مكتبة الإسكندرية تحتفل باليوم العالمى للغة العربية

الإثنين، 19 ديسمبر 2016 10:28 م
مكتبة الإسكندرية تحتفل باليوم العالمى للغة العربية جانب من الاحتفال
الإسكندرية - جاكلين منير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نظم مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية، اليوم الاثنين، ندوة علمية بعنوان "لغتنا الجميلة وقضايا العصر"، وذلك فى إطار الاحتفال باليوم العالمى للغة العربية، وشارك فيها مجموعة من أساتذة الجامعات المتخصصين فى اللغة العربية، ومجموعة من الشعراء.

 

وقال الدكتور مدحت عيسى؛ مدير مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية، إن تلك الندوة تأتى فى إطار اهتمام المركز بكل تجليات التراث العربى شكلاً ومضموناً، ذلك لأن الاهتمام باللغة هو اهتمام بالوعاء الذى صَبَّ فيه المسلمون فكرهم وحضارتهم، ولاسيما أنه لا يمكن دراسة التراث الإسلامى بدون سبر أغوار اللسان العربي. 

 

وأوضح الأستاذ الدكتور محمد مصطفى أبو الشوارب، الذى تولى إدارة حوار الجلسة الأولى، أن الندوة تأتى كواحدة ضمن الجهود التى تبذل فى محيط الوطن العربى فى سبيل النهوض باللغة العربية التى لا تعتبر فقط وسيلة للتواصل، ولكنها تمثل هويتنا العربية وماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، ولها منزلة فريدة فى نفوس أبنائها.

 

وأعرب الدكتور عبد الله التطاوى، أستاذ اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة، عن امتنانه لمكتبة الإسكندرية فى تنسيق الندوة التى تعتبر خطوة لضمان استمرارية الأجيال فى الحفاظ على اللغة العربية من التردى أمام التحديات العصرية التى تواجهها ويسعى أساتذة اللغة ومحبيها للتغلب عليها، مضيفاً أن البحث عن "عصرنة" للمناهج التعليمية أصبح ضرورة لا بد منها، وعدم التفانى فى وصول الصعب صار تخاذل عن حمايتها، لأن اللغة هى الضامن لاستمرارية الأمة العربية وذاكرتها وهويتها.

 

وأضاف الدكتور التطاوى أن تعميم معمل اللغة العربية ضرورة حتمية للاستفادة منه فى مدارس مصر خاصة للصفوف الثلاثة الأولى التى تعتبر عماد التكوين اللغوى للطفل، الذى أصبح يعيش حالة من تنوع اللغات أفقدته الهوية اللغوية وشعوره بالخجل إن لم يتحدث هو وأسرته لغات غير العربية، معربا عن خوفه من انحياز الأجيال القادمة للغات الأجنبية على حساب لغتهم الأم، وذلك فى زحام العولمة الثقافية.

 

وأشار الدكتور التطاوى إلى أهمية إعادة النظر فى مناهج تعليم اللغة العربية فيما يواكب التطور، وتوظيف التكنولوجيا فى خدمة اللغة العربية، فضلاً عن أهمية وضع آليات جديدة تضمن الحفاظ على اللغة ومنها وجود وثائق قومية متطورة، وتعليم النحو العربى بصورة مبسطة وغير جافة بعيداً عن القواعد المعقدة، لافتا إلى أن وزارة التربية والتعليم اتخذت عدة خطوات فى صدد الحفاظ على اللغة وتطويرها ومنها التخلص من فكرة تعددية الكتب ما بين "النصوص والأدب و البلاغة" وغيرها.

 

وطالب الدكتور التطاوى بإعادة النظر فيما يسمى "المجلس الأعلى للغة العربية"، لتوحيد الوثائق اللغوية، ولبقاء اللغة العربية فى صورتها العصرية المتطورة السليمة، وأضاف مقترحا بضرورة وجود شهادة الكفاءة اللغوية للغة العربية مع أى خريج جامعى بحيث تكون مطلبا أساسيا فى مجال العمل فى مختلف المهن، لأن مقررات اللغة العربية أصبحت غير متواجدة للطلبة فى مختلف الجامعات غير المختصة بدراستها مما أدى لعدم الاهتمام بفنونها.

 

فيما قدمت الدكتورة إيمان السعيد، أستاذ العلوم اللغوية بكلية الألسن جامعة عين شمس، الشكر لمكتبة الإسكندرية بتخصيص ندوة حوار للشباب عن اللغة العربية، الأمر الذى يؤكد دورها الفعال كقلعة ثقافية راقية، وحضورها فى الحياة الثقافية الذى يضيف قيمة للحوار، مضيفة أننا أصبحنا بحاجة جادة لعصرنة اللغة، موضحة أن مصطلح عصرنة اللغة يعنى من المنظور الفكرى اللغوى، محاولة تطوير البشر للمفاهيم والتصورات وإعادة فك التعبيرات الموجودة وإعادة تركيبها بحيث تتماشى مع العصر.

 

وأضافت الدكتورة إيمان السعيد أن اللغة ليست وسيلة للتواصل فحسب، ولكنها أيضاً أهم وسيلة للتأثير فى العالم والوصول للمجتمع المحيط، وتلك الأمور لا تحدث فى لغة لا تجدد دماءها، لافتة إلى أن اللغة تعتبر سلطة يفعل بها الإنسان فعله بالبشر ولكنه كثيراً ما يستخدمها دون وعى بقوتها. ولفتت إلى أن الدراسات الحديثة ترصد تغييرات اللغة عبر العصور، وبرغم أن هناك مؤسسات تجتهد فى حماية الضوابط اللغوية من الآخر، لكن ضوابطها للأسف غير سليمة، مؤكدة أن مستخدمى اللغة العربية يخترقون قواعدها لأنهم لا يجدون مخرج للتواصل، ولهذا لا بد أن تشارك المؤسسات الحديثة فى صناعة معاجم حديثة للغة المعاصرة.

 

جدير بالذكر أن الندوة تضمنت ثلاث جلسات تمت خلالها مناقشة موضوعات "عصرنة اللغة، ومحاولات تجديد النحو"، فى حين خصصت الجلسة الثالثة للاحتفاء بشاعر العربية فاروق شوشة.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة