاملًا، وتركز فى محورين، أولهما البناء، والآخر البقاء، فعن البناء تناول التحديات الاقتصادية التى تواجهها مصر الآن، وشخّص المرض الذى تعانيه مصر اقتصاديًا، وتناول نظرة إصلاحية فى تطلعات إصلاح الاقتصاد المصرى، وتضافر جهود المصريين لتحقيق ذلك، ولخص ذلك فى عبارة بسيطة «هنصبّح على مصر بجنيه»، فالرئيس دائمًا لديه فلسفة فى دعواته، ليس المشاركة فحسب، إنما استنهاض الهمم، وتحفيز المشاركة المجتمعية فى مواجهة التحديات المتعددة، فمصر تحتاج أن نقف جميعنا يدًا واحدة حتى نستطيع، فحينما نستطيع سننجح، وعندما ننجح سننتصر.

ليخصص الرئيس جانبًا من خطابه عن مشروعات الشباب الصغيرة والمتوسطة، وعن توفير مساكن مناسبة لهم، لترصد الدولة لذلك 200 مليار جنيه، وليلمس الرئيس كبد معاناة الشباب فى الحصول على مسكن آدمى، وإيجاد العمل المناسب، وما يترتب على ذلك من كسر الإحباطات التى نشأ فيها الشباب، وقسوة ما مروا به عبر سنوات ماضية.

أما عن البقاء فقد ركز الرئيس السيسى فى كلمته على تحديات مواجهة الإرهاب، وعن رفضه أى تجاوزات من أى مؤسسة فيها مساس بكرامة المواطن المصرى، وتحدث عن المعادلة الصعبة فى «كيفية الحفاظ على كيان الدولة دونما وقوع أى تجاوزات»، كما تطرق لقاعدة إصلاحية تتعلق بمكافحة الفساد، وهى «كيف أن نصلح دون أن نكسر»، فى إشارة إلى الإصلاح التدريجى، وليس التغيير بالصدمات، للحفاظ على مؤسسات الدولة، وعدم تعرضها للانهيار.

وعن تغذية الوعى القومى للشباب كان «البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة»، ليطلع الشباب على قضايا مصر الحقيقية، وتحدياتها الجمة، ليكتمل وعيه ومعرفته فى مجابهته لأطراف الشر التى تسعى لضرب الأمة فى أقوى ما لديه، وهم شبابها، بتخريب العقول، وخلط المفاهيم فى إطار جر الأوطان للخراب والانقسام.

ليتطرق الرئيس فى حديثه عن البرلمان المصرى، وعن حداثة تجربة %50 من أعضائه فى العمل النيابى، وما يستتبع ذلك من مشدات وحماس البعض، فبرلمانات العالم يحدث بها شد وجذب، بل إن بعضها يصل فيه الخلاف إلى حد التشابك بالأيدى، ولا يمكن استغلال ذلك فى تشويه البرلمان ليعبر الرئيس عن ضيق ما نعانيه كنواب شباب، وهو إغفال التشكيلة الجيدة للبرلمان، خاصة أنها المرة الأولى التى يشهد هذه النسبة من الشباب والمرأة.

فمصر الآن لم تُوقف التدهور فحسب، ولن تستمر فحسب فى المقاومة ببسالة فى الحرب النفسية الدائرة عليها، إنما باتت تضع لها أهدافًا مستقبلية واضحة، وتطلعات نجاح وتقدم بأن تكون مصر ضمن أكبر 30 دولة فى العالم فى عام 2030، فمنذ اللحظة بات العمل بإرادة صلبة واجبًا على الجميع، فلا محل للإحباط أو نفاد الصبر، بل المثابرة حتى تحقيق الذات القومية.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة