أحمد إبراهيم الشريف

نصير شمة.. و«لم لا»

الخميس، 08 ديسمبر 2016 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا تزال حياتنا عامرة بالفن ومسكونة بالموسيقى، ورغم الضوضاء التى ملأت الشوارع، والصخب الذى فرض نفسه علينا، وعلى معيشتنا، وبث فيها العشوائية والعنف، تستطيع أن تجد الجميل والمختلف والمؤثر، وأن تستمتع بالموسيقار العراقى نصير شمة فى حفله الذى أقامه فى دار الأوبرا المصرية، لإطلاق ألبومه الجديد «لم لا».
 
عندما يشكر الإنسان الإنترنت على أشياء كثيرة سيكون منها أنه عرّفه موسيقى نصير شمة، وذلك منذ سنوات مضت «قصة حب شرقية» بكل الإخلاص الذى تحتويه، وقدرات العزف المذهلة، و«نسمات عذبة» بكل ما تملكه من انسيابية وعاطفة وتدفق، والمقطوعة الأسطورية «هلال الصبا» التى تملك قدرًا من الشجن يكفى لوصف حالة الإنسان منذ آدم وحتى آلاف السنين المقبلة، حينها أدركت أن نصير شمة موسيقار مختلف، لديه حس موسيقى متميز، ويملك روحًا فنية عظيمة، ويعد حدثًا فنيًا بكل المقاييس فى عصرنا الحالى.
 
ملامح نصير شمة أيضًا، جزء مهم من موسيقاه، فوجهه العربى جدًا المحفورة ملامحه فى دقة تشى بأصالته وأصالة ما يقدمه، ونبرة صوته العراقية الخالصة، تشعرك بأنه رغم طوافه فى البلاد لا يزال قابضًا على جمر محبته لوطنه، وهدوءه على المسرح يشعرك بقيمة ما يقدمه، وترحابه بجمهوره يعكس إدراكه لدور التفاعل بين الفن والناس.
 
تلك الليلة قدم نصير شمة مقطوعات جديدة من ألبومه الذى سيصدر قريبا بعنوان «لم لا»، ومنها «تغيير، غياب، امرأة فى الذاكرة، ألم أخبرك، إيقاع، ظلال، دخان، سفارى، عقل حر، كوت، مالك مثل»، كل هذه المقطوعات جاءت ناضجة بالموسيقى التى تجاوب معها جمهور الأوبرا، وصفق كثيرًا لنصير ولفرقته الموسيقية الموهوبة، ويمكن القول بأن المقطوعات فى حد ذاتها متكاملة كأنها تنويعات على حالة متغيرة لإنسان، ولسنا فى حاجة لنقول بأن السمت العربى كان طاغيًا على كل شىء.
 
كانت الأوبرا ممتلئة على آخرها، لا مكان للفراغ، فقط نصير والموسيقى والجمهور، ثلاثية متكاملة تعكس أننا لا نزال رغم التشويه الصوتى والتلوث السمعى ساعين وراء الفن الجميل، وأن الذين يدعون أن الجمهور تغيرت ذائقته تمامًا نحو الأسوأ ليسوا بالدقة التى يتحدثون بها، كان الجمهور الباحث عن الفن الراقى تلتهب أكفهم بالتصفيق فى الحفل، مقدرين المجهود الطيب، والفن المبدع الذى قدمه نصير وفرقته.
 
أما دار الأوبرا برئاسة الدكتورة إيناس عبدالدايم فلها الشكر الكثير على هذه الحفلات الجميلة التى تعيد الثقة فى الفن، وفى ذائقة الجمهور، وفى قيام المؤسسات بدورها المنوط بها، وكنت أتمنى أن يذاع الحفل على الهواء مباشرة، تأكيدًا لبروتوكول التعاون بين وزارة الثقافة واتحاد الإذاعة والتيلفزيون.









مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

نهاد عبدالله

شكرا

كم نحتاج إلى هذا النوع من الطرح والمقالات التي تدحض محاولات بث السواد بأنواع والإحباط والنزول بالقيمة الانسانيه إلى أسفل .. مقالك اضاءة وطاقة نور وبث روح الأمل أن هناك الكثير لنعتز به .. وان الحضاره والفن ينتصرأن رغم كل سواد .. شكرا

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة