فى ذكرى وفاة "السباعى"..هل نجح "الحب" فى تلبية احتياجات أنجى بنت الباشا؟

الخميس، 18 فبراير 2016 04:00 م
فى ذكرى وفاة "السباعى"..هل نجح "الحب" فى تلبية احتياجات أنجى بنت الباشا؟ فيلم رد قلبى
كتبت سلمى الدمرداش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يكن الراحل يوسف السباعى أديباً ذو نظرة تشاؤمية، بل كان مثل زمنه ممتلىء بالتفاؤل والأمل، والطموح نحو التغيير للأفضل، وظهر ذلك من خلال رواياته وكمية المشاعر المتفائلة التى لا تعرف اليأس الموجودة بداخلها، وبقدر ما عرض يوسف السباعى عدد من المكشلات المجتمعية فى رواياته، بقدر ما كان الحب مقترن بها، فكان السباعى دائماً منصفاً للحب، الذى لم يفرق فيه فى رواياته بين الغنى والفقير، بل كان الحب من مطالب الثورة فى روايات السباعى.

ولكن هل كانت روايات السباعى التى جسدت السينما قصص الحب الموجودة بها، والتى نعرفها جميعاً ويضرب بها الأمثال مثل "على وانجى" فى رواية "رد قلبى"، ستنتهى بنفس النهاية إن عاش على وانجى معاً حتى الآن؟، و إن كان السباعى موجوداً حالياً وكتب جزء آخر للرواية لاستكمال حياة على ابن الجناينى وانجى بنت الباشا، هل كانت أحداثه ستظل بنفس التفاؤل والحب؟

للأسف إن تزوج انجى وعلى فى واقعهم، وظلوا معاً حتى الآن، فلم تكن "أنجى" ستتمكن من استكمال حياتها والحفاظ على الحب فى الوقت نفسه فى ظل الظروف الأقتصادية التى نعيشها الآن، وبالتأكيد كانت ستتخلى عن شعار" لقمة صغيورة تكفينا، وعش العصفورة يقضينا"، لأنها من المحتمل ألا تجد "اللقمة الصغيورة" من الأساس، بعدما تنجب أطفال، بالتأكيد أن عش العصفورة لن يسع هذه الأسرة بأكملها، وبالطبع ستتحول إنجى إلى زوجة مصرية أصيلة تحيطها مشكلات الحياة، خاصة أنها عاشت فى مستوى راقى طوال عمرها، فكيف لهذه الأرستقراطية أن تواجه الفقر الجامح الموجود الآن.

وكان مصير انجى بنت الباشا سيتحول إلى سيناريو من اثنين، الأول بعدما ستعم ملامح الضغط العصبى، و أعباء الحياة على وجهها، ويتحول جسدها الرشيق، إلى مجموعة عظام متهالكة بين كيلوات من الشحوم والترهلات، مع معايرتها لعلى بالعيشة التى عاشتها فى بيت"بابا الباشا"، سيخونها على مع إمرأة آخرى، وستكون هذه هى نهاية انجى وعلى.

أما الشىء الثانى فهو حصول إنجى على لقب "مطلقة" بسبب عدم ستطاعتها تحمل الفقر، وعدم وجود منزل مثل قصر أبيها، واستبدال حديقة قصرها، بحديقة آخرى من أكوام القمامة، تجلس فيها مع ابنائها بعد انتهاء يوم دراسى فى مدرسة حكومية وطبعاً "حدث ولا حرج" عنها، وكانت أنجى ستنضم إلى قافلة المطلقات المصريات اللاتى تتزايد أعدادهم بشكل مستمر، وتقول الأحصائيات أن هناك حالة طلاق تحدث بمعدل كل 6 دقائق، بالإضافة إلى أن كبر نسبة طلاق تقع بين أعمار من 25 لـ 30 سنة، وارتفاع معدل الطلاق من عام 1990حتى 2013 بنسبة تصل إلى 40%.

وهناك 240 حالة طلاق تحدث يومياً وفقاً لجهاز مركز التعبئة العامة والإحصاء، فضلاً عن وصول عدد المطلقات فى مصر لأكثر من 2.5 مليون مطلقة، والغريب فى الأمر أن معظم حالات الطلاق تحدث فى الحضر، حيث ارتفاع مستوى التعليم وزيادة الوعى الثقافى، لكن الخيانة والمشكلات الأجتماعية كانت أسباب الطلاق الأساسية، وتعتبر محافظة بورسعيد هى أكثر المحافظات التى سجلت أعلى معدل لحالات الطلاق حيث وصل لـ 4.4 من ألف، وفقاً لبيانات مركز التعبئة والأحصاء، وقد جمعت بعض جهات الدولة مجموعة من التقارير عن حالات الطلاقن ورفعتها للرئيس عبد الفتاح السيسى خوفاً من تفاقم المشكلة أكثر من ذلك فى الفترة القادمة.

ووسط هذا الكم من المطلقات، ستكون انجى عبارة عن رقم فى سجلات المطلقات، بسبب المشكلات الأقتصادية أو الخيانة الزوجية، بعدما كان من أروع قصص الحب التى قدمها السباعى فى رواياته، وللأسف للزمن أحكام.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة