فى هذه الأيام ووسط هذا الصخب الإعلامى وانفجار الرأى العام فبعض القضايا أصبحت تحتل الاهتمام من القنوات ومواقع التواصل الاجتماعى وتداول قضية معينة بهذا الاهتمام يؤجج نار الفتن وارتكاب الجرائم.
فالقضايا التى تشغل الرأى العام نجد فيها إفراطا فى رد الفعل بشكل مبالغ فيه فنحن لا نحكم عقولنا ونستعجل القصاص قبل أن يقول القضاء كلمته وهذا خطأ كبير قد يؤدى إلى ارتكاب جرائم قتل والقصاص من قبل الجماهير المتعصبة التى لا تكون على وعى وحكمة وهى مندفعة وبالتالى نعيش حالة من الفوضى التى حتما سيكون لها ضحايا لم يكن لهم يد فى الموضوع نفسه.
أقول هذا وهذه الأيام احتلت قضية إهانة نساء الصعيد من قبل شخص أحمق كان ضيفا على الأستاذ خيرى رمضان وهو إعلامى قدير ومحترف وعلى قدر كبير من الخبرة والحيادية والمهنية وهذا الشخص الاحمق لابد من محاكمته محاكمة عاجلة وسريعة وهو ما حدث حيث تم إصدار قرار بالقبض عليه وحدد القضاء جلسة لمحاكمته والقضاء هو الوحيد صاحب الكلمة العليا فى هذا الموضوع ولكن ما أرفضه هو الانفعال الزائد والمطالبة بقتله وإشعال النار لأهل الصعيد وهم على رؤوسنا جميعا وحقهم سيأخذه القضاء لهم وبكل حيادية وعدل.
ونساء مصر سواء الصعيد أو الدلتا جميعا حقوقهن محفوظة وقيمتهن أكبر من كل هذه المهاترات. ولكن إشعال نار الفتنة خطأ كبير وإيقاف خيرى رمضان والقضاء عليه يعتبر إهانة كبيرة للصحافة والإعلام وكان يمكن توجيه اللوم له لاستضافته أشخاصا ليسوا على مستوى البرنامج وهناك انحرافات أكبر من مقدمى برامج أخرى لم يتم إيقافهم بهذا الشكل. هل تمت التضحية بخيرى رمضان ككبش فداء لتقديمه لأهل الصعيد لإرضائهم. هل إيقافه بهذه الطريقة أسلوب صحيح طبعا لا.
مصر بها قامات إعلامية كبيرة وليس من الحكمة ذبح أبنائها المجتهدين لمجرد خطأ لم يكن له يد فيه. وفى كل البرامج الحوارية خصوصا التى تكون على الهواء مباشرة تقع المسئولية على الضيف قائل هذه التصريحات وليس على مقدم البرنامج.
الصعيد - أرشيفية
