عالمة آثار عشقت مصر وأردات أن تتعمق فى حبها لها بدراسة حضارتها المصرية القديمة، ورغم أنها من عائلة ثرية إلا أنها اختارات أن تعمل فى المتحف المصرى براتب ضعيف لشدة حبها بتاريخ مصر القديم، وهى العالمة المصرية اللبنانية مى طراد التى رحلت عن عالمنا منذ أيام.
ولدت مى طراد عام 1930، وحصلت على ليسانس فى الآثار المصرية القديمة فى كلية الآثار جامعة القاهرة، ويقول الدكتور حسين عبد البصير، أنها عملت فى مركز البحوث الأمريكى بمصر، ثم عملت متطوعة كأمينة متحف فى المتحف المصرى بالقاهرة فى أوائل الثمانينات من القرن الماضى.
وكان من بين أهم أعمالها فى ذلك الوقت أنها بدأت فى أعمال نسخ بعد أجزاء السجل العام لآثار المتحف المصرى بالقاهرة بواسطة الآلة الكاتبة، ويعد هذا السجل مصدراً مهماً للغاية عن المتحف المصرى بالقاهرة وآثاره، وتم البدء فى العمل فيه فى أوائل القرن العشرين الميلادى، وكان هذا السجل العام المحفوظ بشكل ورقى، وساعدها بعد ذلك ثلاث متطوعات أخريات، ثم قامت الراحلة الكبيرة بتجليد ما انتهى من أجزاء السجل العام كى يكون عوناً للباحثين وللحفاظ على النسخ القديمة.
وأشار "عبد البصير"، إلى أن مى طراد هى المعاون الأكبر لأغلب باحثى الآثار المصرية القديمة من المصريين والأجانب فى البحث عن القطع الأثرية المطلوب دراستها وإمدادهم بالمعلومات والمراجع، ومن أهم أعمال مى طراد هو اختيار وتدريب بعض أمناء المتحف على كتابة بطاقات الوصف والمعلومات، كما كانت تختار النصوص المناسبة لشرح الآثار وحجمها ونوع ولون الورق المقوى التى تطبع عليها البيانات وتنسيق ذلك بدقة شديدة. كما كانت تضع البطاقات على فترينات العرض المتحفى بنفسها حتى تحافظ على جمال الآثار المعروضة ولا تشوه أياً من القطع الأثرية المعروضة بداخلها.
وتابع "عبد البصير"، أن مى طراد شاركت فى تنظيم كل المعارض المؤقتة داخل المتحف المصرى وخارجه، كما حررت وعاونت فى المراجعة العلمية واللغوية للمادة المصورة والمكتوبة الموجودة فى تلك الأدلة المصاحبة للمعارض. وكانت مى طرا تتسم بالانضباط والدقة الشديدين فى كل الأعمال التى تقوم بها، ومن المعروف أن مى كانت الوجه الأشهر المرافق لكبار الشخصيات الزائرة لمصر من الوفود الرسمية من رؤساء وملوك الدول الأجنبية وكبار الشخصيات الدولية عند زيارتها للمتحف المصرى بالقاهرة.
