سليمان شفيق

أوهام الأصالة وراء كل حروب الهوية

الجمعة، 09 ديسمبر 2016 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شرفت بدعوة من جمعية النهضة العلمية والثقافية لإدارة الحوار حول كتاب "أوهام الأصالة" فى الصالون الثقافى للجمعية، والكتاب يتناول أحد الموضوعات الأكثر إثارة للجدل، وهو موضوع "النسبية الثقافية"، والذى يجرى التعبير عنه فى الخطابات الثقافية والسياسية الشائعة بـ"الخصوصية الثقافية"، فمنذ بدايات التحديث وصولا إلى ما يعرف بعصر العولمة، تتعالى الأصوات المطالبة بحماية الهوية والثوابت الثقافية والحفاظ عليها، ويسعى الكتاب للكشف عن الأبعاد التاريخية والعلمية والسياسية لهذا المصطلح من خلال التنقيب عن جذوره ورصد تطوراته فى الفكر الغربى، وهكذا الكتاب محاولة فكرية جادة لنقد الانغلاق الثقافى باسم الحفاظ على الهوية، ويناقش العديد من القضايا المصيرية، وفى مقدمتها عالمية حقوق الإنسان، والتعددية الثقافية، وسياسة الهوية، والنزعات العنصرية، وقبل كل شىء الحقوق والحريات الفردية والجماعية.
 
أوهام الأصالة.. النسبية الثقافية وعالمية حقوق الإنسان، كتاب جديد للدكتور يسرى مصطفى، صادر الهيئة المصرية العامة للكتاب، المكتبة السياسية، الإخراج الفنى والغلاف محمود الجندى، رئيس تحرير السلسة الشهرية الكاتب والصحفى الكبير عبد العظيم حماد، ومديرة التحرير الزميلة جيهان أبو زيد، سكرتيرة التحرير رشا الفقى، وتصحيح سيد عبد المنعم .
 
أما الكاتب د.يسرى مصطفى، أحد أبرز أبناء الرعيل الأول من حقوق الإنسان، له العديد من الدراسات حول مفاهيم وتطور حقوق الإنسان، متخصص فى شئون المرأة واللاجئين والتعليم وعالمية حقوق الإنسان، مدير مشروع بوكالة التعاون الألمانى بمصر، له خبرة فى العمل فى المنطقة العربية على مدار سنوات عديدة مع منظمات غير الحكومية محلية وإقليمية ودولية تعمل فى مجال حقوق الإنسان والتنمية. وتشمل خبرته العملية مجالات الإدارة والبحوث وتنمية القدرات، لديه العديد من المطبوعات والمقالات حول القضايا المتعلقة بالثقافة وحقوق الإنسان ومساواة النوع الاجتماعى وسياسات الهوية. عمل كمنسق خلال العملية التحضيرية لتأسيس الصندوق العربى لحقوق الإنسان. حاصل على درجة الماجستير فى التلوث البيئى من جامعة الزقازيق.
 
بدأ د. يسرى الصالون بكلمة أشار فيها إلى مصطلح "النسبية الثقافية"، وكيف تطرح تلك الفرضية كنقيض لعالمية حقوق الإنسان، وهو الأمر الذى يعنى أن حقوق الإنسان ليست صالحة ـ بالضرورة ـ لكل الثقافات والنظم الاجتماعية، والسبب فى ذلك أن القيم ليست واحدة، ولكنها متعددة ومتنوعة ومرتبطة بالسياقات الاجتماعية والثقافية، وبالتالى ما يصلح لمجتمع ما لا يصلح لمجتمع آخر، وقد تبدو "النسبية الثقافية" مجرد فرضية نظرية، ولكن المسألة أعقد بكثير لأنها ترتبط بالحياة السياسية والواقع المعاش بصراعاته السياسية والأيدلوجية، خاصة فى المجتمعات التى تفتح جبهات وحروبا ثقافية لرفض ومقاومة الحداثة، أو كل ما يشار إليه بوصفه قيما عالمية وإنسانية، وفى مقدمتها المجتمعات العربية والإسلامية.
 
واستعرض د. يسرى فصول الكتاب الخمسة: الثقافة والحضارة، النسبية والتطورية، النسبية الثقافية وعالمية حقوق الإنسان، والفصل الخامس والأخير حول التنوع والتعددية الثقافية، وانطلقت المناقشة من الحضور حول جدل العلاقة بين الكتاب والواقع المصرى، وجدل العلاقة بين الدين والنسبية الثقافية، وما هى أوجه الشبة بين صراعات الحداثة وما بعد الحداثة، والمفاهيم المختلفة للحضارة والثقافة وندرة المراجع النظرية فى ذلك الإطار بالمكتبة العربية، وتطرح الحوار لدور الفلسفة فى ظل ثورة الاتصالات والمعرفة، وتوقف الحوار طويلا حول السياق وبروز حروب "الهوية".
 
حول تلك الحوارات تحدث د . يسرى مصطفى حول ضرورة خلق آليات ومساحات للمعرفة النظرية، مشيرا إلى أنه ليست "الهوية الثقافية" المفهوم الوحيد الذى يعكس "التنوع" بالمعنى الجماعى ويقلصه بالمعنى الفردى، وتطرق إلى المعنى الشمولى للهوية وتوغل الشمولية على الفردية، وانتقل إلى الثقافات الفرعية، والخطوط الفاصلة بين الطبقات الاجتماعية، وكيف تحاول التعددية الثقافية استيعاب التنوع الثقافى.
 
الجمعية هدفها الأساسى الارتقاء بالإنسان كل إنسان لكل الإنسان، فى مختلف أنواع الفنون، وأن يكون من حق الجميع أن يتعلموا السينما والكتابة والمزيكا والمسرح والتصوير والرسوم المتحركة، من خلال ورش عمل تقدمها الجمعية طوال السنة، ومن خلال تلك الورش خرجت الجمعية العديد من الفنانين من أبناء حى الفجالة والمحافظات.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة